الانقلاب الواضح الذي بدأ يظهر على تصريحات الادارة الامريكية تجاة «العدوان الإسرائيلي» على غزة لم يأت من فراغ، فالزيارة الملكية الاخيرة قلبت الطاولة وغيرت مسارات البيت الابيض الداعمة للكيان بحربه غير الانسانية التي تجاوزت كل حدود القوانين الدولية، فما الذي تغير بعد «الهجمة المرتدة » التي قادها الملك بوقت حاسم للمنطقة والعالم؟.
ان يخرج «الرئيس الامريكي» جو بايدن ولاول مرة معترفا بان القنابل التي ترسلها الولايات المتحدة تستخدم في قتل المدنيين الأبرياء في غزة ويهدد بعدم ارسال الاسلحة الى دولة الاحتلال اذا نفذت تهديداتها باجتياح رفح وان يتغير المزاج السياسي بكافة ارجاء واروقة (البيت الابيض ومجلسي الشيوخ والنواب الامريكي) بعد ساعات قليلة من لقاء «جلالة الملك» معهم فهذا دليل نجاح الأردن بقيادته في تحويل جذري لمسار العدوان ووقفه قريبا.
نجاح الملك بتغيير مزاج «الادارة الامريكية» واستراتيجيتها في هذا العدوان يعني وبالتأكيد اننا بتنا على مسافة قصيرة وشبه صفرية من قرب انتهاء العدوان ونجاح الهدنة التي يتفاوض عليها الجميع حاليا في القاهرة، ما يعني ان الملك بهذه الزيارة الاخيرة قد عبّد الطريق امام المفاوضين بالضغط على قيادات الاحتلال واجبارهم على تقديم التنازلات بعد ان بدأ الضغط عليهم من اقرب حلفائه وداعميه في هذا العدوان الغاشم.
الأردن قيادة وشعبا عملوا منذ اليوم الاول للعدوان على نصرة «الشعب الفلسطيني"وكما العادة واختاروا ان يكونوا لجانبه في السراء والضراء كما العادة ومنذ العام 1948 وحتى يومنا هذا، متخذا قرارا بان ينصرهم ظالمين او مظلومين وان يبقوا بجوارهم بكل الامكانيات المتاحة والممكنة لهم فقطعنا العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال وطردنا سفيرها واوقفنا كل المعاهدات بيننا وبينهم باستثناء ما يخدم الفلسطينيين انفسهم.
لست هنا في مكان الدفاع عن موقف الأردن"قيادة وشعبا» لانني ببساطة حالي من حال كل الأردنيين الذين لم ولن يتلفتوا الى الوراء وللمشككين والمزاودين، فدورنا في هذا العدوان لايقل عن دور اي فلسطيني مازل يقاوم على ارضها صمودا وقوة، ولعل الجميع يشهد على فعلنا رغم كل الضغوط التي تمارس علينا فبقينا في صف العروبة دفاعا عن القدس اولا وثم كل فلسطين.
بالمختصر، الأردن هو الوحيد الذي التقى العالم كله لاجل الفلسطينيين والدفاع عنهم واظهار حقيقة الاحتلال وما يقوم به من جرائم، وهو الوحيد الذي هز جدران البيت الابيض مرتين باقل من 100يوم «بصوت الحق» وصوت الفلسطينيين، وكما انه الوحيد الذي غير مسار الدعم الغربي والامريكي للكيان في عدوانه، ويسحب في كل يوم البساط من تحته ويقلب الطاولة على مخططاته باوقات حاسمة ولهذا ستجدون «قيادات الاحتلال» ستستنفر ضد الأردن وقيادته في قادم الايام بالشائعات والفتن وزعزة استقرار الأردن، ولهذا احذروا منهم ومن كيدهم.