بانتخاب فضيلة المهندس مراد العضايلة مراقبا عاما لجماعة الاخوان المسلمين في الأردن، تثبت الحركة الإسلامية في الأردن ان الديمقراطية القائمة على الشورى الملزمة ، والتي تفعل مبدأ تداول السلطة،متجذرة في بنيانها، وبهذا الفوز ايضا فان من المتوقع ان تشهد الجماعة مزيدا من الحضور والحراك على ساحة الوطن، ذلك ان الرجل ليس من الذين يميلون الى العمل بالظل، فلا يستطيع احد ان يجادل بأن المهندس مراد العضايلة هو أكثر الشخصيات العامة حضورا في ميدان العمل العام في الأردن، وإذا كان هذا القول يصح على مدار السنوات، فقد كان ومازال أكثر دقة طوال شهور معركة طوفان الأقصى.وما تلاها من عدوان اسرائيلي غاشم على عموم فلسطين وعلى قطاع غزة على وجه الخصوص.
واذا كان المهندس مراد العضايلة، يعبر في العادة عن تيار عريض من الأردنيين، فقد عبر أثناء معركة طوفان الأقصى عن ضمير الغالبية الساحقة من الأردنيين، ومدى تعلقهم بقضية الأمة المركزية من خلال مواصلته للعمل على مدار الساعة، بلا كلل أو ملل متنقلا من مسيرة إلى مسيرة، ومن مهرجان إلى مهرجان، ومن تجمع إلى تجمع،مثبتا قدرة على تحريك الجماهير بجهد تعبو ي مكثف، حاثا على دعم غزة ومقاومتها، ومعها دعم كل فلسطين وأهلها، مجسدا مدى تلاحم الأردنيين مع فلسطين، وتعلقهم بالقدس تاجها وجوهرتها ، مذكرا للأردنيين ببطولات آبائهم واجدادهم وشهدائهم على ثراها دفاعا عن طهرها وبركتها، مذكرا لهم بنخوة العشائر الأردنية ليس فقط بدعم أبناء فلسطين، بل وبالانخراط الفعلي في القتال معهم ضد الهجمة الصهيونية، منذ بواكيرها الأولى. فما يساعد المهندس مراد العضايلة على الوصول إلى الناس معرفته بتاريخهم، وبتركيبتهم الاجتماعية، وبقدرته على التعبير عن مايريدون، فاذا أضفنا إلى ذلك عناده بالدفاع عن مايعتقد انه حق. أدركنا سر حضوره الدائم.وصار من حقنا بعد ان أصبح الرجل الاول في اكبر التنظيمات السياسية رسوخا وحضورا وتماسكا وعمقا في الأردن واطولها تاريخا، ان نتوقع صفحة جديدة من العمل العام الاكثر حيوية وتأثيرا.دون ان يكون ذلك على حساب العمل الدعوي والتربوي الذي يجب ان تضطلع به الجماعة.