مدار الساعة - أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن وسفارة اليابان اليوم مبادرة ريادية في فرع اتحاد المرأة الأردنية في محافظة المفرق. حيث يهدف المشروع إلى تعزيز الحماية الاجتماعية وإمكانية الوصول إلى العدالة للاجئين السوريين المستضعفين، ومواصلة دعم اللاجئين بعد مرور ثلاثة عشر عاماً على بدء الأزمة. هذه المبادرة تمت بالتعاون مع وزارة الصحة والمركز الوطني للعناية بصحة المرأة ومجلس اعتماد المؤسسات الصحية واتحاد المرأة الأردنية للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المرتبطة بالمساواة بين الجنسين والصحة.
تعتبر المساحات الآمنة للنساء والفتيات عنصراً أساسياً في هذا المشروع، حيث يتم فيها تقديم إدارة الحالات المتخصصة وخدمات الدعم النفسي الاجتماعي والأنشطة الترفيهية التي تم تصميمها خصيصاً للنساء والفتيات. وتوفر هذه المساحات خدمات سرية وآمنة وتسهل الوصول إلى خدمات الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقد تم تصميم المبادرة بحيث تضمن إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة وخاصة من النساء والفتيات ويعتبر هذا التوجه حجر الزاوية في هذه المبادرة.
يدعم المشروع توفير خدمات الصحة الجنسية والإنجابية الشاملة وعالية الجودة من خلال برنامج المراكز الصحية الصديقة للمرأة، والذي يحدد المراكز الصحية التي تحقق شروط الاعتراف بها كمراكز صديقة للمرأة. ويركز هذا البرنامج على دمج خدمات الصحة الجنسية والإنجابية مع الاستجابات للعنف القائم على النوع الاجتماعي، مما يضمن اتباع نهج شامل لرعاية المستفيدات. ويشجع البرنامج على اتباع أفضل الممارسات في هذا المجال وعلى اتباع نهج التحسين المستمر ويضمن حصول الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي على الدعم اللازم من خدمات الصحة الجنسية والإنجابية. هذا التكامل لا يعزز جودة وإمكانية الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية فحسب، بل يعزز أيضاً استجابة النظام الصحي للعنف القائم على النوع الاجتماعي، مما يخلق بيئة أكثر أماناً ودعماً لجميع الأفراد.
كما يتضمن المشروع برنامجاً للتواصل المجتمعي، من خلال متطوعين ميدانيين يعملون على تعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي والخدمات المتاحة، إلى جانب استراتيجية تشجيع مشاركة الذكور التي تعزز المساواة بين الجنسين. هذا ويركز البرنامج بشكل خاص على اليافعات والشباب، ويقدم خدمات مستهدفة ومناسبة للعمر لمعالجة قضايا مثل الزواج المبكر والزواج القسري وزواج الأطفال.
صرح حِمْيَر عبد المغني، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن، قائلاً: "نحن فخورون بإطلاق هذا المشروع المهم الذي لا يعالج الاحتياجات الآنية فقط، بل يعمل أيضاً على تعزيز القدرة على الصمود وتمكين اللاجئين السوريين على المدى الطويل، خاصة النساء والفتيات." وأضاف: "من خلال الدعم السخي من حكومة وشعب اليابان ومن خلال شراكاتنا الاستراتيجية وتقديم الخدمات المتكاملة، نحن ملتزمون بتعزيز كرامة ورفاه الفئات الأكثر ضعفاً."
بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي وتقديم الخدمات المباشرة، يهدف المشروع إلى بناء قدرات مقدمي الخدمات من خلال التدريب والدعم المستمرين، وضمان رعاية عالية الجودة تركز على الناجين.
من جهته، أكد السيد أوكوياما جيرو، سفير اليابان لدى الأردن، على الطبيعة التعاونية لهذا الدعم، قائلاً: "يدعم هذا المشروع الممول من اليابان جهود صندوق الأمم المتحدة للسكان لتحسين صحة ورفاهية اللاجئات السوريات في محافظة المفرق، وهي منطقة حيوية بسبب قربها من الحدود السورية واستضافة المحافظة لمخيم الزعتري للاجئين”. وأضاف: "من خلال إعطاء الأولوية لسلامة اللاجئين وكرامتهم ورفاههم، وهو أمر أساسي لمفهوم "الأمن البشري"، التي هي ركيزة أساسية للسياسة الخارجية لليابان، آمل أن نتمكن من إنشاء مسار مستدام يعالج التحديات الحالية ويبني القدرة على الصمود في مجتمع اللاجئين ضد الأزمات المستقبلية."
تهدف أنشطة المشروع إلى خلق بيئة داعمة تشجع اللاجئين على البحث عن الخدمات الصحية الحيوية والاستفادة منها، مما سينعكس إيجاباً على صحة الأفراد ورفاههم ويعزز الصحة العامة واستقرار المجتمع المضيف بشكل عام.