لم تكن المظاهر التي شهدها حفل اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية جميلة فقط.
لقد أبهرت وأدهشت وكانت على مستوى الحدث.
نحن هنا نتحدث عن حجم التنظيم والترتيبات المميزة؛ وهذا أولاً.
وثانيا تشكلت لوحة فسيفسائية أردنية بحضور مختلف الاطياف من كل المناطق في المملكة. وثالثها تواجد عدد كبير من الشباب وبشكل لافت، ورابعها الفرحة الحقيقية التي رسمتها عيون ووجوه الاردنيين لما حققوه من انجازات ابهرت العالم، فما الرسالة من هذا الاحتفال؟
الاردنيون يدركون تماماً حالة الاستقرار والتطور والانجاز التي تحققت خلال الربع قرن الماضي،رغم كل ما واجهوه من تحديات ومتغيرات ومؤامرات ومكائد وتوترات بالمنطقة والعالم، فما تحقق كبير ومهم بالنسبة لهم وللوطن مقارنة بدول اغنى واكبر من حيث الموارد والامكانيات تعاني اليوم من غياب وفقدان الاستقرار في كافة المناحي اقتصاديا وسياسيا وامنيا، ولهذا فرحوا بالامس مع قيادتهم الهاشمية بمنجزهم الذي حير واعجز وابهر العالم.
تواجد الشباب الاردني بكثافة غير معهودة بالسابق في هذه الاحتفالية رسالة واضحة لهم تكمن بان استكمال مسيرة الوطن والحفاظ على المنجزات والبناء عليها سيكون على عاتقهم فهم المسؤولون والقادة في المستقبل خلال المئوية الثانية من عمر الدولة، فالمستقبل وما نبني عليه من آمال للاجيال المقبلة سيكون كل شبابنا من اصحاب الخبرات والمواهب والكفاءات مسؤولا عن تأمينه بالعمل والاجتهاد.
اليوم وبعد 25 عاما نبدأ مسيرتنا للبناء على ما تحقق من انجازات طيلة هذه الحقبة من استقرار وتطور ملحوظين في مختلف مناحي الحياة ونتشارك جميعا في معالجة الاخطاء لنتفاداها في المستقبل، فالامال على تنفيذ رؤية التحديث السياسي والاقتصادي والاداري هي سبيلنا لضمان الوصول في هذا الوطن الى شواطئ الامان من خلال جذب الاستثمارات وتطوير الاعمال وتحسين الخدمات ورفع جودة الحياة ومعالجة الفقر والبطالة.
في هذا الاحتفال تشكلت فسيفساء جميلة بحضور الاردنيين من مختلف الاطياف والمحافظات والمدن والقرى والبوادي والمخيمات، مجتمعين على الفرح بمنجز ما كان ليتحقق لولا القيادة وتكاتفهم حولها في كل الظروف والتحديات التي واجهت المملكة فترى الفرحة في عيون الجميع شيوخا وشبابا ونساء ونشطاء وناشطات، وهذا دليل على مدى تماسك المجتمع الاردني وقناعته المطلقة بما تحقق من انجازات يعيشونها هم ويفتقدها غيرهم وممن حولهم.
خلاصة القول، اليوم على الاردنيين التقاط رسالة مهمة وهي ان المنجزات ومدى الاستقرار الذي نعيشه ما كان ليتحقق لولا تشاركنا ومواجهتنا للتحديات معا ومع قيادتنا الهاشمية، ولهذا ولكي نورث هذه الفرحة للاجيال المقبلة ولكي يعيشونها لا بد من المحافظة على المنجزات وتطويرها واستغلال الفرص بمختلف مناحي الحياة لتوفير حياة لهم خالية من البطالة والفقر والتحديات.. كل عام والوطن وقائده بالف خير.