تواجد الأردن في القمة العربية المنعقدة في العاصمة البحرينية المنامة متوج بشعار واحد لا غير له «فلسطين اولا» والتحشيد للضغط باتجاه وقف عدوان غزة وتكوين موقف عربي مشترك رافض لمحاولات الاحتلال بتقويض عملية السلام العادلة والحيلولة دون المضي بحل إقامة الدولتين، فهل نجحت دبلوماسيتنا فيما تريد وحشدت له ؟.
الجهود التي بذلت من قبل الدبلوماسية الأردنية خلال الشهور الماضية التي قادها جلالة الملك نجحت بتهيئة البنية التحتية وتعبيد الطريق أمام موقف عربي موحد لا خلاف فيه ولا عليه شهدناه بالأمس في الاجتماعات التشاورية لوزراء الخارجية العرب، فمنذ أن أعلن عن إقامة القمة العربية والتنسيق الأردني مع الأشقاء العرب لم يتوقف لحشد موقف واضح وموحد ضاغط على القيادات الغربية والأمريكية والرأي العام العالمي لوقف غطرسة الاحتلال ووقف عدوانه في عموم فلسطين.
جلالة الملك استبق انعقاد القمة بلقاءات عقدها في واشنطن ودول أوروبية جمعته مع الإدارة الأمريكية ممثلة بالرئيس جو بايدن وقيادات الكونغرس الأمريكي نوابا وشيوخا واستطاع خلالها تغير مسار الإدارة الأمريكية تجاه دعم الاحتلال بشكل لافت وملموس انعكست على تصريحات الرئيس الأمريكي الرافضة لاجتياح رفح والمهددة بوقف تسليح قوات الاحتلال بالإضافة إلى تغيير مزاج الرأي العام الغربي والأمريكي بشكل عام جراء التصريحات الجريئة والمقنعة من قبل جلالة الملك وجلالة الملكة.
الأردن ومنذ اليوم الأول لم يتوقف قيد أنملة عن فك الحصار على الشعب الفلسطيني تزامنا مع جهود جبارة قادتها الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك وبجهود من المايسترو ايمن الصفدي لتكوين رأي عام عالمي ودولي وعربي ضاغط ورافض لكافة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وافعاله الاحادية الرامية الى تهجير الفلسطينيين وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة وتقويض حلمهم بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
القمة العربية ستعقد هذه المرة بظروف استثنائية ولربما تكون الأكثر تعقيدا منذ عقود جراء ما يحدث من عدوان على غزة والتداعيات الاقتصادية والسياسية في الإقليم، فالقمة هذه المرة ستكون أكثر اتفاقا على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والأهم التضافر العربي والتعاون في مواجهة التحديات الجوسياسية التي تهدد المنطقة والعالم أجمع، ومن هنا فالامال العربية المعقودة على نتائج هذه القمة كبيرة.
خلاصة القول، الأردن وفلسطين مصير واحد وشعب واحد وهم واحد وآمال واحدة، ولهذا لم ولن تتخلى عن فلسطين وسنجعلها عنواننا وعنوان عروبتنا وقوميتنا ومهما كلفنا الثمن، وهذا ما يقوله جلالة الملك دائما وفي كل لقاءاته واجتماعاته وخطاباته ومواقفه المترجمة بالافعال، وبهذا ايضا تطير دبلوماسية الى كل العالم لتقول فلسطين بالنسبة للأردنيين اولا.