اخذت انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية مساحة هامة من الاهتمام الإعلامي والسياسي خلال الأسبوع الماضي . بكل تأكيد أن هنالك أسباب متعددة تقف وراء ذلك الاهتمام . منها وهذا سبب معروف للجميع أنها الجامعة الأكبر في عدد طلبتها مقارنة مع غيرها من الجامعات الأردنية . أيضا فإن الجامعة الأردنية هي الأقرب في تركيبتها الاجتماعية إلى المجتمع الأردني مقارنة مع أي جامعة أردنية أخرى . يضاف إلى ذلك أن النظام الانتخابي لاتحاد طلبة الجامعة(111 مقعد ) يتشابه إلى حد كبير مع قانون الانتخاب لمجلس النواب الأردني القادم (138 مقعد ) . حيث يوجد في كلاهما نوعان من الدوائر الانتخابية. الدائرة الانتخابية الكبرى والتي يشارك فيها الجميع ( مواطنون أو طلبة ). ففي الجامعة الأردنية خصص لها (18 ) مقعد و في البرلمان الأردني خصص لها ( 41 مقعد ). كما أن يوجد في كلاهما أيضا دوائر انتخابية صغرى محدد من يصوت فيها ( كلية جامعية أو دائرة محلية ) . ففي الجامعة الأردنية هناك( 19) دائرة انتخابية هي دوائر الكليات والتي خصص لها (93 مقعد) وفي مجلس النواب هنالك( 18) دائرة انتخابية محلية خصص لها (97 مقعد) . في ذات الوقت يحق للناخبين في كلاهما ( الاتحاد و البرلمان ) استخدام صوتان انتخبيان . واحد منهما للدائرة الكبرى عبر اختيار إحدى القوائم الانتخابية والصوت الآخر لإحدى الدوائر الصغرى عبر اختيار إحدى القوائم الانتخابية . ايضا هنالك العتبة الانتخابية في كلاهما في الدائرتين الكبرى و الصغرى .أما التشابه الآخر بينهما فهو اقتصار الترشح على نظام القوائم الانتخابية فقط سواء على مستوى الدائرة الانتخابية العامة أو الدوائر الانتخابية الصغرى . مع التأكيد هنا أنه وعلى الرغم من التشابهات الكثيرة بينهما لكن توجد في ذات الوقت اختلافات بينهما في جزئيات أخرى . في المحصلة فإن نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية تعكس توجهات المجتمع الأردني إلى حد متوسط او كبير حسب ما سيتبين في متن هذه المقالة .أما على الصعيد الشخصي فقد كان لي دراسة بحثية قديمة كان عنوانها ( تأثير اختلاف النوع الاجتماعي على نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية 2018م) وقد تم نشر ملخص عن أبرز نتائجها في العديد من المواقع الإلكترونية في ذلك الوقت .في ذات الاتجاه وضمن التفاعل المستمر مع انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية.فقد طالعت خلال الأيام الماضية غالبية المقالات التي كتبت عن نتائجها وكذلك التقارير الصحفية والتحليلية في ذات الموضوع . في مقالتي هذه تعددت المداخل التي تناولت من خلالها تحليل نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية. وهي نسبة التصويت. والنوع الاجتماعي .والاتجاهات السياسية .ومقدار عدد المقاعد التي يمكن أن تفوز بها القائمة الانتخابية في دوائر الكليات أو على مستوى الدائرة الانتخابية الجامعية العامة في ظل وجود العتبة الانتخابية. ايضا ذهبت نحو استخدام أسلوب المقارنة بين نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية التي جرت الأسبوع الماضي مع نتائج انتخابات مجلس النواب التاسع عشر 2020م مع استخدام أسلوب الاستشراف السياسي حول نتائج انتخابات مجلس النواب القادم قياسا على نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية. مع الإشارة هنا إلى انني وهو هذه في هذه المقالة التحليلية قد قمت باستخدام المقياس السياسي المتعدد ( وسط. يمين. يسار ) في تحليل نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية من الناحية السياسية.
نسبة التصويت .
في البداية نذكر أن انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية جاءت بعد انقطاع دام أربع سنوات متتالية لأسباب متعددة منها جائحة كورونا ثم جاءت الحاجة إلى وقت كبير من أجل تعديل بعض الأنظمة الجامعية الناظمة للعمل الطلابي كي تتناغم مع مخرجات منظومة التحديث السياسي . في هذه الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي . بلغت نسبة التصويت( 52.5 % )من اصل( 48286 ) طالب و طالبة يحق لهم الاقتراع . وهي نسبة مرتفعة مقارنة مع آخر انتخابات جرت لاتحاد طلبة الجامعة في العام 2019م والتي كانت نسبة التصويت فيها( 45.4٪ ). من جانب آخر تعتبر نسبة التصويت هذه أنها نسبة مرتفعة جدا مقارنة مع نسبة التصويت في الانتخابات النيابية السابقة في العام 2020 م و التي وصلت إلى( 29% ). واما على الصعيد المستقبلي القريب جدا فإن نسبة التصويت في اتحاد طلبة الجامعة الأردنية تعتبر أيضا أنها مؤشر إيجابي على توقع ارتفاع نسبة التصويت في الانتخابات النيابية القادمة لكنها وبكل تأكيد لن تصل إلى نسبة التصويت في اتحاد طلبة الجامعة الأردنية .
اعداد المرشحين بحسب نوع الدائرة الانتخابية.
في التوقف على خلفيات المرشحين لانتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية من حيث مستوى الدائرة الانتخابية . نجد أن غالبية الطلبة و الطالبات ترشحو في قوائم انتخابية على مستوى دوائر الكليات ( 593 من أصل 685 مترشح ) فيما ترشح 92 طالب وطالبة على مستوى الدائرة الانتخابية العامة . وهذا توزيع طبيعي و منطقي نظرا لقلة عدد مقاعد الدائرة الجامعية مقارنة مع عدد مقاعد الدوائر الانتخابية الصغرى أي دوائر الكليات.
اعداد المرشحون بحسب النوع الاجتماعي .
في التوقف على خلفيات المرشحون لانتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية من حيث النوع الاجتماعي
.من حيث نسبة الذكور الى الإناث من حيث الترشح لانتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية. نجد أن هنالك تباين بينهما و هي لصالح الطلبة الذكور (61٪ ) ( 416 من أصل 685 مرشح ) مقارنة مع نسبة ترشيح الطالبات( 39٪ ) ( 269 من أصل 685 مترشح ) . في المقارنة فيما بين نسبة الترشيح للذكور والإناث في الانتخابات النيابية السابقة للعام 2020م فقد كانت نسبة التباين بينهما أكبر . مع توقع أن لا يكون الحال مختلفا في واقع المسافة الكبيرة بين نسبة المترشحات إلى المترشحين في الانتخابات النيابية القادمة. فالمؤكد أنه وكلما ذهبنا باتجاه المحافظات و نظرا لتركيبها التقليدية فإن نسبة الذكورية ترتفع أكثر و أكثر. في ذات الاتجاه وإذا ما توقفنا على نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية ومن الناحية الجندرية وأمام هذا العدد الكبير من عدد المترشحات فقد كانت النتيجة القاسية . أنه لم ينجح في الانتخابات إلا إحدى عشرة طالبة( عشرة منهن في دوائر الكليات وواحدة فقط في الدائرة الانتخابية الجامعية ) . مما يؤكد هنا .أن الانتخابات ذكورية النتائج . لعل أبرز أسباب ذلك أنها مستندة إلى واقع التقسيمات الاجتماعية والجغرافية لطلبة الجامعة. يبنى على ذلك أن الذكور هم من يعبر عن الهوية الجغرافية و الاجتماعية لطلبة الجامعة وليس الأناث . واللواتي لا يتم الذهاب نحو انتخابهن إلا من قبيل تعزيز تمثيل المكون الاجتماعي والجغرافي لطلبة الجامعة اذا اقتضت الحاجة لهن من أجل خدمة وتعزيز الهويات الجغرافية و الاجتماعية لطلبة الجامعة. بكل تأكيد أن هذه الصورة الجندرية في الجامعة الأردنية لم تختلف كثيرا عن واقع الحال في الانتخابات النيابية الماضية للعام 2020 م ولذات الأسباب .يؤكد ذلك أن الخمسة عشرة امرأة اللواتي نجحن في الانتخابات النيابية السابقة جاء من مدخل الكوتا النسائية . لكن وفيما يتعلق بالانتخابات النيابية القادمة. فإن الحد الأدنى لعدد النساء الفائزات في عضوية مجلس النواب القادم هي( 18 سيدة ) حيث خصص قانون انتخاب مجلس النواب لهن ( 18 مقعد نسائي) و بمعدل كوتا نسائية واحدة لكل دائرة انتخابية محلية . يضاف إلى ذلك توقع فوز عدد من السيدات الأخريات عبر مسار التنافس في القوائم الانتخابية في الدوائر الانتخابية المحلية. مع توقع فوز عدد آخر منهن عبر القوائم الانتخابية الحزبية في الدائرة الانتخابية العامة.
العتبة الانتخابية وعدد المقاعد التي فازت بها القوائم الانتخابية.
نذهب الان وضمن استكمال نهج المقارنة بين نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية و نتائج انتخابات مجلس النواب الى التوقف على تأثير العتبة الانتخابية على نتائج الانتخابات. فحسب التقرير الصحفي الصادر على لجنة انتخابات اتحاد طلبة الجامعة. فإن العتبة الانتخابية هي( 8%) في الدائرة الانتخابية الجامعية ( العامة ) وهي ذات النسبة في دوائر الكليات .في المقابل فإنه لم يكن هناك عتبة انتخابية في الانتخابات النيابية السابقة للعام 2020 م لكن في انتخابات البرلمان القادم 2024 م فهناك عتبة انتخابية . فهي في الدوائر الانتخابية المحلية تساوي( 7% ) و هي في الدائرة الانتخابية العامة( 2.5% ). نكمل في السير في نهج المقارنة بينهما ( اتحاد طلبة الجامعة الأردنية ومجلس النواب) لنجد أن رفع نسبة العتبة في الدائرة الانتخابية الجامعية ساهم في تقليل عدد القوائم الانتخابية التي فازت في مقاعد الدائرة الانتخابية الجامعية والتي تبلغ( 18 مقعدا) كما أشرنا سابقا . حيث تقاسم مقاعد الدائرة الانتخابية الجامعية ثلاثة كتل أو قوائم انتخابية فقط . فيما لم تتمكن ثلاثة قوائم أخرى من تجاوز العتبة الانتخابية التي بلغت ( 1847 صوت ) . في المقابل فإن اقتصار نسبة العتبة في الدائرة الانتخابية العامة في انتخابات مجلس النواب على( 2.5% ) سيؤدي إلى فوز عدد لا بأس به من القوائم الانتخابية الحزبية . أما فيما يتعلق بعدد القوائم الانتخابية التي فازت في دوائر الكليات فنجد أنه من بين (83 قائمة انتخابية ) فازت في دوائر الكليات من أصل( 135 قائمة انتخابية ) ترشحت للانتخابات فان غالبية القوائم الفائزة قد فازت بمقعد واحد ( 74 قائمة انتخابية) فيما تمكنت تسع قوائم انتخابية فقط من الفوز بمقعدين اثنين. لعل هذه النتائج في انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية على مستوى الكليات تشابه نتائج الدوائر الانتخابية المحلية في الانتخابات النيابية السابقة 2020م حيث فازت غالبية القوائم الانتخابية بمقعد واحد مع التذكير هنا أنه لم يكن هناك عتبة انتخابية . أما فيما يتعلق بالنظرة الاستشرافية في توقع نتائج انتخابات الدوائر الانتخابية المحلية في البرلمان القادم 2024 م والتي يوجد فيها عتبة انتخابية فإن القراءات تؤكد فوز غالبية القوائم الانتخابية في الدوائر الانتخابية المحلية بمقعد واحد على مسار التنافس.
نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية من الناحية السياسية.
ننتقل إلى تناول المخرجات السياسية في انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية. مع ضرورة الإنتباه هنا إلى أن القراءة السياسية والحزبية لنتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة تختلف في قراءتها من مدخل الدائرة الانتخابية الكبرى ( الجامعية ) إلى قراءتها الإجمالية ككل متكامل دون تقسيم بين الدائرتين الجامعية و دوائر الكليات معا .
في نتائج الدائرة الجامعية . برز الإسلاميون ( يمين الوسط الديني إلى يمين اليمين احيانا ) من خلال قائمة (أهل الهمة) و التي حصلت على (10431صوت ) مكنها من الحصول على نصف عدد مقاعد الدائرة الجامعية ( 9 من أصل 18 مقعد ) ( 45٪ ) . ثم جاء (تيار الوسط السياسي أو يمين الوسط العشائري أو يمين اليمين العشائري احيانا ) في المرتبة الثانية حيث حصلت قائمة النشامى على ( 7611 صوت ) مكنها من الحصول على ستة مقاعد( 33%) كما حصلت قائمة الكرامة على ( 2965 صوت ) والذي مكنها من الحصول على ثلاثة مقاعد( 13%) . لعل هذه النتائج تعني أن المشهد السياسي في الجامعة على مستوى الدائرة الجامعية هو محصور فقط ما بين( الوسط السياسى إلى يمينه الديني والعشائري) .فيما يواصل اليسار إخفاقاته المتتالية متمثلا بقائمة (التجديد) إضافة إلى التيارات العلمانية الجديدة ممثلة بقائمة ( المستقبل لنا ) مع وقوع خسارة غير متوقعة لتيار الوطنية الفلسطينية ممثلا بقائمة ( عودة ) بعد أن كانت حاضرة في كافة الانتخابات السابقة وكان لها وزن انتخابي ومقاعد في الدائرة الانتخابية الجامعية حيث حصلت على ثلاثة مقاعد في الانتخابات الطلابية السابقة 2019م .
في مزيد من التعليق أو التوسع في محاولة التفسير لنتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية من الناحية السياسية . يمكن القول إن التيار الإسلامي ممثلا بقائمة ( أهل الهمة ) قد زادت أصواتها في الدائرة الانتخابية العامة بنسبة( 12% ) حيث كانت نسبة أصوات القائمة ( 34.7%) في الانتخابات الطلابية السابقة في العام 2019 م . لترتفع إلى (45%) في انتخابات الأسبوع الماضي .أدى إلى ارتفاع اخر في عدد مقاعدها من عدد مقاعد الدائرة الجامعية من ستة مقاعد في الانتخابات السابقة إلى تسعة مقاعد في الانتخابات الأخيرة . يمكن القول هنا أن أحداث غزة مع نشاط الإسلاميين فيها قد ساهم في زيادة قاعدتهم الانتخابية .ساعدهم على ذلك أيضا ارتفاع نسبة التصويت في انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية في الأسبوع الماضي من ( 45.4٪) في العام 2019 م إلى ( 52.5%) في العام 2024 م. أما ما هو أخطرفي اسباب زيادة أعداد أصواتهم فهو أن التيار الإسلامي قد تمكن من ابتلاع قاعدة التيار الطلابي الفلسطيني ممثلة بقائمة (العودة ) والتي غير جزء كبير منهم انحيازه السياسي من دعم الايدلوجيا الفلسطينية الممثلة بحركة فتح إلى حد كبير نحو دعم الايديوجيا الإسلامية ممثلة بحركة حماس و التي هي امتداد لحركة الإخوان في الأردن والتي هي أيضا متجسدة في قائمة ( أهل الهمة ) .م ومما يؤكد ذلك. أن قائمة (عودة) ذات الايدلوجيا الفلسطينية كانت أصواتها (2816 صوت ) في انتخابات الاتحاد في العام 2019م تراجعت إلى ( 987 صوت ) في الانتخابات الأخيرة في الأسبوع الماضي . أما فيما يتعلق بالتيار الوطني وهو التيار الذي يعبر عن الهوية الوطنية الأردنية و الذي يصنف أنه( وسط سياسي أو يمين الوسط عشائريا في أحيان معينة أو أنه يمين اليمين عشائريا على قاعدة الجغرافيا المحلية في أحوال أخرى ) . فقد حافظ هذا التيار على عدد أصواته ونسبتها من عدد المقترعين في الدائرة الجامعية وبالتالي حافظ على عدد مقاعده من مقاعد الدائرة الجامعية. حيث كانت أصوات قائمة النشامى في الانتخابات السابقة هي ( 5935صوت ) وبما نسبته ( 30.9%) ارتفعت إلى ( 7611صوت ) وبما نسبته ( 33٪) لكن مع ثبات في عدد مقاعد القائمة من عدد مقاعد الدائرة الجامعية ( ستة مقاعد من أصل 18 مقعد ) . والحال مماثل مع قائمة (الكرامة ) التي كانت أصواتها في الانتخابات السابقة في العام 2019 م هي ( 2815صوت ) وبما نسبته ( 14.5٪) ارتفعت إلى (2965صوت) وبما نسبته (13%) لكن مع ثبات في عدد مقاعد القائمة من عدد مقاعد الدائرة الانتخابية الجامعية ( ثلاثة مقاعد من اصل 18 مقعد ). بقي علينا في تحليل نتائج انتخابات الدائرة الانتخابية الجامعية ما يخص التيار اليساري ممثلا بقائمة( التجديد) والتي هي في تراجع متواصل . حيث كانت أصواتها في الانتخابات الطلابية السابقة في العام 2019 م ( 1136 صوت )بما نسبته ( 5.8٪) ولم تحصل وقتها على مقعد لتنخفض عدد أصواتها مرة أخرى إلى ( 575 صوت )وبما نسبته ( 3% ). ولم تحصل مرة أخرى على أي مقعد لعدم قدرتها على تخطى العتبة الانتخابية في المرتين في 2019م و2024م .في ذات الاتجاه و بما يخص القوائم الانتخابية الخاسرة الأخرى . كان التيار المدني أو الليبرالي أو العلماني ممثلا بقائمة ( لنا المستقبل ) والتي دخلت الانتخابات لأول مرة والتي هي في ذات الوقت تمثل الحزب المدني الديمقراطي حيث انها لم تجد قبولا طلابيا لطروحاتها الجدلية لذلك لم تحصل على اكثر من ( 522صوت ) .( 2%) ولم تحصل نتيجة لذلك على أي مقعد فهي بعيدة جدا عن العتبة الانتخابية. في مزيد من التحليل فإن قائمة( أهل الهمة ) قد انفردت في تمثيل الاتجاه الإسلامي كما أنها زادت قوتها عند الأصول الفلسطينية عندما ابتلعت قواعد قائمة (العودة) الذين ذهبوا نحو خيار ايدلوجي جديد وهو الايدلوجيا الإسلامية تاركين الايدلوجيا القديمة التي تستند إلى رؤية حركة فتح.اما فيما يتعلق بالتيار الوطني فالمؤكد أنه بقي ثابتا و قويا .نعم إنه لم يحصل على مقاعد إضافية لكنه ايضا لم يخسر اي مقعد كان قد اكتسبه من الانتخابات السابقة . و يبقى أخيرا في المشهد الانتخابي التيار العلماني سواء أكان يساريا أو ليبراليا فكلاهما في حالة عزلة عن توجهات غالبية الطلبة و الطالبات .
في الخلاصة هنا . وبما يخص نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية على مستوى القائمة الانتخابية الجامعية فإن( اليمين الديني الإسلامي واليمن الوطني العشائري المستند إلى الجغرافيا المحلية ).هما فقط من يقودا المشهد الطلابي في الجامعة الأردنية .
في التحليل الإجمالي لنتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية والتي تشمل التوزيع السياسي لكافة المقاعد وعددها ( 111 مقعد ) . نجد أن هنالك (45 عضو ) في الاتحاد هم من أنصار الاتجاه الإسلامي و الذي يعتبر حزب جبهة العمل الإسلامي( يمين الوسط دينيا إلى يمين اليمين الديني احيانا ) هو الركيزة الأساسية له. في المقابل هنالك( 37 عضو ) ينتسبون إلى حزب إرادة ( يسار الوسط )( تم الإعلان عن ذلك في صفحة الحزب ) وهنالك ايضا ( 6 أعضاء ) من حزب تقدم ( يسار الوسط ) ( تم الإعلان عن ذلك في صفحة الحزب ). . فيما يبقى هنالك( 23 عضو ) يمكن تصنيفهم ما بين أنهم مستقلون أو تابعون إلى أحزاب متعددة أو أن بعضهم أقرب إلى الوسط السياسي ويمينه العشائري .
في المقارنة ما بين نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية مع نتائج انتخابات مجلس النواب السابقة للعام 2020 م من الناحية السياسية فقد كان هنالك اختلافات بينهما . حيث كان جل أعضاء المجلس النيابي التاسع عشر 2020م هم من الوسط السياسي مع قلة ذهبت نحو اليمين الديني و قلة أخرى ذهبت نحو اليمين العشائري مع قلة قليلة ذهبت نحو اليسار من الناحية الاقتصادية. لكن فيما يتعلق بالنتائج المتوقعة لانتخابات البرلمان القادم هذا العام 2024 م . فإن الأغلبية وعلى مستوى الدائرة الانتخابية العامة وكذلك الدوائر الانتخابية المحلية ستذهب نحو( الوسط ويمين الوسط الديني ويمين الوسط العشائري و قلة ستذهب نحو يسار الوسط ) . مع توقعات أن يكون حزب جبهة العمل الإسلامي( يمين الوسط الديني إلى يمين اليمين الديني أحيانا ). في المرتبة الثانية على مستوى الدائرة الانتخابية العامة ( من سبعة إلى عشرة مقاعد ). مع عدد مماثل تقريبا على مستوى الدوائر الانتخابية المحلية. يقابله أحد الأحزاب من الوسط السياسي في المرتبة الأولى على مستوى الدائرة الانتخابية العامة . وحزب آخر يأتي بعد حزب جبهة العمل الإسلامي من يمين الوسط ثم بدرجة أقل حزب آخر من يسار الوسط. في المحصلة فإن التوقعات تقول إن نتائج انتخابات مجلس النواب القادم ستكون موزعة. ما بين (الوسط ويمين الوسط الديني والعشائري و قلة من يسار الوسط فيما يتعلق بالاقتصاد والحريات).
.
مقترحات تخص إيجاد توازن سياسي و جندري في نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية القادمة .
من المفيد أن نتوقف على عدد من المقترحات التي من شأنها أن تضمن إيجاد توازنا سياسيا و اجتماعيا في نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية القادمة . وهي مقترحات متعددة ومنها ما هو معمول به في قانون انتخاب مجلس النواب من حيث ضرورة تخفيض العتبة الانتخابية في الدائرة الانتخابية الكبرى ( الجامعية ) من أجل فسح المجال أمام التيارات السياسية الأخرى كي تفوز في انتخابات الدائرة الانتخابية الكبرى ( الجامعية ) تعزيزا للتعددية السياسية . أما من الناحية الاجتماعية ولضمان إيجاد توازن جندري في نتائج انتخابات الدائرة الانتخابية الكبرى ( الجامعية ) فهنالك اقتراح أن يتم اشتراط وجود طالبتان اثنتان ضمن أول ستة مرشحين في القائمة الانتخابية الجامعية . و أما فيما يتعلق بتعزيز فوز الطالبات في الدوائر الانتخابية الصغرى ( الكليات ) فلا حل لها إلا عبر زيادة الوعي الطلابي بأهمية انتخاب الطالبات من قبل كافة الطلبة . يتزامن مع ذلك أن تعزز الطالبات الراغبات بالعمل الطلابي والسياسي من حضورهن الثقافي و التطوعي ضمن الأوساط الطلابية كي تكون كل واحدة منهن مقنعة لزملائها من الجنسين أنها تستحق أن تنتخب في اتحاد طلبة الجامعة.
الخلاصة النهائية.
في العاشر من أيلول القادم ستكون انتخابات مجلس النواب القادم. وفي الحادي عشر أي في اليوم التالي . ستظهر النتائج. الرسمية وبحسب التوقعات الاستباقية فيتوقع أن يكون هنالك انخفاض في نسبة الإسلاميين في البرلمان الأردني مقارنة مع نسبتهم في اتحاد طلبة الجامعة الأردنية .وكذلك توقع أن يكون هنالك ارتفاع في نسبة النساء في البرلمان القادم مقارنة مع نسبتهن المنخفضة في اتحاد طلبة الجامعة الأردنية. مع توقعات أخرى ببقاء ( الوسط السياسي و يمين الوسط العشائري) بذات قوته في البرلمان القادم كما هي نسبتة في اتحاد طلبة الجامعة الأردنية. مع توقعات أخرى بتراجع نسبة( يسار الوسط) في البرلمان القادم عن نسبته في اتحاد طلبة الجامعة الأردنية.
ختاما .
في الحادي عشر من أيلول القادم . سنكون أمام مقارنة حقيقية ما بين نتائج انتخابات البرلمان مع نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية. من حيث أنها متباينة أو أنها متقاربة من الناحية السياسية والجندرية .وإلى ذلك الوقت . تستمر التحضيرات من كافة القوى السياسية مع بقاء التوقعات السياسية لمخرجات الانتخابات النيابية في حالة تحديث مستمرة حتى تظهر النتائج الرسمية . حاد طلبة الجامعة الأردنية مساحة هامة من الاهتمام الإعلامي والسياسي خلال الأسبوع الماضي . بكل تأكيد أن هنالك أسباب متعددة تقف وراء ذلك الاهتمام . منها وهذا سبب معروف للجميع أنها الجامعة الأكبر في عدد طلبتها مقارنة مع غيرها من الجامعات الأردنية . أيضا فإن الجامعة الأردنية هي الأقرب في تركيبتها الاجتماعية إلى المجتمع الأردني مقارنة مع أي جامعة أردنية أخرى . يضاف إلى ذلك أن النظام الانتخابي لاتحاد طلبة الجامعة(111 مقعد ) يتشابه إلى حد كبير مع قانون الانتخاب لمجلس النواب الأردني القادم (138 مقعد ) . حيث يوجد في كلاهما نوعان من الدوائر الانتخابية. الدائرة الانتخابية الكبرى والتي يشارك فيها الجميع ( مواطنون أو طلبة ). ففي الجامعة الأردنية خصص لها (18 ) مقعد و في البرلمان الأردني خصص لها ( 41 مقعد ). كما أن يوجد في كلاهما أيضا دوائر انتخابية صغرى محدد من يصوت فيها ( كلية جامعية أو دائرة محلية ) . ففي الجامعة الأردنية هناك( 19) دائرة انتخابية هي دوائر الكليات والتي خصص لها (93 مقعد) وفي مجلس النواب هنالك( 18) دائرة انتخابية محلية خصص لها (97 مقعد) . في ذات الوقت يحق للناخبين في كلاهما ( الاتحاد و البرلمان ) استخدام صوتان انتخبيان . واحد منهما للدائرة الكبرى عبر اختيار إحدى القوائم الانتخابية والصوت الآخر لإحدى الدوائر الصغرى عبر اختيار إحدى القوائم الانتخابية . ايضا هنالك العتبة الانتخابية في كلاهما في الدائرتين الكبرى و الصغرى .أما التشابه الآخر بينهما فهو اقتصار الترشح على نظام القوائم الانتخابية فقط سواء على مستوى الدائرة الانتخابية العامة أو الدوائر الانتخابية الصغرى . مع التأكيد هنا أنه وعلى الرغم من التشابهات الكثيرة بينهما لكن توجد في ذات الوقت اختلافات بينهما في جزئيات أخرى . في المحصلة فإن نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية تعكس توجهات المجتمع الأردني إلى حد متوسط او كبير حسب ما سيتبين في متن هذه المقالة .أما على الصعيد الشخصي فقد كان لي دراسة بحثية قديمة كان عنوانها ( تأثير اختلاف النوع الاجتماعي على نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية 2018م) وقد تم نشر ملخص عن أبرز نتائجها في العديد من المواقع الإلكترونية في ذلك الوقت .في ذات الاتجاه وضمن التفاعل المستمر مع انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية.فقد طالعت خلال الأيام الماضية غالبية المقالات التي كتبت عن نتائجها وكذلك التقارير الصحفية والتحليلية في ذات الموضوع . في مقالتي هذه تعددت المداخل التي تناولت من خلالها تحليل نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية. وهي نسبة التصويت. والنوع الاجتماعي .والاتجاهات السياسية .ومقدار عدد المقاعد التي يمكن أن تفوز بها القائمة الانتخابية في دوائر الكليات أو على مستوى الدائرة الانتخابية الجامعية العامة في ظل وجود العتبة الانتخابية. ايضا ذهبت نحو استخدام أسلوب المقارنة بين نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية التي جرت الأسبوع الماضي مع نتائج انتخابات مجلس النواب التاسع عشر 2020م مع استخدام أسلوب الاستشراف السياسي حول نتائج انتخابات مجلس النواب القادم قياسا على نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية. مع الإشارة هنا إلى انني وهو هذه في هذه المقالة التحليلية قد قمت باستخدام المقياس السياسي المتعدد ( وسط. يمين. يسار ) في تحليل نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية من الناحية السياسية.
نسبة التصويت .
في البداية نذكر أن انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية جاءت بعد انقطاع دام أربع سنوات متتالية لأسباب متعددة منها جائحة كورونا ثم جاءت الحاجة إلى وقت كبير من أجل تعديل بعض الأنظمة الجامعية الناظمة للعمل الطلابي كي تتناغم مع مخرجات منظومة التحديث السياسي . في هذه الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي . بلغت نسبة التصويت( 52.5 % )من اصل( 48286 ) طالب و طالبة يحق لهم الاقتراع . وهي نسبة مرتفعة مقارنة مع آخر انتخابات جرت لاتحاد طلبة الجامعة في العام 2019م والتي كانت نسبة التصويت فيها( 45.4٪ ). من جانب آخر تعتبر نسبة التصويت هذه أنها نسبة مرتفعة جدا مقارنة مع نسبة التصويت في الانتخابات النيابية السابقة في العام 2020 م و التي وصلت إلى( 29% ). واما على الصعيد المستقبلي القريب جدا فإن نسبة التصويت في اتحاد طلبة الجامعة الأردنية تعتبر أيضا أنها مؤشر إيجابي على توقع ارتفاع نسبة التصويت في الانتخابات النيابية القادمة لكنها وبكل تأكيد لن تصل إلى نسبة التصويت في اتحاد طلبة الجامعة الأردنية .
اعداد المرشحين بحسب نوع الدائرة الانتخابية.
في التوقف على خلفيات المرشحين لانتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية من حيث مستوى الدائرة الانتخابية . نجد أن غالبية الطلبة و الطالبات ترشحو في قوائم انتخابية على مستوى دوائر الكليات ( 593 من أصل 685 مترشح ) فيما ترشح 92 طالب وطالبة على مستوى الدائرة الانتخابية العامة . وهذا توزيع طبيعي و منطقي نظرا لقلة عدد مقاعد الدائرة الجامعية مقارنة مع عدد مقاعد الدوائر الانتخابية الصغرى أي دوائر الكليات.
اعداد المرشحون بحسب النوع الاجتماعي .
في التوقف على خلفيات المرشحون لانتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية من حيث النوع الاجتماعي
.من حيث نسبة الذكور الى الإناث من حيث الترشح لانتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية. نجد أن هنالك تباين بينهما و هي لصالح الطلبة الذكور (61٪ ) ( 416 من أصل 685 مرشح ) مقارنة مع نسبة ترشيح الطالبات( 39٪ ) ( 269 من أصل 685 مترشح ) . في المقارنة فيما بين نسبة الترشيح للذكور والإناث في الانتخابات النيابية السابقة للعام 2020م فقد كانت نسبة التباين بينهما أكبر . مع توقع أن لا يكون الحال مختلفا في واقع المسافة الكبيرة بين نسبة المترشحات إلى المترشحين في الانتخابات النيابية القادمة. فالمؤكد أنه وكلما ذهبنا باتجاه المحافظات و نظرا لتركيبها التقليدية فإن نسبة الذكورية ترتفع أكثر و أكثر. في ذات الاتجاه وإذا ما توقفنا على نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية ومن الناحية الجندرية وأمام هذا العدد الكبير من عدد المترشحات فقد كانت النتيجة القاسية . أنه لم ينجح في الانتخابات إلا إحدى عشرة طالبة( عشرة منهن في دوائر الكليات وواحدة فقط في الدائرة الانتخابية الجامعية ) . مما يؤكد هنا .أن الانتخابات ذكورية النتائج . لعل أبرز أسباب ذلك أنها مستندة إلى واقع التقسيمات الاجتماعية والجغرافية لطلبة الجامعة. يبنى على ذلك أن الذكور هم من يعبر عن الهوية الجغرافية و الاجتماعية لطلبة الجامعة وليس الأناث . واللواتي لا يتم الذهاب نحو انتخابهن إلا من قبيل تعزيز تمثيل المكون الاجتماعي والجغرافي لطلبة الجامعة اذا اقتضت الحاجة لهن من أجل خدمة وتعزيز الهويات الجغرافية و الاجتماعية لطلبة الجامعة. بكل تأكيد أن هذه الصورة الجندرية في الجامعة الأردنية لم تختلف كثيرا عن واقع الحال في الانتخابات النيابية الماضية للعام 2020 م ولذات الأسباب .يؤكد ذلك أن الخمسة عشرة امرأة اللواتي نجحن في الانتخابات النيابية السابقة جاء من مدخل الكوتا النسائية . لكن وفيما يتعلق بالانتخابات النيابية القادمة. فإن الحد الأدنى لعدد النساء الفائزات في عضوية مجلس النواب القادم هي( 18 سيدة ) حيث خصص قانون انتخاب مجلس النواب لهن ( 18 مقعد نسائي) و بمعدل كوتا نسائية واحدة لكل دائرة انتخابية محلية . يضاف إلى ذلك توقع فوز عدد من السيدات الأخريات عبر مسار التنافس في القوائم الانتخابية في الدوائر الانتخابية المحلية. مع توقع فوز عدد آخر منهن عبر القوائم الانتخابية الحزبية في الدائرة الانتخابية العامة.
العتبة الانتخابية وعدد المقاعد التي فازت بها القوائم الانتخابية.
نذهب الان وضمن استكمال نهج المقارنة بين نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية و نتائج انتخابات مجلس النواب الى التوقف على تأثير العتبة الانتخابية على نتائج الانتخابات. فحسب التقرير الصحفي الصادر على لجنة انتخابات اتحاد طلبة الجامعة. فإن العتبة الانتخابية هي( 8%) في الدائرة الانتخابية الجامعية ( العامة ) وهي ذات النسبة في دوائر الكليات .في المقابل فإنه لم يكن هناك عتبة انتخابية في الانتخابات النيابية السابقة للعام 2020 م لكن في انتخابات البرلمان القادم 2024 م فهناك عتبة انتخابية . فهي في الدوائر الانتخابية المحلية تساوي( 7% ) و هي في الدائرة الانتخابية العامة( 2.5% ). نكمل في السير في نهج المقارنة بينهما ( اتحاد طلبة الجامعة الأردنية ومجلس النواب) لنجد أن رفع نسبة العتبة في الدائرة الانتخابية الجامعية ساهم في تقليل عدد القوائم الانتخابية التي فازت في مقاعد الدائرة الانتخابية الجامعية والتي تبلغ( 18 مقعدا) كما أشرنا سابقا . حيث تقاسم مقاعد الدائرة الانتخابية الجامعية ثلاثة كتل أو قوائم انتخابية فقط . فيما لم تتمكن ثلاثة قوائم أخرى من تجاوز العتبة الانتخابية التي بلغت ( 1847 صوت ) . في المقابل فإن اقتصار نسبة العتبة في الدائرة الانتخابية العامة في انتخابات مجلس النواب على( 2.5% ) سيؤدي إلى فوز عدد لا بأس به من القوائم الانتخابية الحزبية . أما فيما يتعلق بعدد القوائم الانتخابية التي فازت في دوائر الكليات فنجد أنه من بين (83 قائمة انتخابية ) فازت في دوائر الكليات من أصل( 135 قائمة انتخابية ) ترشحت للانتخابات فان غالبية القوائم الفائزة قد فازت بمقعد واحد ( 74 قائمة انتخابية) فيما تمكنت تسع قوائم انتخابية فقط من الفوز بمقعدين اثنين. لعل هذه النتائج في انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية على مستوى الكليات تشابه نتائج الدوائر الانتخابية المحلية في الانتخابات النيابية السابقة 2020م حيث فازت غالبية القوائم الانتخابية بمقعد واحد مع التذكير هنا أنه لم يكن هناك عتبة انتخابية . أما فيما يتعلق بالنظرة الاستشرافية في توقع نتائج انتخابات الدوائر الانتخابية المحلية في البرلمان القادم 2024 م والتي يوجد فيها عتبة انتخابية فإن القراءات تؤكد فوز غالبية القوائم الانتخابية في الدوائر الانتخابية المحلية بمقعد واحد على مسار التنافس.
نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية من الناحية السياسية.
ننتقل إلى تناول المخرجات السياسية في انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية. مع ضرورة الإنتباه هنا إلى أن القراءة السياسية والحزبية لنتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة تختلف في قراءتها من مدخل الدائرة الانتخابية الكبرى ( الجامعية ) إلى قراءتها الإجمالية ككل متكامل دون تقسيم بين الدائرتين الجامعية و دوائر الكليات معا .
في نتائج الدائرة الجامعية . برز الإسلاميون ( يمين الوسط الديني إلى يمين اليمين احيانا ) من خلال قائمة (أهل الهمة) و التي حصلت على (10431صوت ) مكنها من الحصول على نصف عدد مقاعد الدائرة الجامعية ( 9 من أصل 18 مقعد ) ( 45٪ ) . ثم جاء (تيار الوسط السياسي أو يمين الوسط العشائري أو يمين اليمين العشائري احيانا ) في المرتبة الثانية حيث حصلت قائمة النشامى على ( 7611 صوت ) مكنها من الحصول على ستة مقاعد( 33%) كما حصلت قائمة الكرامة على ( 2965 صوت ) والذي مكنها من الحصول على ثلاثة مقاعد( 13%) . لعل هذه النتائج تعني أن المشهد السياسي في الجامعة على مستوى الدائرة الجامعية هو محصور فقط ما بين( الوسط السياسى إلى يمينه الديني والعشائري) .فيما يواصل اليسار إخفاقاته المتتالية متمثلا بقائمة (التجديد) إضافة إلى التيارات العلمانية الجديدة ممثلة بقائمة ( المستقبل لنا ) مع وقوع خسارة غير متوقعة لتيار الوطنية الفلسطينية ممثلا بقائمة ( عودة ) بعد أن كانت حاضرة في كافة الانتخابات السابقة وكان لها وزن انتخابي ومقاعد في الدائرة الانتخابية الجامعية حيث حصلت على ثلاثة مقاعد في الانتخابات الطلابية السابقة 2019م .
في مزيد من التعليق أو التوسع في محاولة التفسير لنتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية من الناحية السياسية . يمكن القول إن التيار الإسلامي ممثلا بقائمة ( أهل الهمة ) قد زادت أصواتها في الدائرة الانتخابية العامة بنسبة( 12% ) حيث كانت نسبة أصوات القائمة ( 34.7%) في الانتخابات الطلابية السابقة في العام 2019 م . لترتفع إلى (45%) في انتخابات الأسبوع الماضي .أدى إلى ارتفاع اخر في عدد مقاعدها من عدد مقاعد الدائرة الجامعية من ستة مقاعد في الانتخابات السابقة إلى تسعة مقاعد في الانتخابات الأخيرة . يمكن القول هنا أن أحداث غزة مع نشاط الإسلاميين فيها قد ساهم في زيادة قاعدتهم الانتخابية .ساعدهم على ذلك أيضا ارتفاع نسبة التصويت في انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية في الأسبوع الماضي من ( 45.4٪) في العام 2019 م إلى ( 52.5%) في العام 2024 م. أما ما هو أخطرفي اسباب زيادة أعداد أصواتهم فهو أن التيار الإسلامي قد تمكن من ابتلاع قاعدة التيار الطلابي الفلسطيني ممثلة بقائمة (العودة ) والتي غير جزء كبير منهم انحيازه السياسي من دعم الايدلوجيا الفلسطينية الممثلة بحركة فتح إلى حد كبير نحو دعم الايديوجيا الإسلامية ممثلة بحركة حماس و التي هي امتداد لحركة الإخوان في الأردن والتي هي أيضا متجسدة في قائمة ( أهل الهمة ) .م ومما يؤكد ذلك. أن قائمة (عودة) ذات الايدلوجيا الفلسطينية كانت أصواتها (2816 صوت ) في انتخابات الاتحاد في العام 2019م تراجعت إلى ( 987 صوت ) في الانتخابات الأخيرة في الأسبوع الماضي . أما فيما يتعلق بالتيار الوطني وهو التيار الذي يعبر عن الهوية الوطنية الأردنية و الذي يصنف أنه( وسط سياسي أو يمين الوسط عشائريا في أحيان معينة أو أنه يمين اليمين عشائريا على قاعدة الجغرافيا المحلية في أحوال أخرى ) . فقد حافظ هذا التيار على عدد أصواته ونسبتها من عدد المقترعين في الدائرة الجامعية وبالتالي حافظ على عدد مقاعده من مقاعد الدائرة الجامعية. حيث كانت أصوات قائمة النشامى في الانتخابات السابقة هي ( 5935صوت ) وبما نسبته ( 30.9%) ارتفعت إلى ( 7611صوت ) وبما نسبته ( 33٪) لكن مع ثبات في عدد مقاعد القائمة من عدد مقاعد الدائرة الجامعية ( ستة مقاعد من أصل 18 مقعد ) . والحال مماثل مع قائمة (الكرامة ) التي كانت أصواتها في الانتخابات السابقة في العام 2019 م هي ( 2815صوت ) وبما نسبته ( 14.5٪) ارتفعت إلى (2965صوت) وبما نسبته (13%) لكن مع ثبات في عدد مقاعد القائمة من عدد مقاعد الدائرة الانتخابية الجامعية ( ثلاثة مقاعد من اصل 18 مقعد ). بقي علينا في تحليل نتائج انتخابات الدائرة الانتخابية الجامعية ما يخص التيار اليساري ممثلا بقائمة( التجديد) والتي هي في تراجع متواصل . حيث كانت أصواتها في الانتخابات الطلابية السابقة في العام 2019 م ( 1136 صوت )بما نسبته ( 5.8٪) ولم تحصل وقتها على مقعد لتنخفض عدد أصواتها مرة أخرى إلى ( 575 صوت )وبما نسبته ( 3% ). ولم تحصل مرة أخرى على أي مقعد لعدم قدرتها على تخطى العتبة الانتخابية في المرتين في 2019م و2024م .في ذات الاتجاه و بما يخص القوائم الانتخابية الخاسرة الأخرى . كان التيار المدني أو الليبرالي أو العلماني ممثلا بقائمة ( لنا المستقبل ) والتي دخلت الانتخابات لأول مرة والتي هي في ذات الوقت تمثل الحزب المدني الديمقراطي حيث انها لم تجد قبولا طلابيا لطروحاتها الجدلية لذلك لم تحصل على اكثر من ( 522صوت ) .( 2%) ولم تحصل نتيجة لذلك على أي مقعد فهي بعيدة جدا عن العتبة الانتخابية. في مزيد من التحليل فإن قائمة( أهل الهمة ) قد انفردت في تمثيل الاتجاه الإسلامي كما أنها زادت قوتها عند الأصول الفلسطينية عندما ابتلعت قواعد قائمة (العودة) الذين ذهبوا نحو خيار ايدلوجي جديد وهو الايدلوجيا الإسلامية تاركين الايدلوجيا القديمة التي تستند إلى رؤية حركة فتح.اما فيما يتعلق بالتيار الوطني فالمؤكد أنه بقي ثابتا و قويا .نعم إنه لم يحصل على مقاعد إضافية لكنه ايضا لم يخسر اي مقعد كان قد اكتسبه من الانتخابات السابقة . و يبقى أخيرا في المشهد الانتخابي التيار العلماني سواء أكان يساريا أو ليبراليا فكلاهما في حالة عزلة عن توجهات غالبية الطلبة و الطالبات .
في الخلاصة هنا . وبما يخص نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية على مستوى القائمة الانتخابية الجامعية فإن( اليمين الديني الإسلامي واليمن الوطني العشائري المستند إلى الجغرافيا المحلية ).هما فقط من يقودا المشهد الطلابي في الجامعة الأردنية .
في التحليل الإجمالي لنتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية والتي تشمل التوزيع السياسي لكافة المقاعد وعددها ( 111 مقعد ) . نجد أن هنالك (45 عضو ) في الاتحاد هم من أنصار الاتجاه الإسلامي و الذي يعتبر حزب جبهة العمل الإسلامي( يمين الوسط دينيا إلى يمين اليمين الديني احيانا ) هو الركيزة الأساسية له. في المقابل هنالك( 37 عضو ) ينتسبون إلى حزب إرادة ( يسار الوسط )( تم الإعلان عن ذلك في صفحة الحزب ) وهنالك ايضا ( 6 أعضاء ) من حزب تقدم ( يسار الوسط ) ( تم الإعلان عن ذلك في صفحة الحزب ). . فيما يبقى هنالك( 23 عضو ) يمكن تصنيفهم ما بين أنهم مستقلون أو تابعون إلى أحزاب متعددة أو أن بعضهم أقرب إلى الوسط السياسي ويمينه العشائري .
في المقارنة ما بين نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية مع نتائج انتخابات مجلس النواب السابقة للعام 2020 م من الناحية السياسية فقد كان هنالك اختلافات بينهما . حيث كان جل أعضاء المجلس النيابي التاسع عشر 2020م هم من الوسط السياسي مع قلة ذهبت نحو اليمين الديني و قلة أخرى ذهبت نحو اليمين العشائري مع قلة قليلة ذهبت نحو اليسار من الناحية الاقتصادية. لكن فيما يتعلق بالنتائج المتوقعة لانتخابات البرلمان القادم هذا العام 2024 م . فإن الأغلبية وعلى مستوى الدائرة الانتخابية العامة وكذلك الدوائر الانتخابية المحلية ستذهب نحو( الوسط ويمين الوسط الديني ويمين الوسط العشائري و قلة ستذهب نحو يسار الوسط ) . مع توقعات أن يكون حزب جبهة العمل الإسلامي( يمين الوسط الديني إلى يمين اليمين الديني أحيانا ). في المرتبة الثانية على مستوى الدائرة الانتخابية العامة ( من سبعة إلى عشرة مقاعد ). مع عدد مماثل تقريبا على مستوى الدوائر الانتخابية المحلية. يقابله أحد الأحزاب من الوسط السياسي في المرتبة الأولى على مستوى الدائرة الانتخابية العامة . وحزب آخر يأتي بعد حزب جبهة العمل الإسلامي من يمين الوسط ثم بدرجة أقل حزب آخر من يسار الوسط. في المحصلة فإن التوقعات تقول إن نتائج انتخابات مجلس النواب القادم ستكون موزعة. ما بين (الوسط ويمين الوسط الديني والعشائري و قلة من يسار الوسط فيما يتعلق بالاقتصاد والحريات).
.
مقترحات تخص إيجاد توازن سياسي و جندري في نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية القادمة .
من المفيد أن نتوقف على عدد من المقترحات التي من شأنها أن تضمن إيجاد توازنا سياسيا و اجتماعيا في نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية القادمة . وهي مقترحات متعددة ومنها ما هو معمول به في قانون انتخاب مجلس النواب من حيث ضرورة تخفيض العتبة الانتخابية في الدائرة الانتخابية الكبرى ( الجامعية ) من أجل فسح المجال أمام التيارات السياسية الأخرى كي تفوز في انتخابات الدائرة الانتخابية الكبرى ( الجامعية ) تعزيزا للتعددية السياسية . أما من الناحية الاجتماعية ولضمان إيجاد توازن جندري في نتائج انتخابات الدائرة الانتخابية الكبرى ( الجامعية ) فهنالك اقتراح أن يتم اشتراط وجود طالبتان اثنتان ضمن أول ستة مرشحين في القائمة الانتخابية الجامعية . و أما فيما يتعلق بتعزيز فوز الطالبات في الدوائر الانتخابية الصغرى ( الكليات ) فلا حل لها إلا عبر زيادة الوعي الطلابي بأهمية انتخاب الطالبات من قبل كافة الطلبة . يتزامن مع ذلك أن تعزز الطالبات الراغبات بالعمل الطلابي والسياسي من حضورهن الثقافي و التطوعي ضمن الأوساط الطلابية كي تكون كل واحدة منهن مقنعة لزملائها من الجنسين أنها تستحق أن تنتخب في اتحاد طلبة الجامعة.
الخلاصة النهائية.
في العاشر من أيلول القادم ستكون انتخابات مجلس النواب القادم. وفي الحادي عشر أي في اليوم التالي . ستظهر النتائج. الرسمية وبحسب التوقعات الاستباقية فيتوقع أن يكون هنالك انخفاض في نسبة الإسلاميين في البرلمان الأردني مقارنة مع نسبتهم في اتحاد طلبة الجامعة الأردنية .وكذلك توقع أن يكون هنالك ارتفاع في نسبة النساء في البرلمان القادم مقارنة مع نسبتهن المنخفضة في اتحاد طلبة الجامعة الأردنية. مع توقعات أخرى ببقاء ( الوسط السياسي و يمين الوسط العشائري) بذات قوته في البرلمان القادم كما هي نسبتة في اتحاد طلبة الجامعة الأردنية. مع توقعات أخرى بتراجع نسبة( يسار الوسط) في البرلمان القادم عن نسبته في اتحاد طلبة الجامعة الأردنية.
ختاما .
في الحادي عشر من أيلول القادم . سنكون أمام مقارنة حقيقية ما بين نتائج انتخابات البرلمان مع نتائج انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية. من حيث أنها متباينة أو أنها متقاربة من الناحية السياسية والجندرية .وإلى ذلك الوقت . تستمر التحضيرات من كافة القوى السياسية مع بقاء التوقعات السياسية لمخرجات الانتخابات النيابية في حالة تحديث مستمرة حتى تظهر النتائج الرسمية .