مدار الساعة - كتب: هادي القلاب -
دائما ما كانت منطقة العالوك محطة للمتنزهين ومتنفساً يفتح ذراعيه لكل من يبحث عن الطبيعة وجمالها، حيث تسوقك الطريق من حيث شاء قلبك إلى العالوك فما إن توجهت غرباً من محافظة الزرقاء حتى تطل عليك أشجار البلوط التي تتسيد التلال وتتحول بلحظة سينمائية من مشاهدة المكعبات الأسمنتية الصامتة، إلى لوحة جميلة خضراء تسر الناظرين، وهناك طريق آخر يسوق الباحثين عن الطبيعة والهدوء من ضجيج العاصمة عمان عبر شارع الأردن، لينتقل بك المشهد إلى اطلالة ساحرة ساقت الكثير من الأخوة في عمان ليستقروا في منطقة العالوك من خلال المزارع والبيوت المنتشرة في تلك المنطقة، كما أن لهذه المنطقة منفذاً لمحافظة المفرق، وتقف تلالها لتكون حاضرة على مشارف المدينة الأثرية في محافظة جرش. كل ما سبق ذكره هو شرح لجغرافية المنطقة وأهميتها التاريخية والسياحية، والتي تشكلت جبالها ووديانها، لتحتضن أشجار البلوط النادرة والمعمّرة والتي ضربت في الأرض جذورها، وفي سماء العالوك كان حضروها قبل مئات السنين.
وبين هذا وذاك كان لا بد من الإشارة إلى ما تتعرض له أشجار البلوط المعمرة من اعتداءات متكررة من قبل مريضي الأنفس والذين جاروا بمناشيرهم وفؤوسهم على أشجار البلوط، وكرروا فعلتهم أثناء الليل وفي وضح النهار، ودائما ما تكون وزارة الزراعة حاضرة بكوادرها لتقوم بعد كل اعتداء لتحصي الأضرار وتتناسا دورها الأساسي والمنوط بها للمحافظة على هذه الثروة النادرة والتي أصبحت ملاذا لكل تجار حطب المواقد.
والأصعب من تلك الاعتداءات ما نشهده كل عام في فصل الصيف من حرائق متكرره تأكل الأخضر واليابس ولا تترك خلفها سوى الرماد.
وبعد هذا كله، وجب علي أن أخاطب وزير الداخلية، ووزير الزراعة، وجب علي أن أكتب لكما نيابة عن أشجار البلوط المعمرة، أكتب لأناشدكما بأن يكون هناك تفعيل حقيقي للمركز الزراعي وشرطة البيئة في المنطقة من خلال تكثيف الدوريات بمراقبة وحماية المناطق الحرجية من الأعتداءات المتكررة، وتخصيص محطة دفاع مدني ميدانية خلال فصل الصيف لتنقض ما يمكن انقاضه من تلك الحرائق المتكررة.