في ذكرى الاستقلال ال 78 نستذكر تاريخاً مشرف من العراقة والأصالة وسفراً من أسفار الفداء والعطاء والذود عن الأوطان بالمهج والأرواح والغالي والنفيس، فالاستقلال فخر لمن يقدرون نعمة الأوطان، وتأتي هذه المناسبة العزيزة هذا العام بالتزامن مع الوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه سلطاته الدستورية، ما يزيدها بهجة وسرورًا.
فمن يتصفح تاريخ البطولات يجد في طياته ملحمة الكفاح والنضال والإيثار؛ مقرونة بما أراده الهاشميون منذ الملك المؤسس - طيب الله ثراه ، زاخراً بالحب والانتماء والسيادة المطلقة على امتداد خارطة الوطن ، وصولاً إلى ما حققه الأردن اليوم في عهد الملك المعزز، وولي عهده الامين.
فالهاشمين اصحاب الكرامة الذين نذروا أنفسهم لمجد الأمة ، نبراساً مضيئاً للعزة والشرف ، وقدموا لهذا الوطن الكثير الكثير ، واليوم وبحمد الله وبقيادته الحكيمة تجدر الإشارة إلى تقدير العالم الغربي للأردن ، فالأردن رغم مساحته الصغيرة صنع لنفسه ثقلاً كبيراً في صناعة القرار الدولي بفضل قيادته ، وجهود القيادة الحثيثة في حفظ الاستقرار والسلام ، والمواقف المشرفة والداعمة للقضية الفلسطينية اذ يعتبر الدفاع عنها تصور نابع من عقيدة احقاق الحق ودعم الأشقاء الفلسطينيين في بناء دولتهم على أرض فلسطين .
ولا يمكننا الحديث عن الاستقلال دون الحديث عن التحديات التي يواجهها الوطن وأبرزها الاقتصادي والأمني ، فالموقع الجغرافي للأردن الذي يضعه في وسط اقليم ملتهب من الاتجاهات كافة أحد ابرز التحديات، إضافة إلى المخدرات ومحاولات ادخالها عبر الحدود ، مما زاد من العبء الامني على جيشنا وكافة الاجهزة الامنية .
وتجدر الإشارة هنا إلى الدور الوطني الذي يقوم به الجيش الأردني والأجهزة الامنية وما يقدمونه من تضحيات وعلى مدار الساعة ليبقى هذا الوطن حصناً منيعاً يصنع المجد والتاريخ ، اذ يعتبر الجيش وكافة الاجهزة الامنية قرة عين القائد ، فالجيش العربي المصطفوي والاجهزة الامنية سياجاً منيعاً يحمي الاستقلال ويصونه ويحافظ عليه،
وكان الشعب بكل فئاته سنداً للجيش والاجهزة الامنية ، وركيزة أساسية رافدة وداعمة بالحب والولاء والانتماء والعطاء الحقيقي للوطن والقيادة والجيش ، من عاملين ومتقاعدين .
الاستقلال معنى للعهد والوفاء ، وتجديد للبيعة قسماً ووعداً وفداء ،ورسالة فخر عنوانها الإجلال والإكبار لقوافل الشهداء بناة الاستقلال الذين روت دمائهم الارض ،فالأردن الأغلى يستحق الكثير ،ونحن جميعاً نشميات ونشامى هذا الوطن في خندق واحد مع القيادة الهاشمية ، ليبقى الأردن واحة للأمن والأمان وحصناً قوياً منيعاً بهمة أبناءه المخلصين ضد كل من يتربص به .