كيفما قلبت الصحفات وتحت اي مقياس تضع السنوات الـ 25 الماضية يبقى حجم الإنجاز اكبر واعمق.
فالعمر لا يقاس بالسنوات ولا ينظر له من زاوية العدد والتعداد، بقدر ما يضع من بصمات وما يحقق من إنجازات.
يحتفل الأردنيون باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية بكل فخر واعتزاز لما تحقق خلال هذه المسيرة من إنجازات ومبادرات تحتاج إلى كتب ومجلدات لسردها وذكرها.
فالانجازات كثيرة وما تحقق كبير يفوق الامكانيات في بلد يعيش في عالم ملتهب ومنطقة مشتعلة غير مستقرة تعصف بها الخطوب من كل حدب وصوب.
وعلى الرغم من كل التحديات التي واجهتها بلدنا على المستويين الداخلي والخارجي الا اننا وبحكمة القيادة تمكنا من تجاوزها والقفز عنها واصبحت خلف ظهورنا وجزءا من الماضي.
لم يتوقف الامر عند هذا الحد ففي الوقت التي اخذت دول وأنظمة تتهاوى وشعوب تندب حظها بعد ان عصفت بها الفتن والحروب وهجرها أهلها وسكانها وعادت عشرات السنين إلى الوراء كان الأردن في طليعة البناء والتطور محصنا جبهته الداخلية ومعززا لقيم الانتماء بين أبنائنا.
فكان العمل والإنجاز على كل الصعد والمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية و نهضة غير مسبوقة تضاف إلى ما تحقق في ازمان وعهود سابقة.
وعندما ترى الأردن صامدا شامخا يسير إلى الأمام بخطى ثابتة في وقت توقف فيه الكثيرون وتأخر البعض بسبب العواصف وشدة الرياح تعلم أن خلف ذلك ملك عظيم وقائد حليم نذر نفسه لخدمة وطنه وأمته.
قيادة وحكمة تحطمت على جبالها كل رهانات الفشل والسقوط وغيرت مفاهيم ونظريات الفيزياء بعد ان جاءت نتيجة المعادلات دون التوقعات.
بقيادة ملك استثنائي لا يعرف إلا لغة العمل والعطاء ولا يقبل التقاعس او التبرير يتابع كل صغيرة وكبيرة ويوجه دائما نحو العمل بحكمة وبصيرة ثاقبة.
ولو كانت التحديات والظروف التي مررنا بها في مكان اخر لكانت الان تقبع تحت مفاهيم التخلف والانهيار، فالعمل لدينا بمسارات متوازية وخطوط مستقيمة لا تقبل الانحناء او الكسر امام اي تحد او حاجز مهما كان موقعه او حجمه.
فالمسار واضح والخطة الموضوعة قابلة للتنفيذ راعت الواقع والظروف.
نعم ان بلدنا بخير ووطننا وجد ليبقى لا يقبل التشكيك او التخوين، والواقع أكبر شاهد على ذلك.
واينما توجه بصرك تجد ما يدفعك للاطمئنان وطرد الخوف لأننا بأيد أمينة.
فشكرا جلالة الملك.