يعدّ (الموت عن بُعد) أحد النّماذج الفلسفيّة لقيادة العالم..
تلك التي تضمن لإنسان (الكوكب) موته من أجل مصلحته! وتوفر له تدريبًا نمطيًّا يوفّر فرص الموت له، وينقلها بطرق حداثية، وأساليب مبتكرة!
ولقد أُطْلِقَ على هذا النوع من الموت تسميات منها: [الموت المفتوح، أو الموت بلا حدود، أو الموت بالمراسلة، أو الموت المنزلي] .
لقد تزامن ظهور فكرة (الموت عن بُعد) مع التّقدّم التكنولوجيّ في مجال الاتصالات والرّقمنة!
هذا ويعرّف النّقّاد (الموت عن بُعد) بالاستخدام المنظّم للوسائط الممِيتة من أجل حسر أمكنة الموت وأزمنته وفقًا لتواجد الميتين وضررهم على قيادة الكوكب!
وهو (نظام موتيّ) يشرف عليه مسببو الموت عن بعد، دون اشتراط تواجدهم مباشرة.. وتتصل به فكرة (فلسفة الموت) التي يدافع عنها (قادة الكوكب) إذ ابتكروا نظامًا للموت يكون الميتون فيه بعيدين عمّن يُميتهم.. لمعظم الفترة التي ينتظرون فيها الموت.
وبعد، فأسلوب نظام (الموت عن بُعد) مفتوح للجميع، ولا يتقيّد بوقت، ولا بفئة، ولا يقتصر على نوع محدّد من الموت؛ ويتطوّر حسب حاجات (قادة الموت) وطموحاتهم!
أما مميزات (الموت عن بعد)، فمنها تحقيق (الدّيمقراطيّة والعدالة والمساواة) في إيصال الموت إلى كلّ فرد من أفراد الكوكب؛ ليحققوا ابتعاد (فرصة قيادة العالم) عن كلّ مَنْ تحدّثه نفسه في ذلك، وفق برمجة ينفرد بتصميمها (خبراء الموت) وتستجيب لطالبي (قيادة الكوكب) فتتيح (نشر الموت) تحقيقًا لمبدأ (الحرّية الكاذبة) التي لا يجد منها الميّتون سوى حرّيتهم في روايتهم لحكاية موتهم، فتتسع ظاهرة (الموت عن بعد) وتنتشر؛ وتنال الاعتراف الكونيّ بالقبول، وتصير نظامًا شائعًا ذا أسس فلسفية يوجّه ساسة العالم نحو توسيع (مسارات الموت) أمام الميّتين وصولا بهم إلى بناء مجتمع الميّتين!
وتستجيب مبرّرات الموت عن بعد لقيادة الكوكب؛ فقد صاغوا نظام متطلّب في (كوكب الأرض)؛ يفرز مقتضيات وحاجات تتنامى مع تنامي سكان الكوكب، ثم يفرض علينا أن نفكّر أن (نظامهم الموتيّ) نظام مشروع، ويستطيع الوفاء بالمقتضيات الفلسفيّة لقائدي العالم.
أمّا تنوّع طرق (الموت عن بُعد)؛ فقد واكبت متطلبات العصر، وتلاءمت مع التحديات التي تواجه (قادة الكوكب) في معركة وهميّة، لتأمين احتياجات مستقبليّة للتنمية الشّاملة التي تصل بالنّاس إلى الموت!
فأهلا بتعزيز (ديمقراطية الموت) في الكوكب..
وأهلا بتوسيع (فُرَص الموت) الكمّيّة والنّوعيّة أمام المحرومين منه!
وهلمّ نشارك المؤهّلين في (رسم سياسة الموت) ونشرها على مساحة الكوكب؛ لنجعل منها (سياسة جماعية) وفق احتياجات (سوق كوكبنا للموت) الآخذة بالتعقيد! فثمّة مبرّرات أخرى نفسية؛ يشعر بها (بطيئو الموت) من سوءة صورة موتهم نسبة إلى نظرائهم؛ فيلتحقوا بالموت عن بعد.. ونختم بالمبررات الجغرافية التي بسببها يساوي قياديو الكوكب في نشر (فرص الموت)؛ فيضمنوا إحضار الموت إلى راغبيه أينما وجدوا! لأن (الموت عن بعد) أحد الحلول القادرة على الوصول إلى جميع أنحاء الكوكب، استجابة لقيادة الكوكب ودعمًا له.
وأخيرًا.. فأهداف (الموت عن بُعد ( كثيرة، منها الإسهام في حل المشكلات الناجمة عن عدم قدرة الكوكب على استيعاب طالبي الموت المباشر! والإسهام في تحقيق أكبر قدر ممكن من التفاعل بين الميتين وقيادات العالم (ولو وَهْمًا) كما تتمحور طرق التّقنيات الحديثة في (الموت عن بعد) حول الميت، وتتعلق بمدى التّفاعل الذي يحصل بين الميت والبرمجة الخاصة لموته، وبينه وبين (قادة الموت) وبينه وبين (الوسائل الفلسفية لقائدي الكوكب) فنشاهد دروًا جديدًا لهم ينحو إلى توفير (فرص الموت) لمن تبقّى من ناس الكوكب الذين ينتظرون دور موتهم! مع ظهور الحاجة لتدريب الميتين، وتقديم المساعدة اللازمة لهم؛ للتّغلّب على عقبات موتهم، والتصدّي لها!