أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

من هي الأسرة التي شرفها النبي ﷺ بحمل مفتاح الكعبة إلى قيام الساعة

مدار الساعة,شؤون دينية
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - "خذوها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم"، بهذه الهبة وهذا العهد شرّف النبي صلى الله عليه وسلم بني شيبة قبل أكثر من 1400 عام، لتستمر هذه الأسرة في حمل هذه الأمانة وهذا الشرف إلى يومنا هذا.
سدانة الكعبة شرف متصل لا يستطيع أحد انتزاعه من بني شيبة، ولم يجرؤ أحد يوماً على انتزاعه منهم، ولا حتى الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي حينما سئل لماذا لا تأخذ مفاتيح الكعبة من بني شيبة وقد ناصروا عبد الله بن الزبير؟ رد قائلاً: "لا أكون ظالماً بنص الرسول ﷺ".
مهنة شريفة وتكليف عظيم تتشرف به أسرة بني شيبه التي أصبح تعدادها بالمئات، ويتوارث رجالها الأكبر سناً هذا الشرف، بتسهيل وتمكين من كل الدول التي حكمت مكة المكرمة وأدارت شؤون الحج منذ فجر الإسلام.
لماذا بنو شيبة؟
حتى قبل البعثة النبوية كانت بنو شيبة مسؤولين عن سدانة البيت الحرام، حتى جاء فتح مكة في رمضان عام 8 للهجرة (630 ميلادية)، حينما أصبح عهد الرسول ﷺ لبني شيبة بمنزلة عهد من الله تعالى.
فعند الفتح صلى الرسول ﷺ داخل الكعبة المشرفة بعدما طهرها من الأصنام، وحينها نزلت الآية الكريمة: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها"، فدعا عثمان بن طلحة ودفع إليه المفتاح هو وابن عمه شيبة، وقال: "خذوها يا بني طلحة بأمانة الله سبحانه، واعملوا فيها بالمعروف، خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم".
ومنذ ذلك التاريخ، أي طوال 14 قرناً من الزمان، تتوارث هذه الأسرة هذه المهمة الشريفة، وكبيرها يتولى السدانة بعد وفاة الأكبر سناً منها، وهو المسؤول وصاحب القرار عن كل شؤونها.
ويستدل السادن السابق الراحل الشيخ عبد القادر الشيبي على ذلك بحادثة منع عثمان بن طلحة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من دخول الكعبة ليلاً، وقوله للرسول صلى الله عليه وسلّم: "يا رسول الله إن الكعبة لم تفتح ليلاً لا في الجاهلية ولا في الإسلام، ولكن إذا أمرتني بفتحها"، ليطلب النبي من عائشة أن تصلي في الحجر، بقوله: "صلي في هذا الحطيم فإنما هو قطعة من البيت".
ويضيف في حديث لصحيفة "عكاظ" السعودية عام 2011: "هذه الرواية تؤكد أن كبير السدنة وحامل المفتاح هو المسؤول وحده عن كل شؤون الكعبة، وهذا شرف لا يضاهيه شرف، ولا يستطيع أحد نزعه منا، لأنه بأمر إلهي وبوصية نبي هذه الأمة".
قصة السدانة
رعاية بيت الله الحرام مسألة تعود إلى عهد النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، حينما أمرهما الله برفع قواعد البيت، ومنذ ذلك الحين والكعبة المشرفة تحظى برعاية لا تتوقف ولا تنقطع.
فبعد بناء الكعبة المشرفة (هناك روايات عدة لتاريخ بنائها)، أوكل نبي الله إبراهيم لنجله إسماعيل مهمة رعاية شؤونها، وكذلك السقاية والرفادة واللواء، وفقاً للباحث في شؤون الحرمين محيي الدين الهاشمي، في حديث لـ"العربية نت" عام 2017.
وبعد وفاة نبي الله إسماعيل عليه السلام، انتزعت قبيلة جرهم من أبنائه مهمة رعاية الكعبة، وظلت عندهم فترة من الزمن، ثم انتزعتها منهم قبيلة خزاعة، إلى أن استعادها منها قصي بن كلاب، جد النبي صلى الله عليه وسلم، لتعود بذلك رعاية الكعبة إلى نسل إسماعيل عليه السلام.
ويضيف الهاشمي: "أنجب قصي بن كلاب ثلاثة أبناء، وهم عبد الدار (جد بني شيبة)، ثم عبد مناف جد النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد العزّى، وحينها سلّم قصي بن كلاب سدانة الكعبة لنجله البكر عبد الدار، وبذلك صارت في نسل بني شيبة، الذين هم من نسل إسماعيل".
ما مهام السادن؟
تتمثل مهام سدنة الكعبة في رعايتها، والحفاظ على نظافتها، وكذلك فتحها وإغلاقها، وحفظ مقتنياتها، وصيانتها، والإشراف على كسوتها.
كما تندرج ضمن مهام السادن صيانة الكعبة، وتطييب البناء وتبخيره بالعود، وغسله وتنظيفه من الداخل والخارج، والإشراف على مقام سيدنا إبراهيم، وغيرها من المهام التي تتعلق بالإشراف ورعاية كل تفاصيل الكعبة المشرفة.
وحالياً يشغل منصب السادن الشيخ صالح زين العابدين الشيبي، الذي تولى السدانة منذ العام 2014، بعد وفاة عمه عبد القادر الشيبي. الخليج اون لاين
مدار الساعة ـ