في القمة العربية الثالثة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية، التي انعقدت في المنامة، المملكة البحرينية، ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم كلمة تحمل في طياتها رسالة قوية وواضحة تجاه الأزمة الإنسانية الخانقة في غزة وضرورة التحرك السريع لإنهاء الصراع وتحقيق السلام في المنطقة.
في كلمته، ألقى جلالته الضوء على الأوضاع المأساوية التي يواجهها الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرًا إلى التدمير الواسع الذي طال المنطقة والذي سيترك آثارًا كبيرة في الأجيال القادمة. وأشار إلى أن استعادة استقرار غزة ستتطلب جهودًا طويلة ودعمًا دوليًا مستمرًا.
وفي هذا السياق، دعا جلالته المجتمع الدولي بأسره إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية والعمل بشكل فعّال لوضع حد للصراع الطويل في المنطقة، مؤكدًا أن السلام والاستقرار لن يتحققان دون التزام جاد من جميع الأطراف.
اما الأزمة الإنسانية في قطاع غزة فعبر جلالته انها من بين أكثر الأزمات تعقيدًا وحساسية في العالم، حيث يعيش سكان القطاع تحت الحصار والمعاناة اليومية نتيجة للصراع الدائر منذ سنوات عديدة. وفي هذا السياق، يعد التعاون الدولي في إيصال المساعدات إلى أهل غزة أمرًا ضروريًا وملحًا لتخفيف معاناتهم ودعمهم في مواجهة التحديات الإنسانية العصيبة التي يواجهونها.
فالجهود الإنسانية الموحدة تحتاج إلى تعاون دولي واسع النطاق، حيث يتعين على الأشقاء العرب والشركاء الدوليين الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم اللازم لهم. وتشمل هذه الجهود إيصال المساعدات الطبية والغذائية الضرورية، وتوفير الخدمات الأساسية مثل الماء والصرف الصحي والكهرباء، بالإضافة إلى إعادة إعمار البنية التحتية المتضررة.
وشدد جلالته انه من المهم أيضًا توفير الدعم المالي للمنظمات الإنسانية والوكالات الدولية المعنية بتقديم المساعدات، لتمكينها من تنفيذ برامجها ومشاريعها في غزة بشكل فعّال ومستدام. ويجب أن يكون هذا التعاون مبنيًا على مبادئ الشراكة والتنسيق الفعّال بين الدول والمنظمات المعنية، بهدف تحقيق أقصى قدر من الفعالية والتأثير الإيجابي في تحسين أوضاع السكان في غزة.
بالإضافة إلى ذلك، يتطلب التعاون الدولي في هذا السياق دعم الجهود الرامية إلى تحقيق حلول سياسية شاملة ودائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتي تضمن العدالة والسلام للشعب الفلسطيني والاستقرار في المنطقة بأسرها.
بالتالي، فإن التعاون الدولي في إيصال المساعدات إلى أهل غزة ليس مجرد واجب إنساني، بل هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق المجتمع الدولي بأسره، ويتطلب التعاون المستمر والتنسيق الفعّال لتحقيق النتائج المرجوة وتحسين حياة السكان في هذه القطاع المحاصر.
وأكد جلالته التزام الأردن بحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودعم حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، واصطفاف الأردن إلى جانب الشعب الفلسطيني في مساره نحو تحقيق حقوقه المشروعة والعادلة.
وفي الختام، أشار جلالته إلى أهمية تكثيف الجهود الدولية لضمان عدم فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة وتحقيق الاستقرار في المنطقة، مؤكدًا على ضرورة وقف التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والعمل على تحقيق العدالة والسلام للشعب الفلسطيني والمنطقة بأسرها.
بهذه الدعوة الصادقة والملتزمة، يضع جلالة الملك عبدالله الثاني العالم أمام مسؤولياته التاريخية، داعيًا إياه إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية لإنهاء الصراع الطويل وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
عاش الوطن عاش الملك