حالة من الخشوع والتأمل تصيبني كلما وقع حادث يبين ضعف الإنسان وقلة حيلته ووقوفه أمام مقادير الله عز وجل عاحزا مستسلما.
هذه الحالة انتابتني وانا اتابع على القنوات الفضائية رحلة البحث عن طائرة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي واخوانه من كبار قادة ايران وابرزهم وأهمهم وزير الخارجية عبد الامير اللهيان الذي اعرفه جيدا على المستوى الشخصي .
فما ان اعلن عن اختفاء طائرة الرئيس الإيراني واخوانه حتى وقف العالم كله، وبكل ماوصل اليه من إمكانيات مادية ومخترعات علمية عاجزا عن مجرد تحديد مكان طائرة الرئيس واخوانه، وفقدت كل الاجهزة العلمية المتطورة قيمتها، فلم تعد الاقمار الاصطناعية قادرة على تصوير مكان طائرة الرئيس الإيراني، ولم تعد المسيرات او الطائرات قادرة على التحليق لنفس الهدف، ولم تعد سيارات الإسعاف والمجنزرات قادرة على الحركة،لتحديد مكان الرئيس واخوانه. ووقفت الجيوش واجهزة الامن مشلولة القدرة عن استخدام إمكانياتها وقدراتها، وعاد الانسان يسير على قدميه في محاولة لتحديد مكان طائرة الرئيس الإيراني.
حصل كل هذا الشلل للعالم أمام واحدة من تجليات جنود الله التي لايعلمهم الا هو اعني الضباب والأحوال الجوية. وغرق المحللين على مختلف الفضائيات في تحليل ماجرى للطائرة دون ان يقدم احدهم معلومة يقينية. وظل كل شئ ولساعات طويلة في خانة الاحتمالات، وكلها في علم الله ومشيئته.
ليست حادثة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي واخوانه هي الاولى، ولا الفريدة التي يقف فيها العالم عاجزا لساعات طويلة لمعرفة مصير شخص، ولا هي الحالة الوحيدة
التي يسعى فيها العالم كله لانقاذ حياة رجل واحد فلا يستطيع، فيقف ضعيفا مهزوما امام قدر الله وقدرته سبحانه وتعالى. التي دائما ما تكذب كل إجراءات الحماية التي يتخذها الانسان فيتحقق قوله تعالى
(أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً)
أمام هذه الحقيقة الأزلية فليس امام الإنسان إلا ان يستسلم لله طالبا رحمته،