مدار الساعة - انطلقت في عمّان، اليوم الأحد، النسخة الأولى من مؤتمر الحوار الاستراتيجي بين اليابان والشرق الأوسط، والتي ينظمها مركز الدراسات الاستراتيجية مع مركز البحوث المتقدمة في جامعة طوكيو.
ويهدف المؤتمر الذي تحتضنته الجامعة الأردنية على مدار يومي 12 و13 أيار، إلى التركيز على مستقبل العلاقات اليابانية مع دول المنطقة في مجالات التكامل الاقتصادي والإقليمي ونقل التكنولوجيا والتنمية فضلا عن بناء السياسات الأمنية.
وجاءت هذه الفعالية الهامة في ظل ما يشهده العالم من تغير جذري وتهديدات كبرى، وسط حالة التنافس المحموم الذي يشهده النظام الدولي.
واختيرت العاصمة الأردنية عمّان لإقامة المؤتمر نظرا لأهمية الأردن في المشهد الجيوسياسي والدولي وعلاقاته الرزينة مع دول الإقليم الفاعلة والدول العالمية ذات الثقل السياسي والاقتصادي.
وشكل الأردن محورا لتلاقي الارادات السياسية والاقتصادية بحكم علاقاته الواسعة والممتدة وخبراته الواسعة في المجالين الأمني والسياسي.
يذكر أن العلاقات الأردنية اليابانية تسير من عام ١٩٥٤ بخطى ثابتة ومتقدمة ومتوازنة، ليس بحكم استقرار النظام السياسي في البلدين وحسب، بل بحكم الرزانة السياسية التي تشكل القاعدة الرئيسية في علاقتهما مع قضايا الإقليم والمنطقة، وبحكم الجيرة السياسية التي تفرض على البلدين اشتباكات من نوع خاص، ففي شرق اسيا تصاعدت التوترات في بحر الصين الجنوبي بسبب السلوك الصيني الذي زادت حدته تهديدات سيادة الدول الجارة، ومع زيادة المخاوف في الشرق الأوسط التي باتت تهدد وتتحدى سلطات الدولة الوطنية مما يشكل تهديدا لليابان والأردن على حدا سواء.
وعليه اصبح تعزيز السلام في الشرق الأوسط يصب في مصلحة طوكيو وعمان فاليابان تخشى من تحويل القوات العسكرية الامريكية بعيدا عن شرق آسيا والأردن واليابان يخشيان من تزايد الهجمات على السفن في البحر الأحمر.
ويضم المؤتمر في جلساته الممتدة على مدار يومين، نخبةً من الخبراء من جميع أنحاء الشرق الأوسط واليابان، بهدف دعم السلام والاستقرار عبر تعزيز الشراكة اليابانية الشرق أوسطية.
وتداول المشاركون التهديد الذي يشكله التطرف والإرهاب على المصالح اليابانية في الشرق الأوسط، في ظل تأثيره الكبير على سلوك الفواعل من دون الدول، واستقرار المنطقة.
وناقش المؤتمر الاستثمارات اليابانية الكبيرة في قطاع ريادة الأعمال المتنامي في الشرق الأوسط، مع التركيز على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن استثماراتها الواعدة في البنية التحتية للطاقة في المنطقة، حيث اسهمت في التحول من إنتاج النفط والغاز نحو الطاقة المتجددة، سواء عبر شراكتها المتميزة مع الأردن، أو مع دول الخليج.