أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة الموقف شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

'فتح' و'حماس' إذ 'تنعِيان' الحوار.. أو 'حكاية إبريق الزيت' المُمِلّة؟؟


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

'فتح' و'حماس' إذ 'تنعِيان' الحوار.. أو 'حكاية إبريق الزيت' المُمِلّة؟؟

محمد خروب
محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي) ـ
تناقلت وكالات الأنباء خبراً "مُكرّراً" لم يعد يُثير الإهتمام, بقدر ما يبعث على الأسى والغضب, مُفاده أن مسؤولين من حركتي حماس وفتح أعلنوا أن محادثات "المُصالحة" بين الحركتين المُتنافستين/ المُتصارعتين على المناصب والتمثيل, التي كان من المُقرر عقدها في الصين منتصف الشهر الجاري, قد "تأجلت" من "دون تحديد موعد جديد".
ليت الأمر توقّف عند خبر مُقتضب ومُحبِط كهذا, بل ترافق مع حملة مُتجددة من الإنتقادات اللاذعة المُتبادلة, حيث يدَّعي كل طرف منهما أنّه على صواب وأكثر وطنية وجماهيرية, فيما الطرف الآخر يرفع من منسوب التشكيك والغمز من طرف الحركة الأخرى, على نحو لا يترك مجالاً للشك بأنهما لا تريدان حقاً, السير في دروب المُصالحة وإنهاء الإنقسام, وأنهما ـ كل على حدة - تحاولان "استثمار" مرحلة ما بعد وقف حرب إلإبادة الجماعية والتجويع والتهجير والتدمير الصهيو أميركية, للإستئثار بالتمثيل أو إنتظار "عروض" القِوى "الإقليمية" المدعومة دولياً, والمُرشحة للمشاركة في ماراثون "المناقصات والمُزايدات" الخاصة بمستقبل قطاع غزة (والضفة الغربية المحتلة لاحقاً), على نحو قد يُشكل استمرار الحوار الذي ترعاه الصين, عقبة أو "قيداً" على إحدى الحركتين أو كليهما, رغم أن الحوارات السابقة التي تواصلت فصولاً وبيانات والتقاط صور وتصريحات ومقابلات متلفزة واستضافتها عواصم عربية وغير عربية (موسكو وبيجين), لم تسفر عن أي "فائدة" تذكر, اللهم إلا في تكريس التباعد.
وإذ قيل أن فتح وحماس اتفقتا خلال حوارهما السابق في الصين أواخر نيسان الماضي, على وقف "التراشق الإعلامي" و"ضرورة إحياء اللجان المشتركة", لمعالجة أيّ إشكالات بينهما، ما عنى في حينه من بين أمور اخرى, أن اللقاء "الأول" لم يُفض إلى نتائج عملية ملموسة, وإنما اكتفى بإطلاق "نوايا" من نوع وقف التراشق الإعلامي, الذي يحصل مع اقتراب أو "مسِّ" أيّ طرف منهما مصالح الحركة الأخرى.
هذا ما تًظهره بالفعل التصريحات بل والإتهامات التي ساقها مسؤولو الحركتين, عند إعلانهما (كل على حدة), عن تأجيل لقاء بيجين. إذ حمّلَ حسام بدران/ رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس، "رئيس السلطة الفلسطينية المسؤولية, كاشفاً أن الأخير, إتصلَ بالصين وأبلغها رفض فتح المشاركة في اللقاء "المُوسع" مع كل الفصائل، من دون أي مبررات منطقية". مُضيفاً أن "الدعوة الصينية كانت خطواتها واضحة منذ البداية، حيث يكون اللقاء الأول "ثنائياً" بين حماس وفتح، وهذا ما تم, على أن "يتبعه" لقاء مُوسع يضم الفصائل الفلسطينية.
رد "فتح" لم يتأخر بالطبع, إذ حمّلت في بيان لها حركة حماس "مسؤولية إفشال جميع الحوارات، وآخرها عندما رفضت حماس الحضور إلى لقاء القاهرة الذي كان مُتفقاً عليه"، مُضيفاً/البيان:"نرغب في ضمان نجاح الجهود الصينية المُقدرة. فتح لا تزال مُلتزمة بالجلوس على طاولة الحوار في الصين، وتعمل على "استكمال التحضيرات" لتوفير المناخات المناسبة لإنجاح الوساطة الصينية, التي تحظى بتقدير واحترام قيادتنا وشعبنا".
لا داعي لمزيد من الإقتباسات والشواهد التي تسوقها هذه الحركة أو تلك, للتملص من مسؤولياتها السياسية والوطنية والأخلاقية, في هذه الفترة باالذات التي يقف فيها المشروع الوطني الفلسطيني, أما مفترق طرق بإتجاهين "مُتعاكسيْن", إما تجاوز الأخطار الماثلة وإحباط المخطط الصهيو أميركي بأبعاده الإقليمية, الرامي تصفية القضية الفلسطينية وتكليف الكيان العنصري الإستعماري الإستيطاني, قيادة المنطقة العربية وكتابة جدول أعمالها, أو دفن المشروع الوطني وتوطين اللاجئين الفلسطينيين حيث يقيمون في دول اللجوء, وتهجير مَن تبقّى منهم (في الضفة والقطاع) إلى المنافي.
** إستدراك:
تحضرني.. في مناسبة "حوار الطرشان" الذي لا ينتهي, بين "فتح وحماس", حكاية "إبريق الزيت" كما رواها ذات مقالة له, الروائي والكاتب اللبناني إلياس خوري, صاحب رواية "باب الشمس" التي وقع اختيارها كـ"واحدة من ضمن أفضل مائة رواية عربية".
(حين يقول أحدهم بأنه سيروي لك "حكاية إبريق الزيت", فهذا يعني أنه لا يملك حكاية، وسيُكرر نيّته بصرف النظر عن ردة فعلك، ويضعك في متوالية لا نهاية لها، إلى أن يًصاب الراوي والمستمع بالسأم، ويدخلا معاً في دهاليز الصمت).
## ثم يُورد الياس خوري الحوار "المُتخيّل" التالي لتعزيز وجهة نظره:
"*بَخبرك حكاية إبريق الزيت"؟
ــ "حِلّ عني".
*"إذا قلت حلّ عني أو ما قلت حلّ عني, رَح خبرك حكاية إبريق الزيت".
ــ "بيكفي".
*"إذا قلت بيكفي أو ما قلت بكفي، رَح خبرك حكاية إبريق الزيت".
ــ "بدي أكتب هالمقال".
*"إذا قلت بدي المقال أو ما قلت رَح خبرك حكاية إبريق الزيت".
.... ويستمر هذا الحوار إلى ما لا نهاية.
(هذه هي "حكاية اللاحكاية" التي تتجسّد في مَثلٍ شعبي لبناني, إسمه "حكاية إبريق الزيت").
مدار الساعة (الرأي) ـ