مدار الساعة - احمد عبده - يدرك المسنون في الصين عواقب الجلوس في المنزل بعد سن التقاعد وان الرياضة هي السبيل الوحيد لهم ليعيشوا ما تبقى من عمرهم بحالة صحية جيدة، وتراهم في الساحات العامة والحدائق يمارسون مختلف أنواع الرياضة، حيث ساعدت الدولة المسنين بهذا الشأن، من خلال توفير مساحات وأجهزة لممارسة الرياضة.
واثبتت الدراسات العلمية ان الجلوس لوقت طويل خلال اليوم، يلحق ضرراً بالغاً بالحالة الجسدية لكبار السن، وخصوصاً من تجاوز عمره ال 60 عاماً، وأن عدم الحركة بشكل متكرر خلال ساعات النهار يؤدي الى تضاعف نسبة الإصابة بإعاقات حركية مختلفة.
وتنتشر الحدائق العامة في الصين والتي تمتاز بمساحاتها الواسعة والأشجار الشاهقة فيها وآثار العمارة الصينية القديمة والبحيرات الصغيرة التي تضفي أجواء رائعة على المكان.
وخلال التجول في الحديقة يخرج صوت من بين الأشجار ويبدأ بالارتفاع كلما اقتربت منه وفجأة يظهر أمامك مجموعة من الناس يرقصون على أنغام الموسيقى، وعندما تقترب تجد ان معظم هؤلاء الناس هم من كبار السن الذين يقفون بخطوط منظمة ويتمايلون يمينا ويسارا مع أنغام الموسيقى الصينية التقليدية.
وعلى الجانب الآخر من الحديقة تجد مجموعة كبيرة من طاولات التنس التي ينتشر المسنين على أطرافها كخلية النحل اثناء اللعب، حيث تلقى هذه اللعبة اهتماماً كبيراً من قبل المسنين والشباب.
ولا يقف الامر عند الرقص والتنس بل هناك العديد من الرياضات التي يمارسها المسنون ومنها كرة الريشة، واللعب على الأجهزة الرياضية المتوفرة في الحدائق العامة، وتمارين كونغ فو.
ولا ينتهي الحال بالمتقاعدين في الصين جالسين في بيوتهم او راقدين على فراشهم ينتظرون الموت بل على العكس من ذلك فإن مثل هذه الأنشطة تساعدهم على الحفاظ على نشاطهم وتوفر لهم وقتا ثمينا يقضونه بممارسة الرياضة بدلا من تضيع الوقت بأمور ليس لها أي نفع عليهم.
ان منظر هؤلاء المتقاعدين يبعث التفاؤل في النفس ويعطي انطباعا بأن التقاعد ليس اخر الحياة فإن في العمر بقية وان الرياضة والحركة هي غذاء الروح والنفس.