الوصف الذي أطلقه رئيس بعثة صندوق النقد الدولي للأردن رون فان رودن على "الاقتصاد الكلي الأردني" وتصويره كقصة نجاح نالت اعجاب كثير من دول العالم تؤكد على امرين مهمين ، الاول باننا نسير بالاتجاه الصحيح بالمسارين "المالي والنقدي" وتنفيذ الاصلاحات الهيكلية التي تم وضعها من قبل الحكومة ، والثاني عمق الاقتصاد الوطني ومرونته بمواجهة الازمات .
بعثة الصندوق التي تزور الأردن لاجراء مراجعتها الدورية مع الحكومة تتفاجأ في كل مرة بقدرة اقتصادنا على مواجهة التحديات والازمات والصمود امامها واخرها تداعيات العدوان على غزة وما رافقها من تهديدات لسلاسل التوريد وارتفاع الاسعار والتضخم وارتفاع النفط وتراجع السياحة وغيرها من التداعيات الخطيرة التي تهدد ومازالت تهدد مختلف الاقتصاديات في المنطقة والعالم .
خلال الساعات القليلة القادمة ستعلن " بعثة الصندوق " عن نجاح المراجعة بعد تأكدها من استمرار الحكومة بالسير والمضي بتنفيذ الاصلاحات الهيكلية التي بدأتها منذ خمسة اعوام وتم وضع اهدافها محليا من غير اي "شروط و املاءات"واعتمدنا بتنفيذها على مكافحة التهرب الضريبي ومحاربة الفساد وضبط الانفاق وخطط التعافي الاقتصادي ودفع "عجلة النمو"بجذب الاستثمارات وزيادة الصادرات وتخفيف المستوردات وتشجيع الانتاج والتشغيل وجذب السياحة .
الأردن وبفضل الكثير من الاجراءات استطاع المحافظة على الاستقرار"المالي والنقدي" والفضل بذلك يعود الى الادارة الحصيفة لكل من "وزارة المالية" التي يقودها الدكتور محمد العسعس و "البنك المركزي" بقيادة الدكتور عادل شركس والعاملين في كلا الجهتين ، فالحفاظ على هذين الاستقرارين وبهذا الشكل خاصة بمثل هذه الظروف والتحديات التي واجهها اقتصادنا تعتبر اعجوبة من العجائب الاقتصادية .
وبفضل الالتزام بهذه الاصلاحات الهيكلية استطعنا رفع الايرادات الحكومية دون فرض اي ضرائب ولمدة اربع سنوات متتالية مستعيضين عنها بمواجهة التهرب الضريبي والتهريب ومحاربة الفساد وضبط الانفاق في مختلف الاصعدة وهذا ما انعكس على الطبقتين الفقيرة والمتوسطة بشكل ايجابي.
اقتصادنا استطاع ايضا ان يحقق معدلات نمو مستقرة في ضوء ارتفاع التوترات والاحداث الجيوسياسية في العالم والاقليم وبقي محافظا على نسب نمو تتراوح من 2.5- 3% ، وكما تمكن من تحقيق ارقام قياسية على مختلف الاصعدة ليسجل احتياطي اجنبي تجاوز 19 مليار دولار وانخفاض معدل التضخم لـ 1.9% وخفض عجز الحساب الجاري ليصل لـ 3.5 % من الناتج المحلي الإجمالي وزيادة الدخل السياحي بنسبة 27.4 % والبطالة الى 22% ، مستمرا بالحفاظ على قوة الدينار وقوة الجهاز المصرفي .
بالمختصر ، ان يشيد الهولندي رئيس بعثة صندوق النقد للادن رون فان رودن وهو معروف عنه انه اشد واكثر مفاوضي الصندوق شراسة وتدقيق بالاقتصاد الأردني ويتغنى به ويصوره على انه من افضل قصص النجاح في العالم فهذا دليل ورسالة مهمة للأردنيين على ان الحكومة وفريقها يسيرون باقتصادهم في الاتجاه الصحيح وكذلك رسالة مهمة وطمأنينة للمستثمرين الحاليين في المملكة وخارجها على البيئة الاستثمارية في الأردن .