مدار الساعة -أحيت السفارة الأمريكية في الأردن الذكرى 248 لاستقلال الولايات المتحدة الأمريكية في حدث سلطت فيه السفيرة يائل لمبرت الضوء في كلمتها أمام الضيوف قائلة: "الليلة لا تتعلق فقط بإحياء ذكرى استقلال أمريكا، بل أيضًا بتكريم الشراكة والتحالف الدائمين بين الولايات المتحدة والأردن على مدار 75 عامًا."
خلال المناسبة، استعرضت السفيرة لمبرت أكثر من سبعة عقود من العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة والأردن، والدعم الأمريكي لنجاح الأردن في الماضي والحاضر والمستقبل، بما في ذلك اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والأردن الموقعة في عام 2001، والتي خلقت أكثر من 85 ألف وظيفة في الأردن، بالإضافة الى استثمارات أمريكية تبلغ حوالي 2 مليار دولار في قطاع الصحة في الأردن، والعمل التعاوني في مجال الأمن المائي والتزويد، باستثمار أمريكي يزيد عن 1.5 مليار دولار على مدى العقد الماضي، الى جانب اتساع وتنوع البرامج الثقافية والتعليمية والروابط الأمنية.
وقد سلط هذا الحدث الضوء على العلاقات الشعبية القوية بين الولايات المتحدة والأردن، والتي استفادت منها الدولتان منذ بداية العلاقات في عام 1949. وتعرب السفارة الأمريكية عن امتنانها لصداقة الأردن والتعاون الوثيق بين حكومتينا وشعبينا، حيث أضافت السفيرة لمبرت: "إن أعظم ما نملك هم أصدقاؤنا وحلفائنا، ولا يوجد مكان أكثر شفافية من هذا هنا".
والقت السفيرة كلمة جاء فيها:
أصدقائنا، ألف أهلاً وسهلاً في هذه المناسبة – عيد الاستقلال الأمريكي – ويا هلا بكم! نورتونا وشرفتونا.
أصحاب السمو الملكي، وأصحاب السمو، والسعادة، والضيوف الكرام،
نود أن نشكركم على انضمامكم إلى فريق السفارة الأمريكية في إحياء الذكرى الـ 248 لاستقلال أمريكا. وإنه ليشرفني وجودي مع حضراتكم في هذه الأمسية، والتي تصادف فيها مناسبة عظيمة تكرم القيم الراسخة التي تأسست عليها أمتنا، واسمحوا لي أن أقتبس هذه الكلمات التي وردت في وثيقة إعلان الاستقلال في 4 تموز لعام 1776، "من أجل الحياة، والحرية، والسعي لتحقيق السعادة."
كما ونود أن نعبر عن جزيل شكرنا إلى رعاتنا الكرام، الذين ساهموا في تحقيق هذا الحدث المميز. فإنكم جزء لا يتجزأ من الشراكة الأميركية الأردنية، فأنتم من يساهم في تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية التي تعزز ازدهار بلدينا وتخلق فرص العمل اللازمة.
وإني لأشعر بالفخر الكبير لمشاركة هذه الأمسية معكم. وبالحديث عن هذا الشعور، فإنني أقف بينكم اليوم بفضل مجموعة هائلة من الأميركيين والأردنيين الذين يديرون ويعززون شراكتنا الثنائية - طوال العام وعلى مدار اليوم، والذين يجعلون هذه السفارة خامس أكبر سفارة في العالم! كما وأرغب في التعبير عن امتناني للفريق الرائع في السفارة الأمريكية، بدءًا من نائبي المميز (رو نيبال)، والفريق الاستثنائي الذي عمل جاهدًا لإنجاح هذا الحدث.
ويتكون فريق السفارة الأمريكية من 44 مكتباً يمثل مجموعة من الإدارات والوكالات الحكومية، وذلك ابتداءً من وزارتيّ التجارة والأمن القومي، وانتهاءً بوزارة الزراعة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية(USAID) . فنحن نعمل دائماً على تعزيز وتقوية الصداقة والشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية والأردن، وذلك في كل مجال ممكن، وكل ركن من أركان هذا البلد. وهناك ما يذكرني دائماً بمدى سعادتي بالعمل مع هذه المجموعة الرائعة من المهنيين المتفانين، والعمل جنباً إلى جنب مع نظرائهم من الأردنيين، وذلك للنهوض بأولوياتنا المشتركة.
وإذ أننا لا نحيي الليلة ذكرى نشأة أمريكا فحسب، بل نكرم أيضاً الشراكة والتحالف الدائمين بين الولايات المتحدة الأمريكية والأردن، والذي مضى عليه 75 عاماً هذا العام. فكل منكم موجود هنا بفضل دعمكم للصداقة بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية.
ويأتي هذا الحدث في وقت عصيب تواجهه المنطقة، حيث ينطوي النزاع الدائر في غزة على كثير من الحزن والدمار. فكما قال الرئيس (بايدن): "حان وقت انتهاء هذه الحرب، وليبدأ اليوم التالي". وفيما نعمل بلا كلل من أجل وقف إطلاق النار، فإننا أيضاً نعمل جاهدين مع شركائنا في الأردن لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان غزة. ونود أن نعبر عن امتناننا العميق لجلالة الملك عبد الله الثاني، والقوات المسلحة الأردنية على جهودهم الحثيثة التي ساهمت في تقديم المساعدات المنقذة للحياة.
إن هذه أول مرة أحيي فيها ذكرى الرابع من تموز في الأردن، فقد مضى على وجودي في هذا البلد الرائع عشرة أشهر. وتعلمت الكثير خلال هذه الفترة، ولم يكن الأمر مجرد تأكيد لقناعتي بأن الأردن هو موطن أفضل شاورما في المنطقة – بل في العالم – وكذلك مدى لذة المنسف وزيت الزيتون. فأفضل وصف تعلمته عن الأردن يرد في كلمات المتنبي، وهو أحد شعرائي المفضلين، فكما قال:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم.
وإضافة إلى قوة الأردن، فإنه وبدون شك المكان الأكثر ضيافة على وجه الأرض. وهذا يدفعني لأشكركم جميعاً على حرارة الاستقبال الذي أظهرتموه لي، ولعائلتي، ولزملائي، ولجميع الزائرين الأمريكيين في الأردن.
وأنا واثقة من كونها نفس الضيافة التي حظي بها (ويلز ستابلر)، وهو أول دبلوماسي أمريكي قاد بعثتنا في الأردن عام 1949، فقد كان ذلك بداية للشراكة الرسمية بين بلدينا، وقد قام بتوثيق أول حفل استقبال أقيم في عمان بمناسبة إحياء ذكرى الرابع من يوليو، وكان ذلك قبل نحو 75 عاماً، ورافق ذلك فرقة لموسيقى الجاز، وما زلنا نتبع هذا التقليد الأمريكي العظيم هذه الليلة).
وعملت السفارة الأمريكية مع الشركاء الأردنيين في وقت لاحق من عام 1950 ، وذلك لتأسيس أول مدرسة للتمريض في الأردن، والتي تطورت لتصبح مستشفى البشير، وهو أكبر مستشفى حكومي في البلاد. كما وشيدنا معاً قناة الملك عبد الله في عام 1966، والتي جلبت المياه لسكان غور الأردن. واستثمرت الولايات المتحدة نحو 2 مليار دولار في القطاع الصحي الأردني، وذلك على مدار الأعوام الـ 20 الماضية. كما وعملنا مع الأردن في تحقيق انخفاض كبير في معدلات وفيات الأطفال، وزيادة في متوسط العمر المتوقع (ليصبح من 52 إلى 74 عاماً). وشرعنا في شراكة مع الأردن لتجديد وتحديث نحو خمسين في المئة من مرافق الرعاية الصحية الحكومية في أنحاء المملكة. وعملنا معاً في مجال أمن الإمداد المائي، إذ قدمت الولايات المتحدة دعماً يتجاوز 1.5 مليار دولار خلال العقد الماضي، والذي استفاد منه الملايين من الأردنيين في أنحاء البلاد.
وكما تعلمون جميعاً، تكمن قوة الشراكة بين الولايات المتحدة والأردن في مدى اتساعها وتنوعها. فقد تم بناء علاقات عسكرية وأمنية على مدى أكثر من سبعين عاماً، والتي عززت أمننا المشترك، وساهمت في التنمية الاقتصادية، وتوفير فرص للنساء والشباب، وأسهمت في تعزيز قطاع التعليم والرعاية الصحية. وكذلك ازدهرت العلاقات التجارية، فقد عملت اتفاقية التجارة الحرة التي أبرمت بين الولايات المتحدة والأردن عام 2001 على خلق أكثر من 85.000 وظيفة. وأيضاً، يزور آلاف الأمريكيين الأردن كل عام، وينبهرون بمدى جمال المواقع الطبيعية، وتفتخر الولايات المتحدة بالعمل مع الشركاء الأردنيين في مجال ترميم وحماية الكنوز الثمينة مثل البتراء ووادي رم. ويمكنني أن أستمر في الحديث عن هذا، ولكن يكفي القول بأن الولايات المتحدة لعبت دوراً كبيراً في النجاحات التي حققها الأردن في الماضي، والحاضر، والمستقبل، وهو أمر نفتخر به للغاية.
تقف الولايات المتحدة جنباً إلى جنب مع الأردن ورح نستمر في دعم الأردن.
وإن أعظم أصولنا هي أصدقاؤنا وحلفاؤنا، وهذا ما أثبته الواقع الذي نعيشه حالياً. فقد وقف جلالة الملك حسين (رحمه الله) قبل ثلاثين عامًا أمام الكونغرس الأمريكي، وأشاد بالصداقة الطويلة بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية، ووصفها بأنها "شراكة مبنية على الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة". وقام جلالة الملك عبد الله قبل بضعة شهور - أثناء وقوفه إلى جانب الرئيس (بايدن) في البيت الأبيض- بتسليط الضوء على "الشراكة الاستراتيجية النموذجية" التي جمعت بلدينا على مدار الـ 75 سنة الماضية.
ولعلكم لاحظتم أثناء تجوالكم هذه الليلة، سيارة الكاديلاك الرائعة (طراز عام 1956) ، والتي قام الرئيس (إيزنهاور) بإهدائها للملك حسين، والتي تكرم متحف السيارات الملكي بإعارتها لنا هذه الأمسية.
وقد كان الرئيس (إيزنهاور) أول رئيس أمريكي يلتقي بعاهل أردني. ومنذ ذلك الحين، عمل الرؤساء على تعزيز تحالفنا، وتحقيق شراكة وثيقة مع الأردن فيما يتعلق بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. ولم تكن الرحلة سهلة دائماً، غير أن علاقتنا استمرت في الرسوخ والازدهار. وكما قال الرئيس (بايدن) في البيت الأبيض في شهر شباط الماضي "نحن ممتنون لهذه الصداقة".
واسمحوا لي بالتأكيد على تلك المشاعر، فأنا وزملائي ممتنون لصداقتكم، ونحن فخورون للغاية بالعمل المستمر معكم لتعزيز هذه الشراكة الحيوية، وتنمية 75 عاماً من التعاون الوثيق بين حكوماتنا وشعوبنا.
لذا، أود أن أشكركم على الانضمام إلينا في هذه المناسبة لإحياء ذكرى نشأة الولايات المتحدة الأمريكية، وأرجو أن تشاركوني في رفع نخب للولايات المتحدة الأمريكية، والأردن، وشراكتنا!