مدار الساعة - كتب: إبراهيم السواعير - حين يوقد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة شعلة مهرجان جرش للثقافة والفنون ويشاطره في ذلك الشاعر الكبير شاعر الأردن حيدر محمود ويسير بها، فإن هذه إضاءة ثقافية بامتياز في المهرجان ووفاء كبير لشاعر كبير، وفقرة تعطي دلالات كبيرة وقوية. أولًا، هو شاعر أبدع ما أبدع وشهد على نهضة الأردن وتغنى بمنجز هذا الوطن وكتب للأردن ودافع عنه ويظل حاضرًا ومدافعًا عنه اليوم وغدًا وفي كلّ حين.
المسألة الثانية هي في انتصاف المهرجان للبرنامج الثقافي في جرش هذا العام شعورًا مع غزة وفلسطين، حيث هذه التوليفة الوطنية الرائعة والمتمثلة بشاعر في الثمانين من عمره، يحضر اليوم بهيًّا بكلّ رونقه وشبابه يحمل الشعلة ويسير بها، فيسير معه الشعر برمزية الشعر وحضوره، خصوصًا في هذه الدورة الاستثنائية من مهرجان جرش التي تعانق فيها الكلمة الأخوة في غزة وفلسطين، وتضيء على مجد الأردن ومنجزاته التي دخلنا بها المئوية الثانية للدولة بكلّ ثقةٍ واقتدار.
"أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين، فاهتز المجد وقبلها بين العينين"!
أكتب الآن، وتنتثر مني الكلمات زهورا لتقبّل شاعر الأردن وأنا على خطوات منه، فتدور بين عينيّ كلّ قصائد هذا الشاعر وهي تهدى للأجيال من خلال شخصه الكريم وما تخلل فقرات المهرجان الوطني، مهرجان جرش العتيد الدائم الذي لم ولن يتوانى أو يتوقف عن العطاء.
ها هي فرق فلسطين تصدح في سماء جرش مثلما يصدح فنانو غزة وشعراء فلسطين والأردن، البلد المضيف بالحب والشعور الوطني والعروبي الذي نشأ عليه ونهض به على الدوام.
الثقافة والفنون زاد وطني مهم، والأمة التي تطمس هويتها أو تطفئ شعلتها إنما تؤذن بتوقف نموها واضمحلال فكرها، وما كان بلدنا يومًا إلا مشعلًا للحرية والنهضة ونافذة لفكر كلّ أحرار العرب، النافذة التي انطلقت منها كلمة الحرية العربية على يد شريف مكة وباني نهضتها الشريف الهاشمي ملك العرب الحسين بن علي طيّب الله ثراه وأنجاله الذين ضحوا بأنفسهم للعرب وفلسطين.
في ثنايا حفل الافتتاح كانت مشهديات الوطن المدافع عن المقدسات، وكلمات جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله تفتح أبوابًا للزهو والفخر بإنزالات غزة ورسائل القرب والشعور الواحد والإسناد الصادق الذي يعجز أمامه كلام كثير في الوصف وتعداد ما بذل الأردن للمسجد والكنيسة ولسائر الأهل في كلّ أرض فلسطين.
حقًّا لقد تحول حفل الافتتاح إلى أهازيج للأردن السند والداعم وفلسطين المرابطة القوية، ...فبالكلمة واللحن يتجدد الأمل ويتوحد الشعور ويرتفع منسوب الحب والوفاء.