وللاسف وعبر وسائل الاتصال الجماعي المختلفة يحاول عدد لا بأس به بأن يضع العصي في الدواليب امام تقدم وتطور الحياة الاجتماعية و السياسية والعلمية في المملكة مستغلين سقوط البعض في براثن الفساد ولكن ليس كل ما هو على الارض الاردنية فاسداً وعلينا محاربة الفساد فعلياً من خلال القضاء النزيه الذي لا تشوبه شائبه لان ذلك القضاء كفيل بمحاربة الفساد والمحسوبية والشللية والوساطة الكريهة وتطوير القوانين والانظمة المدنية القادرة على مواصلة المسيرة بكل ثقة وثبات ...
وهذا ما حصل لفرنسا التي تعتبر من الدول العظمى في العالم حيث جاء مستشارو الرئيس والمناضل الفرنسي الكبير شارل ديغول وقالوا له بأن الفساد يعم فرنسا وينخر بها بعد الانتصار الذي تحقق في الحرب العالمية الثانية فما كان من ديغول الا ان سألهم هل وصل الفساد الى القضاء فاجابوا بالنفي فأسرع قائلاً الآن نبدأ من جديد في بناء الدولة المدنية العلمية الديمقراطية على اسس واعمدة راسخة وشمل الاصلاح كل نواحي الحياة وليس في مجال واحد .
وهنا تكمن القوة ولا تكون الا بالتعاضد ما بين القيادة والشعب والعمل على تطوير النهج العلمي الى ابعد حد ممكن... ويتبادر لذهني ان احد الاساتذة الجامعيين قال لطلابه ان تدمير ايه امة لا تحتاج الى قنابل نووية او صواريخ بعيدة المدى ولكن تحتاج الى تخفيض نوعية التعليم والسماح للطلبه بالغش.. فيموت المريض على يد طبيب ناجح بالغش وتنهار البيوت على يد مهندس ناجح بالغش ويضيع العدل على يد قاضي نجح بالغش ويتفشى الجهل في عقول الابناء على يد معلم نجح بالغش فانهيار التعليم يساوي تماماٌ انهيار الأمة فتكون تدمير الأمة بذلك اكثر هولاٌ من القنبلة النووية .
نعود مرة اخرى الى ان الانتماء لا يكون في الغناء ولا بالتهويل والتزمير والرقص والادعاء ولكن بالعمل الجاد الذي يرجوه الشعب من الدولة في تحسين كل ظروف العمل والتعليم والقوانين وتطبيقها بقوة القضاء لان القانون الصارم يصلح الاعوجاج مهما كان لونه وشكله وعلينا الالتفات جيداٌ حول العمل الجاد وتعظيمه والوقوف في وجه الفساد ومحاربته وقطع الطريق على كل المشككين والعابثين وقطع اصابع الاتهاميين والقضاء على مغتالي الشخصية لتسير الامور بشكل اسرع ومتسارع نحو الهدف التقدمي المنشود وابعاد الخراب من دروب الحياة.