بالإنجازات تقاس حضارات الأمم..وبالمناسبات الخالدة يحتفل الوطن.
ففي هذه الايام يحتفل وطننا الحبيب في ذكرى مناسبة خالدة خلود التاريخ..عظيمة عِظم قيادة الأردن الهاشمية..كبيرة كُبر الأردن وعزته وأنفته..
إن الاحتفال بهذه المناسبة وقفة على مشارف التاريخ الأبيض الناصع البياض للأردن ورجاله عبر التاريخ، ومراجعة للنفس بالماضي التليد..
ففي الخامس والعشرين من شهر أيار من كل عام يحتفل الأردن بمناسبة عزيزة علينا جميعاً ألا وهي عيد الاستقلال..
فتغمر هذه الذكرى المجيدة ربوع الوطن كلة بالفخر والإباء وتملأ النفوس بالبهجة والحبور، ويعيش الأردنيون أمجاده وذكرياته في أروع صورها ومعانيها..ويستعرض معها سجل تاريخه ومراحل جهاده الحافل بالتضحيات والآمال والعبر والدروس..ويرقب مسيرة الأردن وما تحقق خلالها من المكاسب والمطامح والانجازات.
ففي مثل هذا التاريخ من عام ١٩٤٦ م تنسم الأردنيون الأحرار عبق الحرية وفاضت على ثغورهم ابتسامة الفرح والسرور مع كل إشراقة نهار جديد.
هكذا هو استقلال المملكة الأردنية الهاشمية ذاك الاستقلال الذي صاغه الفارس الهاشمي الذي لبس عباءة المجد كابراً عن كابر، وحمل راية الثورة التي فجرت الأرض خصباً في زمن فقدت فيه الأرض معنى الخصب ، فكانت الثورة بداية المجد الطويل على درب الحرية والوحدة والحياة الأفضل وكانت الثورة الرائدة التي انطلقت بالذات العربية من براثن القيد إلى سماء الحرية للعيد الكرامة المسلوبة وينصر الخق المهيض وترفع راية المجد خفاقة في سماء الأردن الغالي..استقلال يعلو بالذات العربية التي كانت مسلوبة فوق الشهب..استقلال يبعث الطموح العربي ويجلو الكبرياء العربية من صدأ القهر والاستبداد فيُبدل ذاك القهر عنفوانا يهز في عطفتيه التاريخ والمجد فيعطي للأمة كامل استقلالها ويُعربُ جيشها ليكون درعها الواقي والحامي.
استقلال المملكة الأردنية الهاشمية كان علامة فارقة في تاريخ الأردن والبلاد العربية حيث كانت بمثابة الانطلاق إلى الحرية والنهضة في كافة المجالات ومنذ عهد الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين وحتى حمل الرايه الملك طلال ومن بعده الملك الباني الحسين بن طلال والذي شهدنا في عهدة إنجازات عديدة وحمل الرايه من بعده الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين وارث الشرعية التاريخية والديني والتي تستند إلى نسب الهاشميين الموصول بالرسول على افضل الصلاة وأتم التسليم والدور المميز الذي قام به بنو هاشم في الدفاع عن المقدسات الاسلاميه في كافة أنحاء البلاد العربية والإسلامية.
فمنذ الاستقلال أجريت التعديلات الدستورية التي تتناسب مع التطورات السياسية الداخليه بالرغم من التحديات التي واجهها الأردن في ذلك الوقت إلى أنه استطاع المضي في هذه الانجازات بتعزيز النهج الديمقراطي وتفعيل الحريات السياسيه وتأسيس النقابات ونشطت الصحافة في البلاد الأمر الذي زاد من الوعي السياسي عند الأردنيين ومنذ تولي الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين حفظة الله سلطاته الدستورية عام 1999شهد الأردن تطورات وانجازات سياسيه نابعه من النهج الديمقراطي الذي سارت عليه الحكومات الأردنية المتعاقبه بتوجيه من الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم أبرزها تأسيس هيئة مستقله للإشراف على الانتخابات وادارتها واعاده النظر بالقوانين الناظمة للعمل النيابي مثل قوانين الانتخابات والاحزاب السياسية والاجتماعات العامة والمطبوعات واصدار قانون الامركزية والكثير من القوانين التي ترتقي بالدوله الأردنية وتصب لمصلحة الوطن في كافة الاصعدة.
وكان ولا زال الأردن وقيادته داعما للقضية الفلسطينية وحقهم في العودة إلى ارضهم واقامه الدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والمساعدات التي قدمت للاشقاء الفلسطينيين بتوجيهات من سبدي حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده سمو الأمير حسين والتي سبقت كافة الدول بهذا العمل الانساني بالوقت الذي غابت فيه الإنسانية عن الدول التي تغنت به.
في هذه الذكرى، ينبغي علينا جميعًا السعي الحثيث للمحافظة على هذا الوطن الحبيب إلى قلوبنا، فنصون العيش المشترك بين جميع أبنائه بمختلف طوائفهم، ونغلب الانتماء الوطني لدينا، ونجعله فوق كل اعتبار أو انتماء آخر.
أدام الله على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان، ودوام التقدم والازدهار، وكل عام والوطن وقائد الوطن والشعب بألف ألف خير. لا كلمات ولا شعر ولا خطابة توفي بلدنا فرحتنا بحريته، بالشموع والورود شوارعنا تزينت للتعبير عن فرحتنا بك يا عيد استقلال بلدي الحبيب. اللهم احفظ هذا البلد وشعبه من كل شر ومن كل سوء. إننا نفاخر الدنيا بأسرها بذكرى الاستقلال غرة أعيادنا، هنيئًا لنا يا وطني بك، وهنيئًا لك بأبنائك أصحاب الهامات العالية التي ما انحنت إلّا لبارئها، وكل عام والوطن وسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده سمو الأمير حسين واجهزتنا الأمنية وجيشنا العربي المصطفوى درع الوطن وسياجه ومحط ثقة قائدنا المفدى وشعبنا بألف ألف خير..