أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الخروب يكتب: الدعايات الإعلانية وتشويه التراث الأردني.. هل أصبح المنسف مجرد محتوى لإثارة الجدل؟


يزيد وصفي الخروب

الخروب يكتب: الدعايات الإعلانية وتشويه التراث الأردني.. هل أصبح المنسف مجرد محتوى لإثارة الجدل؟

مدار الساعة ـ
في عصر التواصل الاجتماعي والبحث الدائم عن الكسب المادي، ظهرت الدعايات الإعلانية لمطاعم تجارية بشكل يشوه صورة التراث الأردني. هذه الإعلانات، التي تهدف إلى جذب مشاهدات عالية، لا تعكس الحقيقة العريقة لعاداتنا وتقاليدنا الغذائية بل تعمل على تقويضها.
المنسف، هذا الطبق الأردني الشهير الذي يمثل رمزًا للكرم والجود، أصبح ضحية للتشويه في عالم الدعايات التجارية.
يعد المنسف أكثر من مجرد وجبة؛ فهو تجسيد لتاريخ طويل من النبل والضيافة التي عُرفت بها المجتمعات الأردنية. ويشير إلى العداوة القديمة بين اليهود والدولة المؤابية، ما يعكس مدى عمق ارتباطه بالهوية الأردنية. إن تحريف طريقة تقديمه أو تناوله في الإعلانات التجارية لا يضر فقط بتراثنا الثقافي، بل يشوه فهم الأجيال القادمة لهذا التراث.
عادات الأكل لدى الأردنيين، خاصة البدو، تحمل طقوسًا تقليدية تعبر عن الاحترام والتقدير للضيف. عند استقبال الضيف، يتم تخصيص مكان له ليأكل مع كبار السن، ويُقدم له صحن يحتوي على الرأس كعلامة على التكريم.
من التقاليد أن لا يبدأ الضيف بالأكل إلا بعد دعوة صاحب البيت له بقوله "سموا" أو "قولوا بسم الله".
هناك العديد من التصرفات التي تعتبر عيبًا في هذه السياقات، مثل ومن العيب ان يتناول احد الطعام قبل الضيف وان يشرك يده اليسرى في الطعام اي يستعمل يديه الاثنتين ومن العيب عرش العظم على الصحن ،ومن العيب مسح اليد في طرف الصحن،ومن العيب ان يمد الضيف يده على الراس ،ومن العيبى اذا اعاد من تناوله من الصحن الى الصحن ،وايضا عيب ان يتناول الطعام مناامام غيره ، ومن العيب ان ينهض صاحب البيت قبل ان يقوم الضيف فهذا دليل البخل بأن صاحب البيت يريد الضيف ان ينهي الطعام بسرعه ،ومن العيب ان يتناول الضيف وجبتين في نفس الوقت مثلا يتغدا عند واحد ويذهب يتغدى عند اخر مكانه يسب طعام الاول ويجحد غيره .
ولكن في عالم الدعايات الإعلانية، يتم تجاوز هذه العادات والتقاليد بأساليب غير لائقة، تُظهر الأردنيين يأكلون بطريقة تفتقر إلى اللباقة والاحترام. هذه الصور المشوهة تخلق انطباعات خاطئة لدى الجمهور وغير صحيحة لا تعبر عن تراثنا الأردني.
على الرغم من أن الدعايات الإعلانية تهدف إلى الربح، إلا أنه من الضروري أن تحترم هذه الإعلانات التراث والثقافة المحلية. يجب أن تُظهر العادات والتقاليد الأصيلة بدلاً من تشويهها، لتعزيز الفهم الصحيح للتاريخ والتراث الأردني. فقط من خلال احترام التراث، يمكننا الحفاظ على هويتنا الثقافية وتوريثها للأجيال القادمة بشكل صحيح وأصيل.
إن حماية تراثنا ليست مجرد مهمة، بل هي مسؤولية. علينا جميعًا، سواء كنا أفرادًا أو شركات، أن نعمل على الحفاظ على هذا التراث الثمين وصيانته من التحريف والتشويه، لضمان استمراره كجزء من هويتنا الوطنية والثقافية.
مدار الساعة ـ