أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ربيحات يكتب: 'اردن يا بلدي.. ويا ضوع الحروف على فمي'


د. صبري ربيحات
وزير أردني سابق وكاتب

ربيحات يكتب: 'اردن يا بلدي.. ويا ضوع الحروف على فمي'

د. صبري ربيحات
د. صبري ربيحات
وزير أردني سابق وكاتب
مدار الساعة ـ
للعرب ايام بعضها لهم واخرى عليهم، بعض هذه الايام ملأت صدورهم بالنشوة والفخر والنصر والنجاح والاخرى اتعبت قلوبهم فاستولى عليها الخوف والحسرة والقهر والذهل والحزن...
في كل الظروف ومع كل الاحداث يبقى الشعر العربي حاضرا وشاهدا يرسم الصور التي تخلد اللحظات ويضعها في الاطار الزمني بعد ان ينسجها في ابيات ويسكبها في قوالب تمكن الجميع من تناقلها بسلاسة وتيسر للاجيال تذكرها و استرجاعها وتداولها .
الشعر العربي كان ديواننا الذي استوعب صمتنا وضجيجنا وعبر عن خبراتنا وقيمنا ومداولاتنا ورسم صورة ايامنا كأمة وبقي السجل الذي نعود اليه كلما أردنا ان نطل على حقبة من زمننا الغابر او مشهدا من تاريخنا الغني فقد كان ولا يزال احد اعذب وايسر وافصح ما انتجته الامة من فنون.
على مدى زمن وجودنا كان الشعر ولا يزال سيد الفنون واكثرها قدرة على تصوير المواقف والاحداث وتجسيدها في رواية بين الكلمة والروح ، رواية تملك من عناصر الترابط والوحدة والجمال ما يمكنها من التدحرج عبر الزمن والدوام لالاف السنين .
للعرب وسيلتان للتعبير عن مشاعرهم تتمثل الأولى بتقديم الطعام والهدايا والعطايا والمنح او حجب هذه الأشياء عنك و تقوم الثانية على الاسترسال في المدح والغزل والتشبيب والوجد اذا كان الشاعر في مزاج ايجابي او ان ينهال على المخاطب او المقصود بالهجاء والتعالي والوعيد .
في الشعر ومن خلاله يمكن ان تتعرف على الخيبات والخذلان والنكبات والهزائم ويمكن ان ترى وتتعرف على لحظات الحب والفخر والامتنان والحنين
الشعر وعاء نسكب فيه اثار الغضب والحزن والكراهية والحسد والغيرة ونصنع منه قلائد النصر وجواهر الحب وتيجان الزهو والفخر والعنفوان..
لقد نجح حبيب الزيودي ايما نجاح في ان يستل من تراثنا الصور والايام والاحداث الجميلة وينسجها في شعر اذاب في ارواحنا الكثير من الفخر والحب والزهو والجمال بالرغم ان الكثيرين من ابناء هذا الجيل لا يعرفون بدقة معاني المفردات المستخدمة في الشعر الا انهم استسلموا لللحن والايقاع..
بالامس احتفلت الجامعة الأردنية وأمانة عمان بالإعلان عن جوائز المسابقة الشعرية السنوية للشبان العرب التي اطلقتها امانة عمان بالتعاون مع الجامعة الأردنية قبل اعوام وحملت اسم الراحل الشاعر حبيب الزيودي الذي عمل مديرا لبيت الشعر ومستشار ثقافية لرئيس الجامعة قبل رحيله.
الجائزة التي كرمت عددا كبير ممن فازوا تحمل قيمة ودلالات تحفيزية وتؤشر على قيمة الشعر واهميته في رسم وتوضيح ملامح الهوية وابعاد خصوصيتها ودورها في صناعة العقل والروح المشتركة والوجدان لكل من يقعوا في إطار جنسيتها الثقافية .
الأدوات الفنية الشعرية التي امتلكها حبيب جعلت منه ملهما لعشاق الغناء وصنعت من كل قصيدة اهزوجة ومن كل بيت شعر كوبليه غنائي يولد فينا سماعه طاقة تدفعنا للتوحد مع كل من حولنا.
صحيح ان فضائنا يعج بالمواهب الشعرية والغنائية وكني لا اظن ان بيننا اليوم من هو على شاكلة حبيب في طرق المفردات ونسجها ونظمها وسكبها الحانا في قلوبنا كما فعل..
الرحمة لروح حبيب والشكر للجامعة آلام ورئيسيها الرزين نذير عبيدات والشاعر المبدع الاستاذ الدكتور اسماعيل السعودي الذي رأس لجان التحكيم كما يذهب الشكر لامانة عمان ممثلة بإمكانها معالي يوسف الشواربة والى نائبه المهندس حاتم الهملان والشكر الخاص الى المثقف والكاتب الصحفي الاستاذ عبدالهادي راجي المجالي وكل كوادر الجائزة ولجانها ولا أنسى الاعلامية المتألقة الأستاذة نسرين ابو صالحة التي قدمت فقرات الاحتفال ....
مدار الساعة ـ