أفرزت غزة مصطلحات عسكرية جديدة, لم تفرزها الحرب العالمية الثانية ولا الحرب العراقية الإيرانية ولا حتى الحروب التي سمعنا فيها والأخرى التي عشنا زمن اندلاعها ...
مثلا: تفخيخ عين النفق , هذا المصطلح جديد ولأول مرة يدخل القاموس العسكري , فأنت حين تفكر فيه تذهب مخيلتك لأشياء كثيرة...بندقية الغول : كنت أعتقد أن الغول هو مجرد حكاية تسردها الأمهات للأطفال من أجل النوم المبكر فقط , ولكن تبين أن الغول حقيقة واقعة واستطاع أن يقتل من جيش الإحتلال الكثير من الضباط والأفراد ..الغول بندقية ربما سيحصلون على نموذج تصميمها وتدرس في المعاهد العسكرية .
عبوة (شواظ) ...أتخيل بعد الحرب , لن تكون (شواظ) عبوة ناسفة بل ستصبح مقهى , وسيتم افتتاح (مول) باسم (شواظ) ..وربما سيتأثر جيل من الشباب بهذه العبوة وستقوم المصانع الصينية , بعمل سيارة كهربائية تسمى (شواظ) لا تستغربوا أيضا إذا قررت كوريا الجنوبية اعتماد الإسم لأحدى وحداتها الصاروخية , أو أن يسجل في دائرة النفوس الباكستانية اسم لمولودة جديدة ..وربما بعد خمسين عاما ستصلنا دعوة زواج ..لصاحبة الصون والعفاف (شواظ) .
ياسين (105) ...ربما بعد عشرين عاما سترسل بعض الجيوش , مجموعة من الضباط للتعلم على رماية الياسين ,وربما ستعقد دولة مهمة مثل النرويج مثلا اتفاقا مع مختار حي الشجاعية , لتزويدهم ب (1400) قذيفة ياسين على (3) دفعات ..ويتم تسريب أمر الصفقة عبر الواشنطن بوست , وينفي مختار حي الشجاعية الأمر ويقول : أن الصفقة قيد الدراسة وأن هذا السلاح إذا صدر فلن يكون بنفس المواصفات المحلية , وتخيلوا أن يأتي رئيس الأركان النرويجي إلى غزة ..وينتظر لمدة ساعة كاملة , كي يقابل المختار ..وربما تتدخل بعض الدول في الإقليم لدى المختار من أجل إتمام الصفقة.
أيضا ستتغير تجهيزات الجيوش , لم تعد الجيوش بحاجة لواقيات الرصاص ولا أجهزة الرؤية الليلية , لأن حامل القاذف كان يرتدي (بابوج) ..وحين رمى القذيفة كان يرفع البنطال إلى أسفل الركبة , وهذا التكتيك ستحاول الجيوش الأمريكية دراسته ونسخه واعتماده كتكتيك فاعل في الهجوم .
صدقوني أن زمنا سيأتي , تتهافت فيه بعض الحكومات لخلق قناة اتصال سرية , مع (ابو اسماعيل) مختار مخيم الشاطىء , وصدقوني ان زمنا اخر سيأتي ..وسيحاول فيها مهرجان (كان) السينمائي استبدال جائزة السعفة الذهبية بجائزة (البابوج ) ولكن أهل غزة سيرفضون الأمر لأن (البابوج الغزاوي) فيه من العدالة والصبر ما يتجاوز تواطؤ هذا العالم وما يتجاوز نذالة السياسة الدولية .
صدقوني أن زمنا سيأتي أيضا ...ويتمنى فيه الناس الذين يقطنون عواصم الغرب , يتمنون إرسال أولادهم لغزة ..فقط لأجل تعلم معنى الصبر ومعنى الكرامة ..
لقد انتصروا ومن يرى غير ذلك هو مصاب (بالحول) حتما .