الكيان الصهيوني الشرير حصل على دولة له أطلق عليها اسم إسرائيل بعد التفافه على الأمم المتحدة عام 1947 عبر القرار الأممي رقم 181، ورغب الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين وبعد تعرض اليهود والشعوب الأوروبية الشرقية لما يسمى بمحرقة "الهولوكوست" بين أعوام 1933 ومرورا بعام 1941 وحتى عام 1945 إبان الحقبة النازية الألمانية بقيادة أودولف هتلر لتوجيههم الى إقليم (القرم) المحاذي للبحر الأسود أو الى شبه جزيرة (سخالين) على حدود اليابان، لكنه وبضغوط من اليهود وتوراتهم ومنها النسخة المزورة وبحثا عن هيكل سليمانهم السرابي، قرر ستالين شحنهم الى فلسطين رغم أن التاريخ يشهد بأنهم مارقين فيه وفي فترة زمنية لم تتجاوز ثمانين عاما، بينما تاريخ فلسطين كنعاني يمتد الى ما قبل التاريخ بخمس الاف عام، والمقدسات فيها للأديان السماوية الثلاثة أتباع النبي ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وهي إسلامية – مسيحية، والوصاية عليها هاشمية أردنية. وفلسطين لا تقبل القسمة، وهي ضمير الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين. والدولة الفلسطينية المنشودة عنوان للاستقرار الى جانب إسرائيل، لكنها لا تعني للفلسطينيين وعمقهم العربي التخلي عن وجدانية فلسطين التاريخية.
وفي المقابل، فإن الدولة الوحيدة التي ساندت المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس، والعربية (حزب الله في لبنان وفي العراق)، والحوثيون هي ايران ذات التوجه الأيدولوجي الشيعي في الغالب وبنسبة 89% مقابل 15% للسنة، وغيرهم من اليهود والمسيحيين والزرادشتية. لذلك وجدت إسرائيل نفسها أمام المد الإيراني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الجنوب اللبناني وفي العراق وفي اليمن،و سبق لها أن اصطدمت مع ايران مباشرة وفي داخلها عبر تنفيذ موجات من الأغتيالات لعلمائها لعلاقتهم بمشروع ايران النووي العسكري السري المراقب عن كثب من قبل الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية تحديدا وعلى مدار الساعة. وفي لبنان وفي سورية وبشكل متكرر،و هي الداعمة للمقاومة العربية بالمال والسلاح وااللوجستيا والتدريب وعبر تجهيز الأنفاق.و الدولة الثانية العظمى التي تعترف بالمقاومة العربية على أنها حركات تحرر وتلتقيها هي روسيا الاتحادية قائدة توجه تعددية الأقطاب الإيجابي، وتعترف بخطها المقاوم دولا أخرى هامة مثل الصين وتركيا وغيرها.
و دول العالم الملتفة حول إسرائيل هي الغربية وشمال الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والتي تمثل احادية القطب السلبي، والتي تعتبر وتصنف المقاومة العربية إرهابية، بينما تعفي إسرائيل التي شكلتها منظمات إرهابية مثل ( شتيرن والهاغاناة والأرغون وغيرهم ) من الإرهاب. وهي الداعمة لها، ومن جهزتها نوويا عسكريا حسب اعتراف الخبيرالإسرائيلي مردخاي فعنونو للصحافة البريطانية " سانداي تايمز ) عام 1986. والقضية الفلسطينية بدأ تاريخها عام 1948 بعد احتلال إسرائيل لفلسطين التاريخية من العرب وبسبب غياب الوحدة العربية. وقرر القوميون العرب عام 1967 تحرير فلسطين التاريخية فتوسعت خارطة الأحتلال الإسرائيلي لتشمل كل فلسطين ومزارع وتلال شبعا اللبنانية وسيناء وغزة،و الهضبة العربية السورية ( الجولان ). وحقق الأردن نصرا كاسحا على إسرائيل في معركة الكرامة الباسلة في عهد مليكنا العظيم الحسين طيب الله ثراه، وعندما كان مشهور حديثة الجازي قائدا ميدانيا للمعركة. وشارك الأردن عبر قواته المسلحة الباسلة – الجيش العربي عام 1973 بتحرير مساحات من مدينة القنيطرة في الجولان. وبعد توجه مصر العربية للسلام عام 1979 حررت سيناء، وبعد توجه الأشقاء الفلسطينيين تجاه أوسلو عام 1993 وقع الأردن سلاما عام 1994 أعاد له إقليمي ( الباقورة والغمر ) بعد اصرار مباشر من جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله.
وفي عام 1995 اغتال التطرف الإسرائيلي اسحق رابين على يد إيجال أمير، وفي عام 2005 هرولت إسرائيل – شارون من قطاع غزة لبسالة المقاومة.و هاجمت إسرائيل بعد ذلك القطاع عدة مرات بين عامي 2007 و2022. وشكل السابع من أكتوبر 2023 منعطفا تاريخيا في تاريخ القضية الفلسطينية اعتبر بطوليا من طرف المقاومة والشعوب العربية، وشكل صدمة للدول العربية التي وقعت سلاما وكلفها جهودا سياسية ودبلومسية ومالية كبيرة. وفي الوقت الذي ساندت فيه ايران السابع من أكتوبر وجهزته لوجستيا وماديا وعسكريا، وأبقت قرار الشرارة الأولى لحماس – حركة المقاومة العربية الإسلامية الباسلة ( الأيدولوجيا ) التي دافعت عن قضية عادلة عمرها 75 عاما،وواجهت الاضطهاد الإسرائيلي، ودافعت عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية الذي يتجاوز تعدادهم عشرة الاف معتقل من دون تبرير مقنع، وتحملت ردة فعل إسرائيلية نازية تسببت في جريمة حرب وابادة جماعية راح ضحيتها أكثر من 37 الفا من الشهداء،و هدم بيوت الفلسطينيين المواطنين المسالمين، ومنعت تهجيرهم قسرا.و تعاونت دولا عربية مطلة على فلسطين مثل مصر والأردن على صد تهجير الفلسطينين وابعادهم من أراضيهم، وتعاونوا على تقديم المساعدات الإنسانية الى جانب دول العالم.
وفي المقابل لم تتفهم روسيا عبر خارجيتها السابع من أكتوبر وأدانت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة ذات الوقت وقدمت المساعدات. ووقف المجتمع الدولي كله أمام شروع إسرائيل بإجتياح رفح بحثا عن حماس وقياداتها والتسبب في جريمة حرب جديدة، لكن إسرائيل – الليكود المتطرف بقيادة مجرم الحرب نتنياهو لازالت تواصل عدوانها على غزة ورفح معا. ولقد بذل الأردن بقيادة جلالة الملك ولازال جهودا دولية مضنية لوقف الحرب في غزة ورفح، ويقدم المساعدات بإستمرار للفلسطينيين أهلنا الى جانب مصر والدول العربية ودول العالم. وبقي قرار انهاء الحرب بيد إسرائيل فقط التي تطالب بتحرير رهائن وجودهم أصلا مؤقت لحين انهاء الحرب،و الأخطر هو سعيها لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وتوطين يهود العالم من الشتات مكانهم.ولقد اختارت إسرائيل الطريق الصعب الوعر عبر الحرب، ولو قبلت بطريق السلام والدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية التي تقبل بها حماس الى جانب منظمة التحرير الفلسطينية والعرب وبكامل عمقهم الأيدولوجي، وكذلك دول العالم لما وقعت حادثة السابع من أكتوبر بكل ما لها وعليها.
الفلسطينيون أصحاب الأرض والقضية العادلة يستحقون الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية،و لقد قدموا ولا زالوا يقدمون قوافلا من الشهداء الأبرار، وليس من حق إسرائيل التي تنعت مقاومتهم بالإرهاب أن تحاربهم داخل وطنهم لعام 1967،وهم من قبلوا على مضض بحدود عام 1948 لإسرائيل مع بقائها تشكل الضمير والوجدان بالنسبة لهم. ومصير الفلسطينيين في دنيانا أنهم وضعوا في الواجهة، وما ساعد على ذلك هي اتفاقية أوسلو 1993، وقرار فك الارتباط لعام 1988 بضغط من قمة العرب في الرباط عام 1974، وغياب وحدة العرب التي نادى العرب اليها ملك العرب وشريفهم الحسين بن علي طيب الله ثراه.
وفي الختام علاقات عربية متوازنة مع دول العالم يحول العرب لقطب عالمي هام.