.. من هو الأردني؟ يقلقني هذا السؤال وأحاول أن أجد إجابة عليه...
في مقالات الزميل حسين الرواشدة, تجد تعريفا للأردني مختلفا جدا عما نعرفه.. فهو ينحاز للأردن بالمطلق ويرفض زجه في مناوشات الإقليم..
وفي حديث دولة (ابو عصام) نجد أن الأردني ملتصق بالدولة, فهي التي تعبر عنه وهي التي تحدد سلوكه ومساره, وبالتالي عليه أن يعبر عن هويته بحسب تعريف الدولة لهذه الهوية...
لدى الزميل العزيز سميح المعايطة, تعريف مختلف.. فالأردني هو الذي يغلب مصالحه الوطنية على أية مصالح أخرى.. وهو الذي لا ينجرف إلى مغامرات غير محسوبة العواقب.
زميلنا خالد الجهني, لديه تعريفات أخرى للأردني: وهي تعريفات تنطلق من قاعدة إسلامية, وتركز على فلسطين بالدرجة الأولى, وعلى أهمية دعم القضية.. وعلى اعتبار حركة الإخوان هي الأقوى والأكبر وبالتالي هي وحدة القياس في السلوك الوطني والقومي والإسلامي.
قناة المملكة تأخذ تعريفات الأردني , إلى مسارات ليبرالية وحداثية ..وتهتم بتكنلوجيا المعلومات، وتعتبر أن الأردني هو الذي استطاع أن يقفز نحو (البزنس بارك) ويؤسس منصات أعمال.. وبالتالي يحقق الأرباح.
زميلنا الفنان حسين السلمان له أيضا تعريفه الخاص عبر أغنيته : (لما رش الصلية رش حش رقاب العدا حش).. الأردني لدى حسين السلمان هو الذي (يحش) رقاب الأعداء.
سميرة توفيق أيضا لها تعريفها الخاص بالأردني وهو : ( أردن الكوفية الحمرا أردن الجبهات السمرا) .. وهو تعريف بسيط مختصر مقبول إلى حد ما.
دولة عمر الرزاز له تعريفات مهمة في مسألة الهوية فهو صاحب مقولة : (لا تهاجر يا قتيبة).. يبدو أن الهجرة تعني التخلي عن الهوية لدى دولته.. ويبدو أن الإلتصاق بالأرض هو التعبير الحقيقي عن الهوية , مع أن معلوماتي تفيد بأن قتيبة قد هاجر.
يتعبني السؤال، وأنا الموزع بين كل تلك التعريفات.. واتفق معهم جميعا فلكل واحد زاويته في التعريف استنادا على تجربته أو موقعه أو خبرته, أنا لا أنتقد هذه التعريفات أبدا.. ولكني تائه في تعريف ذاتي.. في كيفية التعبير عن هويتي.
وأعود إلى السؤال من هو الأردني...؟
أصدق من عبر الهوية الأردنية هو الكاتب الراحل (طارق مصاروة).. أصيبت ذاكرته بالتعب, في نهاية حياته.. بدأ ينسى الأصدقاء والناس , لكن نسيان الأردن عنده كان صعبا فهو الوحيد الذي بقي عالقا في الذاكرة, ووصيته الوحيدة قبل الوفاة إلى زوجته العزيزة نبيلة المصاروة كانت أن يوضع على شاهد قبره جملة واحدة فقط مع اسمه وهي : (كان أردنيا).. طارق لم يكن أردنيا في حياته فقط بل حتى في موته كان أردنيا.. الأردن هو من تختاره في حياتك ومن لا ترضى غيره في مماتك...
رحم الله (ابو علي) ...
