في كل تلك الحرب لم تعرض إسرائيل صورة واحدة لطيار إسرائيلي, لم تعرض صورة لطائرة عادت من القصف..لم تعرض حتى تصريحا لطيار..
إسرائيل تخاف من أن يطلب أفراد سلاح جوها للتحقيق, في جرائم الحرب التي ارتكبت لهذا فهي تخفي دوما صور الطائرات وأرقامها وأنواعها وأسماء الطيارين..الذي شاركوا في الإبادة والقتل وقصفوا أهدافا مدنية.
إسرائيل أيضا تمنع نشر صورهم على الفيس بوك, وتمنع حساباتهم..تمنع سفرهم وتمنع تواصلهم مع الاخرين تحت ما يسمى (الرقابة العسكرية )..
أضعف الإيمان أن نقوم بعرض أسماء ولو (5) من طياري سلاح جوها..مع صورهم, أظن أننا لو حصلنا على صورة واحدة..لطيار شارك بقصف غزة فلن يكون الأمر أقل أهمية من تصوير مفاعل ديمونة من الجو...
الشهداء الذين سقطوا بفعل القصف الجوي, والذين هدمت البيوت فوق رؤوسهم..أكثر بكثير من الذين استشهدوا بفعل القصف المدفعي أو عمليات التوغل, أو العمليات البرية, وأجزم أن رأس الجريمة وعنوانها في غزة هو سلاح الجو الإسرائيلي الذي نفذ عمليات اغتيال للأطفال, ومارس القصف العشوائي..مارس الإبادة الجماعية, وتدمير البنية التحتية والعمران.
إن الحصول على صورة طيار إسرائيلي واحدة, من الذين شاركوا بقصف غزة كفيل بقلب المنظومة الأمنية الإسرائيلية كلها, وكفيل بتشكيل اختراق قوي ليدها الطولى في الحرب وهي سلاح الجو...وكان الأولى بالمواقع العربية وبالمدونين العرب بدلا من نشر صور المرتزقة الذين أعادتهم المقاومة في (توابيت) أن ينبشوا المواقع الإسرائيلية, من أجل الحصول على قصص الطيارين الذين صبوا كل شحنات الموت والدمار فوق غزة...
في الحرب العالمية الثانية, كان السلاح الأخطر بيد الإنجليز هو سلاح الجو والذي دمر مدنا ألمانية عن بكرة أبيها, عبر القاذفات...وكان الوصول للطيارين الإنجليز وفضح جرائمهم يعتبر غنيمة بالنسبة للألمان, بالمقابل في الجانب الاسيوي كانت اعترافات قائد الطائرة الأمريكي الذي ألقى القنبلة النووية على هيروشيما, هي الخبر الأهم والأعظم في تاريخ الحرب...علما بأن هذا الطيار اعتذر فيما بعد ولم يكن يتوقع أن تنتج هذه القنبلة كل هذا الموت..
مجرمو الحرب الأكثر دموية في غزة هم طيارو سلاح الجو الإسرائيلي, وهؤلاء هم من يجب أن تقدم قوائم باسمائهم لمحاكم الجنايات, لمحكمة العدل الدولية...هؤلاء هم من يجب أن تكون رتبهم والأسماء على قوائم المجرمين في مطارات العالم, هؤلاء هم من يجب أن يستهدفوا إعلاميا وسياسيا..هؤلاء هم من يجب أن يطاردوا حتى ولو بلغوا الهرم والعجز ومضى عليهم العمر.
أنا لا أعرف بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبها سلاح الجو الإسرائيلي...بعد كل هذا الموت والخراب, هل يعودون لعائلاتهم..هل يمارسون الحياة بشكل طبيعي..وهل يلهون ويتناولون الإفطار..إذا كانوا يفعلون ذلك حقيقة فهم ليسوا من صنف البشر هم من صنف الوحوش المرتبطة بالغريزة..أتمنى أن ينتقل تركيز المواقع الإخبارية العربية, وتركيز نشطاء السوشيال ميديا..وحتى (الهاكرز) على معرفة صور وأسماء هؤلاء القتلة, فحتى لو نفذوا بجرائمهم الان..هنالك رب يحاسب وهنالك تاريخ لن يرحم.