اذا كنا نريد أن نتحدث عن الانجازات التي تحققت في المملكة خلال الخمسة وعشرين عاما الماضية وبتجرد وبموضوعية وبعيدا عن سياسة جلد الذات والسوداوية المقيتة سنجد أن مدينة العقبة تتحدث عن جزء من هذا الإنجاز مجسدة قصة نجاح مصغرة ومميزة تختصر بتفاصيلها الجميلة ما تحقق بعهد جلالة الملك، فماذا تغير وكيف كانت العقبة وكيف اصبحت بالارقام.
مدينة العقبة في كل يوم تشهد تطورا وتغيرا ملموسا على مختلف الاصعدة سياحيا واستثماريا وصناعيا وبنية تحتية من تعليم وصحة وتطور كبير في القطاع الخدمي، فاليوم يوجد في العقبة 12 ميناء و32 رصيفا بعد ان كان ميناء واحد فقط قبل 25 عاما وتخدم جميعا «العملية الاقتصادية» في المملكة من خلال استيراد مختلف احتياجات المملكة وتصدير المنتجات الوطنية الى17 سوقا بالعالم وتستقبل مئات «البواخر السياحية» التي ترفد العملية السياحية.
سياحيا العقبة اليوم تعتبر من اهم الوجهات السياحية في الشرق الاوسط وتستقبل ملايين من السياحة المحلية والعربية والاجنبية لمناخها المعتدل وشواطئها المميزة وخدماتها السياحية الرائعة، وعلى سبيل المثال بالعقبة حاليا يوجد ما يقارب 6 الاف غرفة فندقية بعد ان كانت لا تتجاوز 1500 غرفة قبل 25 عاما كما يوجد فيها مئات الفنادق من 5 نجوم واربع وثلاث نجوم وتقدم خدمات فندقية على اعلى مستوى عالميا، يخدمها مطار دولي يستقبل ما يزيد عن 2 مليون مسافر سنويا.
«الاستثمارات» بالعقبة بلغت ما يقارب 26 مليار دولار نفذ جزء كبير منها والجزء الاخر ما زال يلتزم بتنفيذه المستثمرون ومن هذه الاستثمارات «واحة ايلة وسرايا العقبة ومرسى زايد والموانئ الصناعية والمصانع في «المدن الصناعية الاربع» الموجودة بالعقبة، بالاضافة الى المناطق اللوجستية متعددة الاغراض التي تقدم خدمتها للمصدرين والمستوردين، وتوظف العقبة 86 ألف أردني بشكل مباشر ومسجل فيها 1800 شركة.
وبما يخص الخدمات ففي العقبة حاليا اربع جامعات ولم تكن موجود قبل عام 2000 وكذلك اربع مستشفيات ومئات المدارس، بالاضافة الى البنية التحتية الجاذبة والمميزة والمختلفة عما كانت عليه بشكل كلي وتساهم حاليا في جعل العقبة مقصدا سياحيا واستثماريا مميزا لدى الكثير من رجال الاعمال وزوار المنطقة.
بالامس تم اطلاق «استراتيجية العقبة» للاعوام الاربعة المقبلة وتعمل على تعزيز مكانة العقبة على خارطة السياحة العالمية وتمكين منطقة العقبة كوجهة عالمية جاذبة للاستثمار وتعزيز النمو الأخضر وتحقيق التنمية المستدامة والتحول إلى مدينة ذكية وجعل العقبة مركزا إقليميا للمهارات الفنيّة والتقنيّة ومركزا إقليميا للريادة والابتكار.
خلاصة القول، ما العقبة الا شاهدة على كثير من الانجازات التي تحققت بعهد جلالة الملك ونموذجا مصغر عن بقية المحافظات والعاصمة وما تحقق بها من مشاريع تنموية جديدة واستثمارات وتطور كبير بالخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية والمشاريع الكبرى والمناطق الصناعية والتنموية والريادة في الاعمال، وللحديث بقية عن نماذج اخرى كيف كانت وكيف اصبحت في 25 عاما.