مدار الساعة - "خلال ثوان معدودة، تحولت لعبة كرة القدم إلى كارثة ومجزرة دموية ورعب لا يتحمله البشر"؛ بهذه العبارة وصف رواد منصات التواصل مشهد اللحظات الأولى لمجزرة مدرسة العودة في عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد استهدافها بقصف إسرائيلي أدى إلى استشهاد 29 فلسطينيا على الأقل وجرح آخرين.
وكانت كاميرات أهالي غزة توثق لحظة لعب عدد من النازحين كرة القدم في ساحة المدرسة التي لجؤوا إليها هربا من القصف، ولكن أثبتت جميع الحروب التي شنتها تل أبيب على غزة وخاصة العدوان الأخير أن جيش الاحتلال لا يفرق بين مدني ومقاوم فالجميع في غزة أهداف له، وفق تعبير المغردين.
وتعليقا على المشاهد لسقوط الصاروخ واللحظات الأولى للمجزرة، قال مغردون إن جيش الاحتلال يرتكب المجازر بحق المدنيين العزل لعجزه عن مواجهة المقاومة في أرض المعركة.
ووصف مدونون المشهد بالقول إن اللقطات تُظهر الحياة التي يتمناها أهالي غزة، وهي الحياة الطبيعية التي يعيشها باقي سكان العالم، ولكن بعد ثوانٍ، انتهى الحلم وعادت الحياة إلى واقع غزة المرير، واقع مأساوي وقاهر وإبادة لم تتوقف منذ أكثر من 9 أشهر، بسبب العدوان الإسرائيلي.
وأكد ناشطون أن الاحتلال الذي وصفوه بالمجرم يصعّد عدوانه بشكل مجنون بحقّ الأبرياء من أبناء غزة مستفيدا من حالة الاستفراد التي تُرك فيها الشعب الفلسطيني، وعدم تحرك الدول العربية والإسلامية، والمنظمات الدولية لإيقاف حمام الدم في غزة.
وعبّر أحد المدونين عن غضبه لارتكاب قوات الاحتلال المجازر بحق أهالي غزة، قائلا: "في عالم لا يحكمه قانون، ولا يرتعش للعروق الجافة ولا يهتز للدمع، وكلُّ مهمته احتساء الخبر وعدُّ الموتى تحترق النساء والأطفال كعود جافّ! هنا غزة أيها العالم المتحضر، منطقة جغرافية صغيرة تُقصف بجميع أنواع الأسلحة".
وتداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر حجم المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق النازحين في خان يونس، وطالب أحد أهالي الشهداء كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس) بأخذ الثأر للشهداء، كما تداولوا مقاطع أخرى لتشييع شهداء المجزرة.
وكتب أحدهم معلقا على المجزرة: "الذي يحتلنا غايته إبادتنا واغتصاب أرضنا ولا أحد يردعه إلا صبرنا والتثبث بأرضنا وضربات مقاومتنا التي تثخن في جيش الاحتلال قتلا وجراحا وتدميرا لآلياته وتهزمه نفسيا"، واختتم تدوينته بعبارة "وما النصر إلا صبر ساعة".