ارخى الصباح, بحول الله, خيوط ضوئه بالقسطاس على رواد الاشارة الضوئية دون منُه.. ونلت نصيبي من النور الرباني المستطير كسواي من الناس.. وما هي الا لحظات حتى وجدتني انا والصباح أسيرين لمشهد حزين يقطع نياط القلوب.. فيما اكتفى اغلب ركاب السيارات المتوقفة والمارة ايضا بدور المتفرج او اقل قليلا!!
فقد اندفع ثلاثة رجال احدهم في السبعين من عمره وبدأوا باختراق صفوف السيارات والمارة جيئة وذهابا وهم يتأبطون بعض الصحف الوطنية وينادون بأصوات حييًة حينا ومبحوحة احيانا وهم يقولون: جرايد.. جرايد.. جرايد اليوم !!
لكن حركة التوزيع كانت قاسية على قلبي ووجداني.. وحزُ المشهد الأليم في نفسي كثيرا سيما وانا المسكون بمحبة الصحف ورائحة الحبر وعِشرة العمر معها منذ تعرفت عيناي وانفتح ذهني على الكلمة المطبوعة وسحرها الاخاذ! واستدام المشهد الموجع لدقائق معدودة حسبتها لقسوتها دهورا مملوءة بالمرارة والقهر والغربة !! وتملكني الحزن والغضب وقلت: يا وجع القلب !!
انا اعرف ان المشهد المذكور ما هو الا عَرَض مرئي لمرض خفيَ يستعصي علي الحل.. واعرف انه يشكل احد مظاهر الوجع الذي المَ بصحافتنا الوطنية التي تواجه حاليا ازمة صعبة اعيت بتعقيداتها كل طرف مخلص او متطوع للإسهام في حلها! واعرف ان شبكة الازمة العريضة اصعب من ان تطالها سنارة الحل المحدودة واعرف ان الحكومات المتعاقبة بذلت ما وسعها الجهد لحل المعضلة المستعصية وقدمت خيطا رفيعا من الدعم المادي واعرف ايضا .. ان نقابة الصحافيين ساهمت في حل مفصل من المشكلة الكبيرة .. واعرف ايضا ان ادارات الصحف تنادت للإسهام في تذليل العقبات الإدارية والمالية.. لكن حصيلة هذه الجهود مجتمعة وعلى اهميتها كانت بمثابة انبوب صناعي معلقٍ في حلق صحفنا الوطنية يمد الرئة بمقومات التنفس فقط دون الغوص في اعماق المشكلة برمتها وإيجاد الحلول لكي تواصل صحافتنا المخلصة ممارسة مهمتها النبيلة و دورها الوطني الفاعل كقلاع منيعة ومنابر وطنية مرموقة.. ويظل زملاؤنا في بلاط الصحافة الورقية وعائلاتهم بمنأى عن الوجع والضنك المالي والعذاب النفسي!!
من هنا فان الواجب يقتضي منا جميعا, ضرورة وضع استراتيجية مشتركة وخطة عمل فاعلة هدفها اجتثاث المشكلة من جذورها كي لا نخسر, لا سمح الله, مؤسساتنا الوطنية التي نذرت نفسها ودورها وما تزال لخدمة اردننا العزيز وامتنا العربية والقضية المقدسة !
حاصله.. ازاء هذا المشهد الموجع وجدتني اشيح بنظري نحو اليمين كي لا اجرحني او اجرح الصحف الوطنية الغالية على قلبي والمحفوظة تحت اباط الباعة المتجولين.. هذه الصحف الوطنية العريقة التي كانت فيما مضى ولسنوات طويلة عصيةً على التطويع او كسر الهيبة والوضع تحت الابط من قبل الكثير من المسؤولين الذين كانت اقصى امنياتهم ان يضعوها تحت "الابط " ويهيمنوا عليها وعلى دورها الايجابي المرسوم!
فقد كانت هذه الصحف في سابق من الزمن مدنا عريقة.. وساحات عريضة وكانت عامرة بالحركة ومشحونة بالقوة والدور النافذ والكلمة المسموعة عموديا وافقيا! نعم.. كانت مدنا عظيمة لها مفاتيحها.. ولها اسوراها المنيعة.. ولها اسرارها ..ولها ابوابها المشرعة ولها بلاطها المهيب...ولها اوتادها الراسخة .. ولها رجالاتها العمالقة الذين كانوا عناوين مراحل لحقبة بهية من تاريخ الصحافة على الصعيدين الوطني والقومي!!
ولا يظنن احد اني, لا سمح الله, انتقص من جهود واقدار زملائي الحاليين الذين يمسكون زمام الصحافة الوطنية في هذا الظرف الصعب.. فلهم منا كل التقدير والتعاطف والاحترام.
نعم.. كانت الصحف مدنا عامرة قام بنيانها المنيع على اكتاف اصحابها واعمدة كتابها واقلام محرريها وصبر وعرق العاملين فيها الذين طوعوا الحرف ليغدو بمثابة قنبلة صارخة بالحق تصيب الهدف بدقة.. وصهروا الكلمة بمداد من الرصاص والصبر والحكمة من اجل خدمة اردننا العزيز وقضيتنا المقدسة.
كانت مدنا زاهية زوادتها الرصاص, اقصد رصاص المطبعة.. ومداها الرصاص,, وقصدي هنا رصاص القلم الذي اقسم به رب العالمين عز وجل في محكم كتابه العزيز.
نعم كانت مدنا بهية بوصلة قلوبها (القدس الشريف) وهدفها الاسمى خدمة الاردن وامتنا العربية وقضية فلسطين واهلنا على ارضها الطاهرة. وكانت .. وكانت ..وكانت !!
وشطَ بي الخيال وانا اترسم اسم الدار الزاهرة ورجالات ودور وبهاء ( الدستور) الغالية التي كانت بيتي الاول الذي تمرست في رحابه على اللثغة الاولى على درب الكلمة المطبوعة وسحرها الآسر.. وكانت البيت العامر الذي ذقت تحت رواقه طعم النجاح.. وطعم الاحباط.. وطعم القهر.. وطعم الظفر.. وطعم التحدي.. وطعم الصبر.. وطعم الصمت.. وطعم الكلام!
وشرعت اترسم اسم المؤسسة الباسقة وتاريخ ورجالات ورونق ( الرأي) العزيزة واتقرى باللمس جنباتها وحيطانها وممراتها التي ما تزال تعبق بذكرى مؤسسها الشهيد ( وصفي التل) طيب الله ثراه ورائحة غليونه وطيب ومسك حضوره البهي.
نعم (الرأي) التي كانت بيتي الثاني حين صدعت بكل فخر واعتزاز لترجمة رغبة المغفور له جلالة الملك الحسين الغالي طيب الله ثراه انا وثلاثة من الزملاء لإصدار صحيفة يومية وطنية اردنية باللغة الانجليزية.. وكان لنا الشرف العظيم, نحن الاربعة, انا العبد الفقير لله تعالى كاتب السطور واسمي عبد السلام الطروانة وزميلي الاستاذ جواد زادة والسيد تيدي ليدجر وزوجته الفاضلة السيدة مارغريت ليدجر حين اصدرنا نحن الاربعة العدد التجريبي او كما يعرف صحفيًا بعدد ( الصفر).. طبعا الصفر بمقياسه الفلسطيني وليس العربي بالمناسبة!! نعم.. العدد ( صفر) من جريدة ( الجوردان تايمز).. وحملنا على الاكف الابن البكر لمؤسسة ( الرأي) الى مكتب عميد الراي والصحافة والثقافة المرحوم الحاج ( جمعة حماد) طيب الله ثراه.. وقلنا له : يا عمنا الحاج جمعة هذا هو الابن البكر لمؤسستكم الزاهرة.. ولنا الشرف نحن معشر المحررين بان يولد على ايدينا .. وها نحن نضعه بيدك الامينة.. ثم صافحنا مودعين السادة اصحاب ( الرأي) وهم مع حفظ الالقاب الحاج جمعة حماد وسليمان عرار ومحمود الكايد ومحمد العمد. وانصرفنا بعد ان تركنا وراءنا قطعة غالية على قلوبنا مصهورة من دمنا ومن رصاص المطبعة وممهورة بمداد من الصبر والمثابرة على هيئة ورقٍ وحبرٍ وسطورٍ وسلطة رابعة واسم عزيز هو الاردن.
وعود للحديث عن المشهد الحزين على الاشارة الضوئية, اذ لم ينتشلني من المشهد المؤلم على الاشارة صباحًا سوى زوامير السيارات من حولي وابواقها العالية التي صدعت دماغي وطرشت اذني لأني تأخرت عن الاقلاع بسيارتي مدة ثانيةٍ او اَزيد قليلا!! نعم غادرت الاشارة وانا حسير الطرف مكسور الخاطر نتيجة للتوزيع المتدني. حتى انني, نسيت ان اودع الصباح المُبتلى مثلي بالمأساة ولسان حالينا, انا والصباح يقول: يا وجع القلب!! يا وجع قلبينا, الصباح وانا!!
غادرت الاشارة الضوئية وان اتمتم بقصيدة الشاعر العربي ( مالك بن الريب) وهو يرثي نفسه.. وتوقفت عند ابلغ ابياتها والذي يقول:
خذاني فجراني بثوبي اليكما فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
وبعد سويعات من مغادرتي للمشهد المؤلم تلقيت عند عصر اليوم نفسه رسالة نصية على هاتفي من الصديق العزيز الاستاذ الدكتور حسن حماد يطلب من خلالها تزويده بإحداثيات وموقع تواجدي من اجل ايصال هدية غالية على قلبي وهي كتاب بعنوان ( جمعة حماد.. حياته وفكره في مرايا الادباء والمفكرين).. ولشد ما كانت دهشتي فقد وجدتني اضرب كفا بكف واقول: لعل الدكتور حسن كان يقف معنا على الاشارة الضوئية صباحا وحين رأى مشاعر الاسى والحزن مرسومة على وجهي هاله ما هالني فاراد مواساتي حين قدم لي هدية تذكرني بالأمس الجميل اولا وتنتزعني من حالة اليأس والحزن ثانيا! اقول : ربما! او ربما كان الامر مجرد صدفة جيء بها عند الاصيل ويحملها ابن الاصيل لكي تمحو احزان الصباح!
حاصله تهيأ لي بان من الانسب ان اهتبل المناسبة وانا استعرض سطور الثناء والوفاء المبثوثة في ثنايا الكتاب المذكور لأنقل معها شكوى الصباح.. وشكوى الكلمة المطبوعة.. وشكواي الى الجهات المعنية في الدولة والى العملاق والرمز الكبير جمعة حماد الذي كان بحق احد الاركان المنيعة في صرح الصحافة الوطنية.
وقلت مخاطبا روحي: انا اعرف ان روح الحاج جمعة تسمعني الان.. فالأجدر بي ان ابوح للعميد بشجا الصباح .. وشجا الكلمة المطبوعة.. وشجاي!! وان ابوح له خطيا بالثناء المرسل اليه من قلوب الادباء والمفكرين منطلقا من قول قديم يقول: ان الثناء بعد الحياة حياة! ومنطلقا ايضا من قول الشاعر :
واذا احب الله يوما عبده القى عليه محبة الناس
وقلت : بسم الله الرحمن الرحيم ثم تناولت بشغف بالغ فصول الوفاء المبثوثة بين دفتي وقلب الكتاب القيم مبتدئا بالمقدمة التي دونها في وقت سابق دولة المرحوم الاستاذ احمد اللوزي طيب الله ثراه وكتب ما يلي: ( الحاج جمعة حماد هو رجل المواقف المضيئه سواء كان ذلك في الصحافة الاردنية التي كان واحدًا من ابرز مؤسسيها وروادها الاوائل ام في الاتحاد الوطني العربي الذي اوكل اليه الراحل الباني الحسين بن طلال رحمه الله امانته اوائل السبعينات في ايام بالغة الصعوبة ام في مجلس الاعيان الذي ضمني فيه واياه صحبة فريدة ماجدة. ان في صفحات هذا الكتاب لدعوة جهيرة لمن يقرأ في امتنا ولمن يقرر في آن حتى تظل القدس وهجا يتماوج في القلوب وارادة تتوثب في السواعد وحتى لا ينقطع منا العمل دائبا لكي تعود لهذه المدينة الخالدة عباءتها العربية الضافية ولواءها العربي الخفاق)
واقلّب صفحات الكتاب القيم وارى رسم الغالي محمود الاسم والسيرة معالي الأستاذ محمود الشريف طيب الله ثراه وهو يخاطب توأم روحه الحاج جمعة حماد ويقول: ( اذا كان "الصحافي" في جمعة حماد قد استأثر بمكان "الداعية" فيه ببعض الوقت اثناء سنوات الكفاح الصعب لأنشاء المؤسسات الصحفية فان "الداعية" قد عاد ليحتل مكانه الاثير من عقله ووجدانه بعد ان فرغ (جمعة) من بناء المؤسسات وارتاح.. لقد تغلب "الداعية" في جمعة حماد في نهاية الامر على كل صفة اخرى من صفاته وانتصرت اشواق الروح لديه على كل مغريات الدنيا الفانية).
وتقع عيناي على تقديم اثير ومميز وكلام نبيل خطه معالي الدكتور خالد الكركي بعنوان( كلام على الكلام النبيل) ويروي واقعة حدثت في ( طشقند) حين بكى الحاج جمعة وأيكي اهل المدينة وهاانذا اقتطف ما دونه قلب وقلم الدكتور الكركي حيث يقول: ( زار الحاج جمعة جمهورية اوزبكستان الاسلامية قبل انهيار الاتحاد السوفيتي واستقلالها الكامل.. وقد شدته (طشقند) والقى خطبة الجمعة في مسجدها الكبير فبكى وابكى.. وتنبه مبكرا الى ان هذه الارض لابد ان يعود اليها زمانها العظيم الذي تختصره (سمرقند).. اما وقوفه الاخير على مشارف اليرموك فهو درس في اسناد الروح الى التاريخ وهو ايضا صورة حية للعلاقة بين القدس وبين زمن الفتح الاول. سلام عليك يا ابا اسعد صحفيا متميزا سياسيا نقيبا ووزيرا واضح الرؤية ومؤمنا بالحرية والعدل وكرامة الانسان.. سلام عليك ايها الرمز النبيل لما في هذه الارض على ضفتي النهر الخالد من طيبة ووفاء ووحدة في الدم والروح والمصير)
وكتب المفكر الوطني والاسلامي الكبير واحد اركان الصحافة والفكر والثقافة على الصعد الوطنية والعربية والاسلامية الحاج حسن التل طيب الله ثراه في مقدمة خطتها يده الكريمة لكتاب( العرب واليهود في ساحة الصراع) الذي الفه الحاج جمعة حماد ويقول في تلك المقدمة: ( جمعة حماد واحد من القلائل الذين شاركوا في القضية الفلسطينية خاصة والقضايا العربية المختلفة بأكثر من جهد وعلى اكثر من صعيد .. فهو واحد من القلائل الذين مارسوا الواجب في ميادين القتال ومارس العمل الفكري جنديا وموجها في ميادينه المختلفة وهو بالتالي صاحب تجربة عريضة كما انه يختلف عن معظم السياسيين الذين عرفتهم الساحة العربية لأنه يتحرك من خلال قناعته الفكرية وليس من خلال مصلحته الوقتية.. ان العطاء الذي تدفق به قلم الاستاذ جمعة حماد وهو في ذروة عطائه يعتبر شهادة من شهادات التاريخ على عظمة الفكرة وعظمة جنودها في مختلف الاسلحة)
واتوقف عند وجع وثناء صديقي اللدود صاحب القلب الصادق والقلم المحارب الاستاذ فهد الريماوي.. اما الوجع فلأن حلقات كتاب الحاج جمعة حماد بعنوان ( قصتي مع الصحافة) والذي انفردت به صحيفة ( المجد) الزاهرة لم يكتمل نشرها بسبب رحيل الرمز الكبير الحاج جمعة حماد الى جوار ربه راضيا مرضيا واما الثناء فقد سطره قلب وقلم ( ابو مظفر) على صفحات ( المجد) شهادة مؤطرة بالوفاء للراحل والرمز الكبير وعميد الكلمة الحرة ( ابو اسعد) تمهيدا للنشر.. وكتب الزميل الريماوي ما يلي : ( يستحق الاستاذ جمعة حماد لقب عميد الصحافة الاردنية ويستأهل بكل جدارة ارفع الجوائز التقديرية عن دوره القيادي في اصدار الصحف والارتقاء بها ماليا وادبيا واداريا وتحريريا.. ابو اسعد الذي تتلمذ على يديه جيلان من الصحفيين في فلسطين والاردن.. وأفنى زهرات الشباب وثمرات الشيخوخة في محراب الكلمة ووسط هدير المطابع يفتح خزائن ذاكرته العامرة ويخص صفحات (المجد) وحدها دون غيرها عارضا مكنونات تجربته الصحفية الغنية التي امتدت لأكثر من ثلث قرن.. مرحبا بشيخ الصحفيين ضيفا عزيزا على ( المجد) ومعلما كبيرا لأسرة تحريرها).
اما طيب القلب صديقي اللدود المرحوم ( جورج حداد) صاحب الاسلوب المميز والقلم الصريح فقد حرص على ان يخط بنيان شهادة صادقة بحق عميد الصحافة والكملة الحرة الاستاذ جمعة حماد ويقول: ( هذا الرجعي العتيق.. هذا القلم النظيف ..هذا اللسان العفيف.. هذا النشمي المسكون بقيم الأصالة والنخوة والمروءات.. هذا الاردني الفلسطيني الشامي العراقي اللبناني المصري الاسلامي المسيحي الحيي.. الوفي الداهية الصبور. هذا ال( جمعة حماد) مات, ولكنه لم يتوار قبل ان يضيء اكثر من شمعة في عتبات الدروب.
واخيرا وليس اخرا فقد ابدع الكاتب الاستاذ ( يوسف عبد الله محمود) حين دون في قلب الكتاب المذكور شهادة قيمة بحق عميدنا الحاج جمعة حماد وضمنها كلاما نافعا وعواطف وطنية وقومية صادقة.. وكانت المقدمة التي سطرها تحمل عنوانًا من ست كلمات يتوسطها حرف عطف يقول العنوان: ( جمعة حماد رجل رحل وعيناه صوب القدس).. ولعمري فان كلمات العنوان هذه والمعدودة من حيث الرقم والثمينة والجزلة من حيث المضمون تجاه ( القدس) بوصلة قلوبنا جميعا وتجاه عاشق القدس الراحل الكبير ( ابو اسعد) .. هذه الكلمات تعتبر بحق شهادة واطروحة صادقة تؤرخ لسيرة ومسيرة رجل عظيم احب ( القدس) ونذر قلمه لها ولفلسطين الغالية.
وفي الختام استذكر مقولة وردت في سابق من الزمن ومفادها يقول: ( ان الثناء بعد الحياة حياةٌ) فما بالك اذا كان المستهدف بالثناء قامة وطنية وسياسية واعلامية مرموقة هو عميد الصحافة الكبير الاستاذ ( جمعة حماد) الذي يعيش في قلوبنا رمزا عزيزا وقامة باسقة ارست اسس الصحافة والنقابة والكلمة الحرة والراي الشجاع.
وفي ختام الختام اقول: ( يا من يعيد لصحافتنا المقروءة بهاءها المعهود الذي نسج خيوطه العمالقة والرواد الاوائل ونعطيه ما تبقى من اعمارنا؟ مَن ؟ مَن؟ لست ادري!! وللحديث بقية إن شاء الله.