- لا زالت الحكومة الاسرائيلية مستمرة بحرب الإبادة على غزة ، وتهديداتها بفتح جبهة حرب جديدة على لبنان، مما شكل تحديا جديدا يضاف للأوضاع الداخلية الاسرائيلية المتردية ، سواء المستوى العملياتي العسكري في غزة ، او الاقتصاد، واخطرها تزايد الهجرات العكسية من اسرائيل إلى عدة دول في العالم.
- يشكل موضوع الهجرة العكسية، هاجسا امنيا اسرائيليا ، وتخضع معلوماته لرقابة صارمة من الجيش الاسرائيلي ، ولا يتم السماح بتداول اي معلومات او ارقام رسمية لهذا الموضوع، الا ان المعطيات تؤكد أن هناك هجرة عكسية كبيرة، وابرزها :
اولا : حملة (لتغادر البلاد معا) وهي على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحث بشكل مباشر على الهجرة ، ويوفر القائمين على الحملة تأشيرات الى ( ٤٨) بلد .
ثانيا : شركات خاصة ومحامين يقومون باستصدار جوازات سفر غير اسرائيليه، وتوفير فرص استثمارية لهم ، دون الحث على المباشر على الهجرة .
ثالثا : التقديم المباشر للقنصليات الغربية في اسرائيل للحصول على جوازات سفر تلك الدول، باسماء مختلفة لا تدل على انهم اسرائيليين .
- السلطات الحكومية الاسرائيلية، اكدت ان حوالي نصف مليون من مواطنيها غادروا في اول ستة اشهر من الحرب على غزة، ولم يعودوا لغاية الآن ، فيما اشار العديد ممن هاجروا بانهم قاموا بتصفية ممتلكاتهم وبيعها ، ليتمكنوا من الهجرة دون العودة مرة أخرى، ويذكر ان عدد سكان اسرائيل حوالي (١٠) مليون،منهم (٢،٥) مليون فلسطيني في الداخل، و(٥) مليون يحملون جنسية اخرى غير الإسرائيلية.
- رئيس وزراء إسرائيل السابق ( نفتالي بينت) اكد في تغريدة له على منصة اكس (١٠/٧/٢٠٢٤) بان إسرائيل تمر باصعب مراحل تأسيسها، وان اخطر شيء هو الحديث عن مغادرتها ، علما بان الحكومة الإسرائيلية دعت في تشرين الثاني ٢٠٢٣ إلى إعادة النظر بقرار السفر إلى الخارج، وشرح خطورة هذه الخطوة على حياتهم ، للعدول عن هذه الهجرات .
- المؤشرات حول تزايد اعداد المهاجرين من اسرائيل، كبيرة ، وتقديري ان الارقام قد تصل إلى حوالي مليون ونصف شخص ، وان حوالي (٢٥٪) من الشباب الاسرائيليين يفكرون فعليا بالهجرة ، حسب استطلاع رأي اجري هناك ، وان التسهيلات الغربية للاسرائيليين بخصوص الإقامة والعمل ومنح الجنسيات ، قد تأتي في اطار مساعدة اسرائيل فقط.
- الخلاصة، ان اي قرار اسرائيلي بخصوص فتح جبهة حرب جديدة مع لبنان، فانه قد يزيد من الهجرة العكسية، كما ان اي تعديل على قانون الخدمة العسكرية لليهود المتدينين ( الحريديم) باتجاه إشراكهم بها ، قد يؤثر للتفكير بشكل جدي للهجرة العكسية ايضا .