2
* غياب ارادة
* العمل*
بلال حسن
من اهم العلل التي وضع صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني اصبعه عليها في حواره مع قناة العربية، والتي يعاني منها وطننا كثيرا، هي غياب ارادة العمل عند الكثيرين من المسؤولين، وهو ما اكده سموه بقوله :(لدي مشكلة مع اي شخص يعطي وعودا بإنجاز مهمة وبالمحصلة لايقوم بعمله ولا يتحمل مسؤوليته).
في قوله هذا فان سموه أكد واحدة
من الحقائق المرة التي توصلنا اليها بعد تسع سنوات من العمل العلمي الجماعي والمتخصص في جماعة عمان لحوارات المستقبل ، وهي حقيقة تقول ان غالبية ساحقة من المسؤولين في بلدنا لا تريد القيام بعمل جاد ومتواصل لحل مشكلة من المشاكل التي تواجه بلدنا، وتقع في دائرة اختصاص هؤلاء المسؤولين ، كما ان لا احد من هؤلاء المسؤولين يريد ان يتعامل مع غيره من المسؤولين لحل مشكلة من المشاكل التي تواجه بلدنا، لذلك تتراكم مشاكلنا، وتزداد تعقيدا، وتزيد كلف حلها. والأمثلة على ذلك اكثر من ان تعد، منها على سبيل المثال لا الحصر، اننا نتحدث منذ سنوات عن مشكلة الادارة العامة في بلدنا، وما أعتراها من ترهل وسادها من شلليلة، وكيف تحولت الى ستار للبطالة المقنعة، وكيف انتشرت بها آفة الرشوة، ومع ذلك فان (لا)
حل يلوح في الافق. حدث ذلك كله ويحدث للإدارة العامة في بلدنا، بعد ان كانت نموذجا يقتدى به في المنطقة.
اما المشكلة التي لاتقل اهمية عن مشكلة الادارة في بلدنا ان لم تزد، فهي مشكلة اوضاعنا الاقتصادية بكل تفرعاتها كالمديونية والبطالة والفقر، فكلنا يلاحظ ويلمس ويعيش ان هذه المشكلة ونتائجها السلبية تزداد باضطراد، رغم كثرة الحديث عنها والمؤتمرات التي تعقد حولها والخطط التي توضع لمواجهته، لكن شيئا من ذلك لايتحول الى عمل على ارض الواقع لمواجهة هذه المشكلة الخطيرة.
كما اننا نتحدث منذ عقود وعلى مختلف المستويات عن مشكلة الإعلام الاردني، فماذا فعلنا لحل هذه المشكلة التي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، وتتكرس خسارة الدولة الاردنية لسلاح من اهم اسلحتها.
اما التعليم فحدث ولا حرج عن حجم التراجع الذي طرأ عليها، وما ينجم عنها من مشكلات اقلها عودة الامية حتى بين طلبة المدارس، بعد ان كنا نحتل المرتبة الاولى عربيا، وبمرتبة عالمية متقدمة في التصنيفات العالمية للتعليم.
لقد حدث ذلك كله ويحدث لأسباب منها ان الأمر صار يسند لغير اهله، وعلى غير اساس الكفاءة، بل على اساس الشللية والمحسوبية، وبعد ان غاب مبدء المراجعة والتقيم ثم التقويم، وبعد ان غاب مبدء الحساب و العقاب، والاهم من ذلك غياب ارادة العمل عند غالبية من يتولون قيادة مؤسسات الدولة ودوائرها واجهزتها. ولا نريد ان نقول ان بعض مايجري مخطط له لاضعاف بلدنا. من خلال أولئك الذين يعدون ثم لا ينجزون ما وعدوا به. والحمدلله ان هؤلاء صاروا مكشوفين لدى صاحب السمو الملكي ولي العهد. ونعاهد سموه اننا في جماعة عمان لحورات المستقبل لن نمل من العمل في سبيل وطننا حتى وان اظطررنا الى الفضح العلني لهذا المسؤول او ذلك المسؤل من الذين لا يريدون العمل،و البحث عن حلول لمشاكل الاردنيين.فبذلك نكون عونا لسموه.