انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

من دافوس إلى البحر الميت

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/10 الساعة 00:35
حجم الخط

كما فشل الاقتصاديون في التنبؤ بالأزمة المالية والاقتصادية العالمية ، كذلك فشل السياسيون والمنظرون في التنبؤ بسقوط العولمة وعودة القومية وصعود الشعبوية.

المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في دافوس-سويسرا في الشهر الماضي قد يكون نهاية عهد ، فقد حاول المؤتمرون للمرة الأخيرة أن يتظاهروا بأن العولمة بخير ، وأن من مصلحة العالم أن يكون قرية واحدة لا تفصلها حدود ، وإن العولمة مفيدة للجميع.

الحقيقة أن العولمة أدت إلى اتساع الشقة بين الأغنياء والفقراء ، وأعادت توزيع الأدوار فأعطت الأقوياء سوقاً أكبر ، وأعطت الفقراء فرصة التحول إلى عمال بأجور متدنية.

وحتى هذا المكسب البسيط أي العمالة الرخيصة يراد سحبه الآن لحماية فرص العمل في الدول الغنية ، والحيلولة دون هجرتها إلى العالم الثالث.

دافوس حاول تجاهل حقيقة أن العالم يمر الآن في مرحلة انتقال تاريخية ، لدرجة أن البعض يقول أن القرن الحادي والعشرين بدأ الآن أي عند تنصيب ترامب رئيساً لأقوى دولة في العالم ، فهذه بداية عصر جديد للقومية والحماية والشعبوية والتطرف.

لا يعترف المنتدون في دافوس بأن العالم تغير ، ليس بقرارهم ولا وفق مبادئهم. ولم يدركوا أن العالم لم يعد يشير إليهم بالبنان بل بأصبع آخر!.

لم تستطع مدرسة دافوس أن تمسح الحدود الدولية ، ولا أن توزع منافع العولمة بعدالة ، وها هو اليمين المتطرف الشعبوي ينتزع السلطة اليوم في أميركا وغداً في أوروبا ليقود العالم بالاتجاه المعاكس.

عندما كان جماعة دافوس يتحدثون عن العالم كما كان ، كان الرئيس الأميركي الجديد يغلق الحدود ويقيم الجدران ويهدد بإجراءات جمركية ضد الصين والمكسيك ، مما يعني حرباً تجارية عالمية يتم فيها سحق الضعفاء ، ويعلن فيها عن نهاية النظام التجاري العالمي الذي تقوده منظمة التجارة العالمية ، ومن يدري فقد يكون التاريخ قد تجاوز كل المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، اللذين يتعاملان مع الاقتصاد من وجهة نظر عالمية. ماذا عن مجلس الأمن والامم المتحدة وباقي المظاهر الدولية؟.

مؤتمر دافوس لا يستطيع أن يغير العالم أو أن يوقف تسونامي التغيير ، فقد أصبح مجرد مناسبة سنوية يلتقي ويتفاعل فيها ويعقد الصفقات قادة الدول والشركات العابرة للحدود.

عندما ينعقد المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت قريباً فلن يتنطح لقضايا العالم ، بل سيركز على القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط ، سياسياً واقتصادياً.

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/10 الساعة 00:35