مدار الساعة - يستعد المدرب البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو لبدء فصل جديد في مشواره التدريبي عندما يتولى تدريب فنربخشة التركي، بعدما أتم المدير الفني توقيع العقود مؤخرا.
مورينيو الذي كان قبل أيام في السعودية ضيفا رئيسيا ومتحدثا في إحدى الفعاليات الرياضية، ارتبط اسمه بشدة بخوض تجربة التدريب في المملكة، خاصة أنه عندما سئل بعد فترة وجيزة من رحيله عن تدريب روما الإيطالي أكد أنه منفتح على كل الاحتمالات مشيدا بالتطور الذي تشهده الكرة السعودية.
لكن ورغم ما أوردته صحف سعودية عدة من بينها "الرياضية" و "الشرق الأوسط" بشأن المفاوضات المتقدمة بين مورينيو ونادي القادسية العائد حديثا لدوري روشن للمحترفين، فإن المدرب البرتغالي اتجه صوب تركيا ليخوض تحد جديد.
لكن التجربة السعودية التي أغرت لاعبين كبار على رأسهم كريستيانو رونالدو ونيمار وكريم بنزيما ورياض محرز ونجولو كانتي وفابينهو وغيرهم لم تنجح في استمالة مورينيو لأسباب قد تتلخص فيما يلي..
الطموح الأوروبي
لا يزال يطمح مورينيو في تحقيق إنجاز جديد في أوروبا، فهو المدرب الذي لطالما حقق نجاحات من هذا النوع في مشواره، مثل البداية المتوهجة مع بورتو ولقب دوري الأبطال عام 2004، ثم لقب أوروبي قد يبدو صغيرا (دوري المؤتمر الأوروبي) لكنه مهما بالنسبة لنادي روما، علاوة على النجاح الباهر مع تشيلسي وأيضا اللقب الأوروبي الشهير مع إنتر ميلان، وفترة ليس سيئة في قيادة ريال مدريد رغم توهج الغريم برشلونة وقتها.
ولعل ما أغرى مورينيو في الموافقة على عرض فنربخشة هو أن المدرب البرتغالي سيضمن التواجد في دوري الأبطال النسخة القادمة، ما يعني أنه سيعود لبطولة هي الأهم قاريا ولطالما كانت مغرية للعديد من المدربين في الموافقة على عروض تدريبية بسببها.
بالطبع لن يكون هدف مورينيو لقبا أوروبيا لكنه على الأقل يطمح في الذهاب بعيدا بتلك البطولة العريقة، ويعيش أجوائها التي بالطبع افتقدها مع روما.
عناصر جذب
مع الاعتراف بأن الدوري السعودي بات تنافسيا وبشكل مذهل في السنوات الأخيرة إلا أن هناك عناصر جذب أكبر بالنسبة لمورينيو ربما يكون من بينها البقاء في أوروبا نفسها، والأجواء التي اعتاد عليها، علاوة على التنافسية الكبيرة في الدوري التركي بوجود صراع دائم بين جالطة سراي وفنربخشة، ومزاحمة مستمرة من كل من بيشكتاش وطرابزون سبور كأبرز الأندية التي تتنافس على الألقاب في كل موسم.
أيضا يمتلك مورينيو لاعبين سبق أن دربهم مثل المهاجم البوسني إدين دجيكو والذي لعب تحت قيادته في روما، ولاعب الوسط البرازيلي فريد الذي قاده "سبيشيال وان" في مانشستر يونايتد.
مع وجود عناصر أخرى مميزة مثل البلجيكي باتشواي، والصربي تاديتش والبولندي سزيمانسكي، علاوة على ما يمكن جلبه من صفقات أخرى
الخوف من الفشل
التجربة السعودية ربما كانت مصدر قلق بالنسبة لمورينيو إذا ما وافق وخاض التحدي، حيث أن الفشل أو الإخفاق ربما يجعله خيارا مستبعدا فيما هو قادم لأي ناد أوروبي، الأمر الذي يتنافى مع طموح المدرب البرتغالي الساعي لأن يجد لنفسه مكانا في القارة العجوز مرة أخرى، أو حتى منتخب بلاده البرتغالي.
والمعروف أن التنافسية الكبيرة، وصعوبة الاعتياد على الأجواء ربما تعطل نجاح مشروع مورينيو مع أي ناد سعودي ما يعني فشلا يكتب في مسيرته التي عرفت الكثير من النجاحات.