عندما تتواتر الكتابات التي تدّعي المهنيّة والتقصّي، وهي بعيدة جداً عن تلكم المهنيّة، لتلقي بتهم التخوين في وجوهنا، وتتوسل بمعلومات تخلط فيها الصحيح بالمختلق؛ كما فعلت إحداهن قبل فترة وجيزة، وكانت قبلها قد اتهمت مؤسستنا العسكرية بتهم باطلة و افتراءات لا أساس لها من الصحة عندما مارس الأردن سيادته على أجوائه، و يُكمل أحدهم حلقة تزوير الحقائق و لي عنق الحقيقة في صحيفة خارج الوطن باختلاق مواجهة فيما بين السلطة السياسية والأمنيّة والعشائرية فيما يخص العدوان على أهلنا في غزّة ؛ متكئاً على حالات فرديّة بعضها يأتي في سياق حملات انتخابيّة بقصد حشد التأييد في سباق انتخابي انطلقت صفارته قبل فترة وجيزة، و هو بالمناسبة عنوان قوة للدولة الأردنيّة، وأخرى صدرت عن شخصيّة تعاني انفصاماً مزمناً في الشخصية بعد أن خرجت من الخدمة، ثم يأتي قيادي في إحدى التنظيمات ليحرّض الأردنيين للنزول إلى الشارع قبل بضعة أيام، وكي يبعد عنه شبهة التحريض قام بدعوة جماهير في بلدين عربيين آخرين ممانعين، هو يعلم أنها لن تخرج فيهما، وهي ليست المرة الأولى التي تدعو فيها قيادات تابعة لهذا الفصيل للشعب الأردني للنزول إلى الشارع مع أنهم يعلمون علم اليقين أن الغالبية المطلقة من هذا الشعب، الذي يريدون ممارسة الوصاية عليه، يتحد في شعوره مع أهلنا في غزّة تشاركهم في ذلك الدولة الأردنية التي تقدمت على غيرها موقفاً سياسياً وإغاثياً!

إذا ما تم ضم هذه الكتابات والدعوات إلى ورود أنباء حول تهريب أسلحة متنوعة لخلايا داخل الأردن تتبع إحدى الجماعات، عندها يتضح لكل ذي لب مدى خطورة المخطط الذي يستهدف أمن الأردن واستقراره وهو مخطط قديم تجدد مع العدوان على أهلنا في غزّة ؛ إذ يبدو أن استقرار الأردن لا يروق لبعض الأطراف الإقليمية والداخلية فوجدوا ضالتهم في تحريك إحدى الجماعات ومن شاكلها في الهدف في الأردن لتنفيذ المخطط عبر خطين متوازيين؛ تحريك الشارع من جهة وتأليبه على الدولة وتخوينها من جهة أخرى!

لكن هم لا يعون أن الأردن فوق هذه الشبهات و الافتراءات عند شعبه، وأن الأردن عصي، كما في غيرها من المرات، على الاختراق، قوي بشعبه و مؤسساته وقيادته، وليس دولة هشّة وضعيفة، يتمتع شعبه بوعي كبير يحول دون تنفيذ هؤلاء لمخططاتهم التي تتبدل و تتلون في كل مرة!