محافظات المملكة تتلألأ سماها وتزين ساحاتها فرحاً وابتهاجاً بمناسبة احتفالها باليوبيل الفضي، وعلى امتداد الوطن يحتفل كل أردني بربع قرن من مسيرة التقدم والنهضة والازدهار التي عاشها الأردن في ظل صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني المعظم حفه الله ورعاه.
فمنذ اليوم التاسع من حزيران عام 1999 يوم تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني لسلطاته الدستورية بدأت مسيرة شاملة من النهضة والتقدم في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن خلال سلسلة من الأوراق النقاشية أرسى جلالته رؤية واضحة للإصلاح الشامل ومستقبل الديمقراطية في الأردن بهدف بناء التوافق، وتعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار، وإدامة الزخم البناء حول عملية الإصلاح.
إذ أن عملية التطوير والبناء تقوم على أساس تعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن من خلال توجيه الطاقات لبناء مستقبل أفضل وعبر تعظيم المنجزات والاستمرار في العطاء واستشراف المستقبل وبجهود مشتركة من أبناء وبنات الوطن وبتوجيهات ملكية سامية تحرص على بقاء الأردن واحة للأمن والاستقرار ونموذجاً للعطاء وبناء القدرات والكفاءات لتنمية واستدامة الثروات.
ويحرص جلالته في أن يستمر الأردنيون ببذل كل طاقاتهم لتحقيق المزيد من الإنجازات في خدمة الوطن الغالي، " هذه الدولة الأردنية ليست إنجازاً لشخص، أو طرفٍ واحد، وإنما هي إنجازٌ تراكمي لكلّ الأردنيين من جيلٍ إلى جيل" (جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين 23 تشرين الأول 2012)
وكما حرص جلالة الملك على بناء الوطن ورفعته عبر مسيرة التحديث و التطوير في كافة المجالات كانت تبذل جهود ملكية لحفظ السلام والاستقرار العالميين و على مدار 25 عام أبرزها دعم القضية الفلسطينية وإيجاد حل سياسي شامل وعادل في إقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية هذا الدور الذي يقوم به جلالته تجاه قضية العرب الأولى ينبع من دور تاريخي و ديني للهاشميين في الدفاع عن قضايا الأمة، و تركزت مؤخراً في حشد الدعم الدولي للمطالبة فوراً بوقف العدوان الإسرائيلي على الأشقاء في قطاع غزة و كسر الحصار عبر الإنزالات الجوية التي ينفذها سلاح الجو الملكي استمراراً في دعم صمود أهل غزة بتوجيهات ملكية سامية إلى جانب مد الجسور البرية لقوافل الخير لإيصال الغذاء و الدواء لمحتاجيه.
وقد حظي جلالة الملك بتقدير عالمي عرفاناً بجهوده في حوار الحضارات والأديان وحماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ونشر أفكار التسامح والوئام وحقوق الإنسان والدفاع عن صورة الإسلام ترجم عبر سلسلة من الجوائز الدولية الرفيعة.
اليوم تحتفل الأسرة الأردنية الواحدة بعيد جلوس قائد الوطن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم على العرش، وعيد الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى وهي مناسبات غالية على قلوبنا جميعا، تملأ النفوس فرحاً وشموخاً وفخراً بالإنجازات التي دونها جلالته في سجل الأردن على مدى 25 عام ليثبت أن حياة الأمم لا تقاس بالسنوات بقدر ما تقاس بحجم الانجازات على ارض الواقع.
يليق بنا أن نفرح مادام الأردن شامخاً عزيزاً بقيادته الهاشمية الحكيمة وبجهود أبنائه وبناته، فعلى العطاء ماضون وبقيم الانتماء عاملون، كل عام وصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين و الوطن بألف خير.