لا شك ان قرار وزير الداخلية مازن الفراية، استحداث تأشيرة إلكترونية واخرى متعددة السفرات كان قرارا صائبا وان تأخر.
ادرك الوزير الفراية ان عقارب الساعة في المنافسة تسير بسرعة قصوى وان الدول تتسابق لكسب الزوار سياحا كانوا ام رجال اعمال او حتى زوارا وان التسهيلات لا بد وان تتخذ عاجلا ام آجلا وان الانغلاق لا يفيد الاردن بشيء وما بقي هو تعاون كل الاجهزة المعنية لتسهيل تنفيذ قرارات الوزير وتوجهاته.
مثل هذه القرارات من شأنها ان روج لها بشكل صحيح ان تستقطب الزوار الاردن مجموعات سياحية كانوا ام افرادا ما دام التدقيق الامني وجد ان طالب التاشيرة نظيف فلا يجب ان تاخذ خطوات منحها وقتا .
كنت اتابع امس السباق المحموم على استقطاب السياحة بينما تدرك دول المنطقة حجم المخاطر لكنها حيدتها واطلقت عروضا مثيرة.
مثلا اطلقت الامارات العربية المتحدة مؤخرا منصة " فيزا اون لاين " يحصل طالبها على التاشيرة خلال ساعتين واتبعت طيران الامارات هذا العرض بمنح المسافرين على متن طائراتها بالدرجات الممتازة ورجال الاعمال والدرجة السياحية المميزة ليلتين مجانيتين في فندق خمس نجوم.
لا نريد فقط أن نقول أن مثل هذه التسهيلات جاذبة فقط بل انها تلفت الانظار وهذا ما نحتاجه من الترويج وهذا ما نقصده بتعاون كافة الاجهزة والدوائر المختصة.
التاشيرة الالكترونية تنهي البيروقراطية والمزاجية في منح التاشيرات وستوفر كثيرا من الوقت والتكلفة على المسافر الذي يمنع دخوله الاردن حتى بعد ان يدفع ثمن تأشيرة غير مستردة ويطلب إليه العودة في أول طائرة مغادرة.
الهدف هو تقديم التسهيلات للمستثمرين وزوار المملكة، لمنفعة وفائدة الاقتصاد وانسيابية حركة السياح وطالبي العلاج والتجار ورؤوس الأموال.
تحرك وزير الداخلية في هذا الإطار جاء بعد ملاحظات عديدة حول تعقيدات منح التأشيرات في بلد يحتاج الى زوار وسياح ورجال أعمال, لكن الأهم هو كسر تابوهات كانت ولا تزال تفيض بالتعقيدات والخوف من الآخر.
في الإمارات ايضا هناك إقامة تسمح للأجانب بالعمل في البلاد بدون كفالة وتفكر السعودية بمثل هذه الخطوات وهناك نظام تأشيرة إقامة طويلة الأمد، لخمس أو عشر سنوات، وأخيرا تأشيرة سياحية لمدة خمس سنوات، فقط بإبراز كشف حساب بنكي لآخر ستة أشهر برصيد (4000) دولار.
وفي تركيا الشروط أسهل كثيرا فتملك شقة أو حتى عقد إيجار طويل يكفي لمنح الإقامة ولفترات طويلة حتى دول أوروبا بدأت بمنح تسهيلات مغرية ومؤخرا فتحت بعض دول أوروبا الشرقية أبوابها للسياح ورجال الأعمال من دول الخليج فقررت منح تأشيرة الدخول في المطارات.
العمل بالتأشيرات الإلكترونية للجنسيات غير المقيدة سيكون اعتبارا من نهاية شهر يناير/كانون الثاني 2023.
وزير الداخلية مستمر في تطوير الخدمات التي أصبحت إلكترونية بنسبة 100%.
الوزارة سهلت عمليات الدخول للمملكة بشكل كبير، وشهدت الفترة الماضية زيادة كبيرة في عدد القادمين إلى المملكة نتيجة التسهيلات التي منحتها الوزارة خصوصا للنساء والأطفال تحت سن 15 عاما، كما تم السماح للاجئين السوريين المقيمين في أوروبا بدخول المملكة للزيارة لمدة شهر.
وزير الداخلية في حديث جانبي قال لكاتب هذا المقال انه سيواصل البحث عن الثغرات لتذليلها وعن المعيقات لازالتها وعن اي باب يجعل الاردن مقصدا سياحيا واقتصاديا مميزا .