أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

تفكيك خطة بايدن!


أحمد ذيبان

تفكيك خطة بايدن!

مدار الساعة (الرأي) ـ
منذ حرب حزيران عام 1967، أصبحت الولايات المتحدة الأميركية لاعبا أساسيا في الصراع العربي الإسرائيلي، بل هي شريك أساسي في الصراع تقف دائما إلى جانب الكيان الصهيوني، سواء في الدعم العسكري غير المحدود، أو عبر الرعاية السياسية والدبلوماسية لدولة الاحتلال، ويكفي الإشارة في هذا الصدد إلى استخدام واشنطن "الفيتو" مرات عديدة، لإحباط مشاريع قرارات تدعو لوقف الحرب التي تشنها إسرائيل، على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر العام الماضي!.
ومن هنا سمحت واشنطن لنفسها، أن تطلق مبادرات متتالية لتحقيق تسوية سياسية للصراع، كانت دائما تصب لصالح دولة الاحتلال، ورغم قبول العرب وخاصة منظمة التحرير الفلسطينية بالوساطة الاميركية كما حدث في اتفاق اوسلو، لكن اسرائيل كانت تضرب عرض الحائط بالوساطة الاميركية، والأهم من ذلك أنها تتعامل باستهتار مع قرارات الامم المتحدة والمؤسسات التابعة لها، كما حدث مؤخرا في تعاملها مع الأوامر التي أصدرتها محكمة العدل الدولية، بناء على الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا، وملخص قرارات المحكمة الدعوى لوقف حرب الابادة الجماعية ضد أهالي قطاع غزة!.
وفي هذا السياق يمكن النظر الى ما أعلنه الرئيس الاميركي جو بايدن، قبل بضعة أيام لما اصطلح اعلاميا على وصفه ب"خارطة طريق" لوقف الحرب في غزة، وما أكثر "خرائط الطرق" التي أطلقتها واشنطن، خلال عقود دون أن تفضي الى منفذ آمن!.
واللافت أن الخطة التي أعلنها بايدن ونسبها الى "اقتراح اسرائيلي"، كان دوره الترويج لها وتسويقها باعتبارها تشكل مخرجا من مأزق الحرب، رغم أنها تتضمن خطوطا عريضة، دون التطرق ل"الشيطان" الذي يختبئ بالتفاصيل!.
فتنفيذ الخطة بمراحلها الثلاث يستغرق سنوات عديدة! في الوقت الذي يعيش فيه سكان القطاع مأساة حقيقية غير مسبوقة، حيث دمرت قوات الاحتلال كل مقومات الحياة، فضلا عن عدد الضحايا الذي تجاوز أكثر من 120 ألف شهيد وجريح ومفقود! وهو رقم مهول يقارب حوالي 7 بالمئة من عدد سكان القطاع! وخلال فترة الحرب وارتكاب قوات الاحتلال هذا الحجم من المجازر، التي ينطبق عليها وصف "محرقة"! كانت إدارة الرئيس بايدن تبرر لجيش الاحتلال ارتكاب هذه المجازر بزعم "الدفاع عن النفس"! وفتحت لها مخازن السلاح الأميركي، ووفرت لها الغطاء السياسي والدبلوماسي واستخدمت "الفيتو" في مجلس الأمن عدة مرات لحمايتها سياسيا ودبلوماسيا.
الثابت أن تحولات مهمة حدثت خلال الأسابيع القليلة الماضية، في الرأي العام الدولي في طليعتها التظاهرات والفعاليات المكثفة في الجامعات الأميركية والأوروبية، التي تطالب بوقف العدوان على قطاع غزة، وتدين الأعمال الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين العزل وغالبيتهم من الأطفال والنساء، كما طالت التحولات مواقف بعض الدول الأوروبية، التي تمثلت باعتراف أربع دول أوروبية بالدولة الفلسطينية، هي "اسبانيا، ايرلندا، النرويج، وسلوفينيا"، وبذلك ارتفع عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين 147، من أصل 193 دولة أعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي تفكيك "شيفرة" خطة بايدن المنسوبة إلى إسرائيل، فان القراءة الأولية لها تبدو ملتبسة، لأنها تقوم على أساس المفاوضات.. ثم المفاوضات وكما يقال "علك حكي"! على أمل أن يحقق جيش الاحتلال بعض ما أعلنته حكومة نتنياهو من أهداف، ولا ننسى أن بايدن له حسابات انتخابية تضطره للمناورة، بعكس ما أعلنه في بداية الحرب بأنه "صهيوني"!.
أمر طبيعي أن تحدث خلافات في المواقف بين ادارة بايدن وحكومة نتنياهو، كما يحدث داخل مجلس الحرب الصهيوني، لكن الحقيقة أنه لو كانت الإدارة الأميركية جادة في وقف الحرب، لكبس بايدن "على الزر" من زمان وأوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة !".
مدار الساعة (الرأي) ـ