من يقومون الآن بالتحقيق في جهاز المخابرات والأجهزة الأمنية والجيش فيما حدث من تداعيات "القضية التحقيقية" في ماركا.. حتماً لا نعرف وجوههم ولا نعرف الأسماء.. ولا نعرف منابتهم وأصولهم وعشائرهم.. لكن ما نعرفه عنهم أنهم الجباه السمر وأنهم ( عيالنا).. وأنهم سيستخرجون كل شيء، وسيفككون كل خيوط الشر.. وما نعرفه عنهم أيضا أنهم ضمير البلد والهوية الراسخة التي لا تذوب ولا تصهر.. وما نعرفه عنهم، أنهم أعلى شوامخنا.. وأنهم أنصع ضمير وأكبر جبهة..
هذه المهمات هي بالطبع ليست لأصحاب البذلات الفاخرة، ليست لأصحاب الشركات الكبرى.. وليست لمن ينظرون علينا باسم الديمقراطية والحرية والحياة الحزبية..
هذه المهمات، للذين خرجوا من قرانا وهضباتنا... وأزهروا ورداً مثل شجر اللوز، هي للذين يعرفون الفرق بين (الحثيمة) و(الجبجب).. للذين يعرفون كيف ينصب واسط بيت الشعر.. للذين شاركوا في قطف الزيتون.. ولعبوا في طفولتهم فوق بيادر القمح.. هي للذين يعرفون ماذا تعني جملة: (طق اللصمة) وماذ تعني جملة : (شرب ع المواكل) .. للذين يعرفون معنى الآيات التي تتلى مطلع الفجر من فم الوالد في الصلاة.. للذين يعرفون معنى التراب الأردني.. معنى ان تكون كبيرا ومعنى أن تكون عظيما.. ويعرفون.. أيضا معنى ان يميل العقال قليلا مع (هبت الطارش).. للذين يعرفون كيف يوحدون بين هبوب الجنوب وهبوب الشمال.. ويعرفون كيف هي فلسطين بوصلة العشق وأول سطر في كتاب الشهادة..
انا مطمئن على وطني ... لأنه عهدة في رقاب هؤلاء.. ورقاب هؤلاء طويلة جدا. وفي عروقها يمشي الأردن.
لا تخافوا على البلد ... فهي في عهدة (عيالنا) في عهدة التراب المنتصر حتماً..