انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الزيود يكتب: من شُرْفَة المستقبل أطلّ علينا الحسين


د. عبدالباسط محمد الزيود

الزيود يكتب: من شُرْفَة المستقبل أطلّ علينا الحسين

مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/28 الساعة 11:41
تابعت كما تابع الكثيرون من الأردنيين والعرب والعالم إطلالة ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله على شاشة "العربية"، و قد أسرني اللقاء بكل تفاصيله المنتقاه بعناية بالغة ، بأسئلته وإجاباته ؛ أسئلة كاشفة واجابات شافية، انطلق فيها ولي العهد من مخزون خبرات متنوعة سياسية و اقتصادية واجتماعية وإدارية ، راكمتها تجربته إلى جانب جلالة الملك الوالد ، حفظه الله، و أخرى من تجاربه هو في منصب ولاية العهد و من كونه سليل أسرة شريفة ، لكنه لا يتكئ عليها وحدها ، فقد أظهرت المقابلة سمو ولي العهد واعياً بمتطلبات العصر المتنوعة و المتسارعة و المتطورة ، التي لا تنتظر الإنسان و إنما تطالبه بالسير سريعاً لمواكبتها و التكيّف مع النافع منها ؛ بمعنى أنه يرى أن مستقبل الأردن ، في الغد المنظور ، محكوم بامتلاكه أدوات العصر الجديدة و اشتراطات الدخول الآمن إلى المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية ، و لا يكون ذلك إلا بالاهتمام بالتعليم بنوعيه المهني و التقني و الاستثمار بالتكنولوجيا ، و كل ذلك محمول بتأهيل الموارد البشرية الأردنية لتواجه التحديات الكبيرة بعزم و ثقة و علم في عالم باتت الرقمية تحكمه و توجه مساره ، أضف إلى ذلك الاستثمار في القطاع السياحي ، فقد وهب الله الأردن طبيعة خلاّبة و مواقع أثاريّة تأخذ بالألباب.

يبشر ولي العهد الأمير الحسين ،وفق هذه الرؤية ، بالمستقبل الواعد الذي يَلِجَه بثقة عزّ نظيرها نظراً لحداثة سنّه ، بدت واضحة في منطوقه المضبوط بدقة متناهية و لغة جسده و سرعة بديهته ، و هذا ليس وليد يوم و ليلة ، و إنما جاء في سياق تربية و تأهيل مستمرين من لدن جلالة الملك و جلالة الملكة ، يحمل ولي العهد نبوءة المستقبل و يستشرفه و يبشر بغد أفضل ، لا يأبه فيه لتزويق كلامي دون فعل على الأرض و لا وعود ارتجالية دون خطط مدروسة ، تأخذ في حسبانها التحديات التي تواجه الأردن و كيفية التغلب عليها و الفرص التي ينبغي استغلالها و البناء عليها .

أظهر ولي العهد ، في مقابلته ، أهمية المعرفة المستندة إلى الأرقام و البيانات ، و هذه هي لغة المستقبل، من خلالها يستطيع الإنسان الأردني أو واضع السياسات بناء خطط قابلة للتطبيق و النجاح معاً ؛ لأن هذا مستقبل الناس في هذه البلاد ، و ينبغي التعامل معه على أساس المعرفة الصحيحة و تلبية حاجات المواطنين و تقديم خدمات فضلى لهم ؛ تنعكس على أدائهم و انتمائهم ، الذي لا يتحقق إلا بالجدّ و الاجتهاد و تقديم الأفضل لا الأقرب استناداً لمعيار الكفاءة و الاقتدار و الجدارة .

استطاع ولي العهد أن يبعث فينا الاطمئنان بأن الدولة الأردنية ، التي تدخل مئويتها الثانية ، قادرة ، بعون الله ، على مواجهة الظروف و الصعاب كلها سواء أكانت سياسية أم اقتصادية أم أمنية ، و هي ظروف متغيرة و معقدة بآن ، فمحيط الأردن غير مستقر و هذا يرتب علينا و على خططنا المستقبلية ضغوطاً كبيرة ينبغي التنبّه إليها ؛ للحفاظ على أمننا و استقرارنا ، الذي به تمتاز بلدنا و هو ما يوفر بيئة جاذبة للاستثمار .

أخيراً ، أكدّ ولي العهد على أن الأردن باقٍ و إن راهن على غير ذلك دعاة الفوضى و التقدمية ، فزالوا و خابوا و انتهوا إلى نسيان أبدي و بقي الأردن قوياً عزيزاً بفضل جهود الآباء المؤسسين و دماء الشهداء الذين ما بدّلوا تبديلا و سيستمر و يعبر مئويته الثانية مستنداً إلى وعي شعبه و قوة مؤسساته الدستورية و تمسك أهله بقيادتهم الهاشمية .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/28 الساعة 11:41