مدار الساعة - يعمل معارضو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على صياغة دعاوى قضائية محتملة في حال انتخابه في نوفمبر (تشرين الثاني)، وتنفيذ تعهده القيام بعمليات ترحيل جماعية، وعينت إحدى المجموعات مدقق حسابات جديداً لمعارضة أي محاولة من قبل إدارة ترامب الثانية لإطلاق العنان لخدمة الإيرادات الداخلية ضدهم، بل إن حكومات الولايات التي يديرها الديمقراطيون تعمد إلى تخزين أدوية الإجهاض.
وجاء في تقرير أعده تشارلي سافيج وريد ج. إيبشتاين وماغي هيبرمان وجوناثان سوان في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن شبكة مترامية الأطراف من المسؤولين الديموقراطيين والناشطين التقدميين ومجموعات المراقبة والجمهوريين السابقين، اتخذت خطوات غير عادية للتحضير لرئاسة ثانية محتملة لترامب، وقد جمعهم الخوف من أن عودة ترامب إلى السلطة، لن تشكل تهديداً خطيراً لأجندتهم فحسب، وإنما للديمقراطية الأمريكية نفسها.
وقالت جوانا ليدغيت الرئيسة التنفيذية لمركز الولايات المتحدة للديمقراطية، وهي منظمة غير حزبية لمراقبة الديمقراطية تعمل مع مسؤولين حكوميين من كلا الحزبين: "لقد أوضح ترامب أنه سيتجاهل القانون ويختبر حدود نظامنا...ما نحدق به هو مظلم جداً".
وبينما رفضت المحكمة العليا الخميس، محاولة لإبطال الموافقة الفيديرالية على حبوب ميفيبريستون للإجهاض، يخشى الليبراليون من أن تقوم إدارة ترامب الجديدة بإلغاء الموافقة أو استخدام قانون الأخلاق، الذي يعود إلى القرن التاسع عشر، لتجريم إرسال هذه الحبوب عبر حدود الولايات.
وقال الحاكم الديمقراطي لولاية واشنطن جاي إنسلي، إنه حصل على إمدادات كبيرة بما يكفي من حبوب ميفيبريستون للحفاظ على وصولها للنساء في ولايته خلال إدارة ترامب الثانية.
تغييرات جذرية
وإذا عاد ترامب إلى السلطة، فهو يخطط علانية لفرض تغييرات جذرية - كثير منها ينطوي على طابع استبدادي.
وتشمل هذه الخطط استخدام وزارة العدل للانتقام من خصومه، وإرسال القوات الفيديرالية إلى المدن التي يحكمها ديمقراطيون، وتنفيذ عمليات ترحيل جماعية، وبناء معسكرات ضخمة لاحتجاز المعتقلين المهاجرين، وتسهيل فصل موظفي الخدمة المدنية واستبدالهم بالموالين، وتوسيع الصلاحيات التنفيذية وجعلها أكثر مركزية.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة حماية الديمقراطية إيان باسين، إن التخطيط لكيفية مقاومة مثل هذه الأجندة لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه نزاع سياسي عادي، بل كجهد للدفاع عن الجوانب الأساسية للحكم الذاتي الأمريكي "من رجل طامح إلى الاستبداد".
ويصر قادة العديد من الجماعات المعنية التي تميل إلى الوسط واليسار، على أن طاقاتهم مكرسة لمنع ترامب من استعادة السلطة في المقام الأول. ويخشى الكثيرون أيضاً مناقشة خطط الطوارئ الخاصة بهم علناً، خوفاً من تفسير ذلك على أنه عدم ثقة بحملة الرئيس جو بايدن.
ويتفاقم قلق هؤلاء بسبب تدني معدلات التأييد لبايدن وتخلفه المستمر عن ترامب في استطلاعات الرأي في الولايات، التي من المرجح أن تقرر نتيجة الانتخابات.
مقابلات مع 30 مسؤولاً
وكشفت مقابلات أجريت مع أكثر من 30 مسؤولاً وقيادياً في منظمات حول الخطط التي يضعونها، عن مزيج من الإرهاق الشديد والقلق الحاد.
وأمضت مجموعات ناشطة السنوات الأربع من رئاسة ترامب في تنظيم احتجاجات حاشدة ومتابعة الطعون القانونية، مما ساعد في النهاية على توجيه تلك الطاقة في إقناع الناخبين بإطاحته من السلطة في عام 2020، وتلك المجموعات تدرك الآن بخوف كبير، أنها قد تضطر إلى معارضته مجدداً.
ويقول قادة منظمات، إنهم تعلموا الكثير في الفترة من 2017 إلى 2021 حول كيفية إدارة حملة معارضة فعالة.
وفي الوقت نفسه، توسع فهمهم لما يستطيع ترامب تحقيقه، بعد أعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) 2021.
ويعتقدون أن الأفق حول ترامب بات أكثر تعقيداً وأن البيت الأبيض في الولاية الثانية لترامب سيكون أكثر راديكالية وأكثر تأثيراً، وخصوصاً في القضايا الأساسية مثل الهجرة.
وسنّت إدارة بايدن سلسلة من الإجراءات في الربيع، والتزمت الموعد النهائي لضمان عدم إمكان إلغاء هذه القواعد بإجراءات موجزة في العام المقبل بموجب قانون يعود إلى عام 1996، إذا فاز ترامب في الانتخابات وسيطر الجمهوريون بشكل كامل على الكونغرس، لكن مسؤولي الإدارة كانوا مترددين بشكل عام في الانخراط في وضع خطط طارئة، وأكدوا ثقتهم بأن بايدن سيفوز بولاية ثانية.
وندد ستيفن تشيونغ الناطق باسم حملة ترامب، بهذه الجهود باعتبارها وسيلة لمنع ترامب من تنفيذ أجندة سياسية مشروعة.
ويساور القلق مجموعات مختلفة حول ما يمكن أن تعنيه رئاسة ثانية لترامب، وبدأت التفكير في كيفية العمل معاً.
وقال رئيس مركز برينان للعدالة مايكل والدمان: "نحن نقوم بتخطيط السيناريوات لانتصار بايدن وانتصار ترامب...بالنسبة لبايدن، نحن نستعد لفرصة تمرير تشريع مهم لتعزيز حرية التصويت، وبالنسبة لترامب، فإننا نرسم كيفية الحد من الأضرار الناجمة عن حقبة واسعة من إساءة استخدام السلطة".24