لم يغب الشباب الأردني يوماً عن حديث ولي العهد في كل لقاء له كما لم يغب عن لقائه مؤخرا على قناة العربية في حلقة لقت إعجابا وإشادة كبيرة من قبل السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين وكل المتابعين والمحبين لسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني محليا ودوليا، فقد استطاع نيل محبة الكثيرين من الشباب لقربه الدائم منهم ومن تطلعاتهم ومشكلاتهم.
وركز ولي العهد على عدد من القضايا التي تهم الشباب ومنها التعليم والاهتمام الكبير لتسليط الضوء على التعليم المهني باعتباره عنصرا أساسيًا في مكافحة البطالة من خلال توفير المهن وفرص العمل والذي أكده ولي العهد أنه يلعب دورا حيويا في تمكين الشباب والشابات الأردنيين من اكتساب المهارات اللازمة والمهن للانخراط بسوق العمل وخلق فرص عمل جديدة لهم، حيث ربط التعليم بإيجاد العمل الملائم باحتياجات السوق المحلية، وركز سموه على رفع الوعي بأهمية التعليم المهني كمتطلب أساسي للنهوض بالقطاعات الاقتصادية، حيث يساهم تطوير التعليم المهني بتشغيل الشباب بالقطاعات كافة ويحقق أهداف التنمية الاقتصادية والمستدامة، ويقلل من نسب البطالة التي تعتبر المشكلة الكبرى للشباب الأردني.
إننا نرى ان حديث ولي العهد يشكل خارطة طريق نحو النهوض بالمستقبل وتعزيز الاقتصاد والحد من البطالة، في ظل منطقة تعصف بها الأزمات الاقتصادية وتعاني من الفقر وقلة الموارد والبطالة.
واستمعنا لولي العهد ولرؤيته أن إعادة خدمة العلم ضرورة؛ ليكون الجيل الجديد منضبطا ومرتبطا بأرضه وهذا بحد ذاته مبدأ صحيح للشاب الأردني في حياته العملية والاجتماعية فمدرسة الجيش تستطيع صقل الشاب بكل الدعائم والأخلاق والفضيلة وحب الوطن وتحمل المسؤولية عن الأهل والبلد وحب التضحية والإباء والتقدم والعزم والإرادة الموجهة بشكل صحيح.
رؤية ولي العهد وشعوره بالشباب الأردني كبير؛ فقد تساءل سموه حول كيفية أن نتوقع من الشباب أن ينتسبوا لأحزاب وهم عاطلون عن العمل؟، وهو ما يفكر به أغلب الشباب الأردني ويؤرق تفكيرهم وهو الوضع الاقتصادي لهم والذي اعتبره سموه أنه اهم من السياسة كأولوية كبيرة لدى الشباب في بدء مراحل حياتهم، مركزا على التعليم المهني الذي يحقق توفير العمل بصورة أفضل لهم ضاربا مثال جامعة الحسين التقنية التي لها دور كبير في هذا المجال وتحقيق الهدف الذي طمح له سموه ان تكون نسبة التوظيف خلال أول 6 أشهر من التخرج 100 بالمئة.
وبلقاء ولي العهد وجه الكثير من الرسائل حول علاقته بوالده الملك عبدالله الثاني ووالدته الملكة رانيا العبدالله والتشاور في أي أمر معهم وأخذ التشجيع منهم والتحفيز والاستفادة من دروسهم وحول علاقته بزوجته الأميرة رجوة الحسين؛ رسائل مهمة لكل شاب في دراسته أو خلال صنع قراراته أو في زواجه وانتظار مولوده، ونرى ايمانه واقتناعه أن الجيل الجديد قادر على البناء على ما بُني، فليس لدينا خيار وفق رؤيته سوى أن نكون منفتحين على التغيير ولدينا المهارات والعقول، مؤكدا ان الأردن صامد، وسيبقى صامدا، وهو يرى الخير والأمل في عيون الناس، ومتفائل ولديه إيمان أن الأردن سيكون بمكان أفضل.
دروس كثيرة ورسائل مهمة وجهها ولي العهد للشباب الأردني، علينا أن نقتبس منها ونركز فيها ونطورها والعمل عليها بشكل جاد لنهضة المجتمع اقتصاديا والحد من مشكلات البطالة وتوجيه التعليم نحو المهن والتقنية والتوجه للاستثمار والسياحة والسعي بأيدينا كشباب في رفع النمو للمملكة.
كل الشكر لولي العهد الذي يعتبر أنموذجا للشاب الأردني النشمي الهاشمي الذي يحب وطنه ويأمل أن يتقدم لأفضل السبل ويتطور لافضل اقتصاد ونمو ومكانة .