مدار الساعة - كتبت: جوان الكردي - يعيش طلاب التوجيهي في الأردن حالة من القلق والتوتر الشديدين بسبب الامتحانات النهائية التي تحدد مصيرهم الأكاديمي والمهني. يثار الجدل سنويًا حول مدى صعوبة الامتحانات وتقصير الوزارة في تقديم الدعم اللازم للطلاب. يعتقد البعض أن هناك نية خفية من الوزارة "للانتقام" من الطلاب، بينما يدافع آخرون عن أن هذه الإجراءات تهدف إلى تحسين جودة التعليم.
الرعب من امتحانات التوجيهي
يعتبر التوجيهي في الأردن فقط عن بقية الدول ،من أكثر المراحل التعليمية إثارة للرعب بين الطلاب وأهاليهم. ينتظر الطلاب هذه الامتحانات بقلق شديد، حيث أنها تشكل الفاصل الحاسم بين المرحلة المدرسية والدخول إلى الجامعة. يزداد هذا الرعب بسبب صعوبة الامتحانات وتسريب الأسئلة أحيانًا، مما يزيد من الضغط النفسي على الطلاب.
سلبية وزارة التربية والتعليم
يشعر العديد من الطلاب وأهاليهم بأن وزارة التربية والتعليم لا تبذل الجهد الكافي للتخفيف من حدة هذا التوتر. ينتقد البعض الوزارة بسبب نقص التواصل الفعال مع الطلاب وأهاليهم، وقلة البرامج الداعمة نفسياً التي تساعدهم على تجاوز هذه المرحلة الصعبة. هناك أيضاً شكاوى من أن الوزارة تضع أسئلة صعبة بشكل غير مبرر، مما يزيد من مستوى التوتر والقلق بين الطلاب.
ما الذي تستفيده الوزارة من تصعيب الأسئلة؟
هل الهدف من تصعيب الأسئلة هو رفع مستوى التعليم وتحقيق معايير عالية من الجودة الأكاديمية. ومع ذلك، يتساءل البعض عما إذا كان تصعيب الأسئلة يسهم بالفعل في تحسين مستوى التعليم أم أنه يعكس فقط سياسة تهدف إلى تقليل عدد الناجحين في الامتحانات. ينتقد البعض أن تصعيب الأسئلة بشكل مفرط يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية مثل زيادة نسبة الرسوب وإحباط الطلاب وتقليل فرصهم في الالتحاق بالجامعات.
هل هناك نية للانتقام؟
الشعور بالظلم والانتقام ينتشر بين العديد من الطلاب الذين يرون أن الوزارة لا تبذل الجهد الكافي لتحسين الظروف التعليمية. يتساءلون عن الفائدة الحقيقية من وضع أسئلة معقدة جداً، ويعتقدون أن هذا يزيد من الشعور بالإحباط والظلم. يجب على الوزارة تحقيق توازن بين تقديم تعليم عالي الجودة والحفاظ على عدالة التقييم.
في النهاية، يبقى السؤال حول ما إذا كانت وزارة التربية والتعليم في الأردن تنتقم فعلاً من طلاب التوجيهي سؤالاً معقداً يتداخل فيه العديد من العوامل. الأهم هو البحث عن طرق لتحسين التوازن بين الحفاظ على جودة التعليم وتقليل التوتر والضغط على الطلاب. قد تكون الحلول في تعزيز التواصل بين الوزارة والطلاب، وتقديم دعم نفسي أكبر، والعمل على تحسين شفافية عملية وضع وتصحيح الامتحانات. هذا التوازن هو ما يمكن أن يساعد في تقديم تعليم متميز وخالٍ من الضغوط غير المبررة.