مدار الساعة – كتب : محرر الشؤون السياسية - عاد الوزير والسفير والكاتب مروان المعشر بعد سنوات من "استراحة المحارب" ليضع السيف بيده ويهزه في وجه الاردنيين -على وجه الخصوص- مطالباً بإقامة الدولة المدنية، أو الدولة الحديثة والعصرية،كما يحلو له التسمية.
من حق الكاتب - أي كاتب - ان يعّبر عن رأيه، وما يموج برأسه من خيال أو حقيقة، ولكن ليس من حقه أن يفرض رأيه، ويسلطه سيفاً على رقاب الناس، وكأنه القدر والعياذ بالله، او يصنّف الآخرين كما يرقى له تصنيفهم.
المعشر نفسه مارس العمل الرسمي و"عاقر" الدبلوماسية قبل ان يشّب على الطوق و"يرضع من فوق اللجام" مجرد ان غادر السلطة، فماذا لو كان المعشر ما يزال على كرسي الوزارة او السفارة؟!
إذا لم تكن الدولة الاردنية، دولة مدنية طوال هذه العقود، فما هي؟! ومتى كانت الدولة الاردنية في نزاع لتكون دولة مدنية أو دولة دينية؟!
ومن قال إن الاردنيين وحتى اصحاب النفوذ في الدولة الاردنية يخشون "الدولة الحديثة" التي يطالب بها المعشر، وهو الذي "يفصّلها" في مقالاته، حسب "مقاساته" وأهوائه، قبل ان يقولوا اننا مع التطوير والتحديث لجميع مؤسساتنا واننا نرفض كل ما يعوق حركة التقدم في مجالات النهوض والتنمية بهذا الوطن الذي ان اختلفنا في أمر من اموره، فإنه يجب علينا ألا يصل بنا الى الخلاف واستلال السيوف من غمدها، او التشكيك بجهاز أو قوى او مؤسسة صحفية وغير صحفية، كما هو "سيف" المعشر وتشكيكاته.
نقول، أين المعشر من هذه العبقرية، طوال عقوده في المسؤولية و- على الأقل - في ابداء آرائه التي هطلت على رؤوسنا وصدّعتها "في يوم وليلة"، وقد اخذ يخلط "الزيت بالماء" و"يضع السم بالدسم"، تارة في الحديث عن وأد الأجندة التي وضعها وبشّر بها باعتبارها الخلاص و"خريطة الطريق" للاردنيين، وانقاذ الدولة الاردنية، مما هي عليه، وتارة ثانية، وهو ينزع نفسه من المجتمع الاردني ويصنّف حاله مع التيار المدني، وكأن الاردن منقسم على نفسه شيعاً واتباعاً!
ومع كل هذا وذاك، لم يسمع ولم يلمس المواطن الاردني، ان المعشر تعرّض والتيار المدني الذي يقوده، لحملات يوميّة، الا اذا كان المعشر يعّد الرأي الذي يخالف رأيه، هو نوع من عدم رغبة الأردنيين او هذه الجهة وتلك القوى، تقف ضد بناء الدولة العصرية التي ينادي بها، وان من يخالف رأيه، هو اغتيال لشخصيته وتخوين له!
ولعل زج المعشر باسم جلالة الملك في قيادة الاجندة الوطنية والاوراق النقاشية للوقوف وراء الدولة المدنية وكذلك زج اسم رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، وما يتعرض له من حملة لاستعماله مصطلحات مدنية، ما هو الا "مسّلة" لا تخيط "الثوب الاردني" الذي يتطلب من جميع ابناء الدولة ومؤسساتها، التكاتف والتضافر فالكل مع الاوراق النقاشية والوقوف مع الحكومات ان احسنت عملها،اما الهرطقات فلم تعد هناك فائدة لسماعها او انتظارها، فالأردنيون أدرى بشعابهم، وبعد ان "اتسع الخرق على الراتق".