اعتاد الناس في بلادنا ان ينتقدوا الحكومات، ويحملوها مسؤولية كل مشاكلهم ومعانتهم، وهو امر يجافي الصواب، فلو دققنا في الكثير من مشاكلنا لوجدنا ان سلوكنا وعاداتنا الاجتماعية ونمط تربيتنا كلها أسباب لهذه المشاكل. من ذلك على سبيل المثال لا الحصر ان الالاف منا يصرون على الالتحاق بالجامعات لدراسة تخصصات بعينها، رغم ان سوق العمل مشبع بهذه التخصصات، وان طابور البطالة فيها طويل، ومع ذلك نلتحق بالجامعات لدراستها من باب المباهاة الاجتماعية،ونزولا عند رغبة الاهل دون ادنى مراعاة لرغبة الطالب وميوله وإمكانياته في اغلب الأحيان، ودون ان نحسن قراءة التغيرات التي طرأت على منظومة القيم والمفاهيم وكذلك سوق العمل، بل ان تعاملنا مع كل التعليم الجامعي، قائم على مفاهيم مغلوطة، فنحن لا نتعلم لنتثقف ونعرف بل لنتوظف، لذلك نسمي الشهادة (كرتونة) .وفي اغلب الاحيان تنتهي علاقتنا بالكتاب بعد حصولنا على (الكرتونة)
ومن مشاكلنا الناجمة عن سلوكنا وتربيتنا وثقافتنا الاجتماعية وميلنا الى المباهاة، ولعنا بالهواتف المحمولة، واصرار نسبة عالية منا على امتلاك اكثر من خط هاتفي، ومايسببه ذلك من عبء على ميزانيات الأفراد والأسرة وهي الميزانيات المحدودة اصلا، فاذا اضفنا الى ذلك اصرار نسبة عالية منا على التغير الدائم لهواتفهم المحمولة لا للضرورة بل تقليدا ولهثا وراء المظاهر،علما بان معظمنا يستخدم الهاتف المحمول للثرثرة التي لا طائل لها الا اضاعة الوقت، وهذا مرض اخر من امراضنا الاجتماعية وهو هدر الوقت وعدم الاستفادة منه بالرغم من ان الوقت هو اهم راسمال يملكه الإنسان لانه عمره.، وهذه ممارسة تقود الى اخرى من عيوبنا وهي عدم قدرتنا على ترتيب اولوياتنا وفق امكانياتنا. مما ينتح عنه تعميق ازمتنا الاقتصادية على المستويين الخاص والعام.
ومن افرزات داء المباهة الاجتماعية التي اصبنا بها في السنوات الأخيرة هي الإقراض من اجل السياحة الخارجية، ومن اجل تقافة الطعام الجاهز رغم ان الأطباء يؤكدون ان معظم انواع الوجبات السريعة والحاهزة غير صحية، ومع ذلك نقترض لنسافر ولنأمل وجبات سريعة، مما زاد من سطوة البنوك على حياة الاردنيين، الذين صارت بيوت وسيارات ورواتب معظمهم مرهونة للبنوك التي تعود معظم ملكيتها وارباحها لغير الاردنيين.
هذه نماذح من سلوكياتنا الاجتماعية التي تحتاج إلى إصلاح كمدخل لإصلاح وقعنا الإقتصادي كافراد وكدولة.