انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

محمد جودة يكتب والمهندس رائد الصعوب والذكاء الصناعي يحللان


محمد جودة
كاتب أردني مقيم في إيطاليا

محمد جودة يكتب والمهندس رائد الصعوب والذكاء الصناعي يحللان

محمد جودة
كاتب أردني مقيم في إيطاليا
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/07 الساعة 14:12
نحو شوارع آمنة للمشاة: بين تحديات البنية التحتية وآمال بروفسور محمد الفرجات
يكتب الدكتور محمد جودة عن تجربته الأخيرة، التي لخصت التحديات التي تواجه العديد من سكان الأحياء السكنية في السير بأمان، خصوصًا مع غياب الأرصفة المخصصة للمشاة وتدهور حالة الشوارع. يرى جودة أن المسألة تعود إلى غياب التنسيق بين الهيئات المسؤولة، ما أسفر عن وضع أرصفة غير مستوية، طرق مليئة بالحفر، ونفايات متناثرة هنا وهناك. ويضيف:

> "الصيدلية قريبة، أعود لأتكلم عن المشي ورياضة المشي وأقتبس من أمنيات بروفسور محمد الفرجات بأن يمشي الجميع في أي مكان آمن، لما للمشي من فوائد جمة تعود على الجميع بالمنافع والتي لن أعود لذكرها هنا لأنها مذكورة في مقالي السابق عن رياضة المشي، وخاصة الـ 'نورديك واكينج - المشي الشمالي'.

> منذ أسبوع، لدي ضيفان من إيطاليا، صديقي طبيب العائلة وزوجته، لأن في إيطاليا، حتى لو كنت طبيبًا، يجب أن يكون لديك طبيب عائلة، وهذا هو النظام المتبع. لاحظ صديقي أنني لم أعد أمشي كما كنت أفعل كل يوم في إيطاليا، وغضب لذلك، وقال لي أريد أن أمشي أنا أيضًا، فلنذهب للصيدلية القريبة في سوق الحي الذي أقيم به سيرًا على الأقدام فالصيدلية قريبة، ولا داعي للذهاب بالسيارة.

> وافقت على مضض، ورأيت زوجته تستعد للذهاب معنا لتحريك أرجلها وكأننا ذاهبون إلى نزهة، فأصابتني غصة في المعدة، فليس لدي المزاج اليوم لأفسر وأحكي تاريخ البلد في نصف كيلومتر. فالشارع قبل عدة أسابيع كان جديدًا وفرحنا عليه، وفجأة جاءت جرافات ولودرات وعمال، وكأنها جيش في حالة حرب، وقصوا الشارع بطوله من على ثلثه، وغبروا الدنيا وعطلوا السير. قالوا إنهم يعملون على المجاري العامة! وضعت علامات الاستفهام والتعجب، وأغلقوا الحفرة، والتي لا يمكن أن تعيد الشارع كما كان. ظننا أن المسألة انتهت، ولكنها البداية فقط.

> بدأت كل عمارة في الحفر لتوصيل مجاريها بالخط الرئيسي، فعادت جيوش اللودرات والحفارات والجرافات، وحفرت الشارع بخط كل خمسين مترًا، ثم وضعت الأنابيب، وأغلقت حفرها، وتركت الغبار والقمامة (عذرًا). الآن الشارع مليء بالمطبات التي تُتلف زمبركات السيارات. الشارع بلا أرصفة للمشاة، بل هناك أرصفة متقطعة وعلى ارتفاعات مختلفة. عند الاستفسار عن ذلك، قالوا إن المسؤول عن الرصيف أمام كل عمارة هو صاحب العمارة!

> لماذا لا يكون الرصيف عريضًا وصالحًا للمشي، ومن ضمن البنية التحتية التي تقوم بإنشائها الأمانة بصورة منسقة ومدنية وحديثة، على أن يدفع أصحاب العمارات ما يستحق عليهم؟ هكذا نحل مشكلة العشوائية. بين كل رصيف وآخر في المنطقة غير المبنية، تجد الحفر والحجارة والنفايات. أين سنمشي، يا بروفسور محمد؟

> خرجت مع أصدقائي على مضض وابتسامة صفراء، فسألني صديقي: هل من شيء يقلقك؟ قلت: لا، تفضلوا. وبدأت الأسئلة.

> لماذا الأرض المجاورة مليئة بالشوك، والأوساخ، وأكياس النايلون، وأكواب القهوة؟ قلت: طلبت من البلدية قبل أسبوع أن يأتوا لإزالة الشوك وتنظيف الأرض وتسميدها. ونحن ننتظر.

> أين نمشي؟ لا توجد أرصفة. لا يوجد مكان آمن للمشاة! أجبته: بالتأكيد يوجد، ولكن ليس هنا. عندما أجده، سأخبرك. أين إشارة وخطوط عبور الشارع؟ من أين نقطع الشارع؟ قلت له ببساطة: لن نحتاج إلى عبور الشارع. جميع المحلات الموجودة على هذه الناحية تتواجد مثلها في الناحية الأخرى، لذلك لن يحتاج الناس إلى عبور الشارع.

> بعد مسافة قصيرة، وجدنا جرافة وعمالًا يكسرون الشارع. يبدو أن أحدهم لم يصل بالمجاري إلى عمارته الجديدة. جاء السؤال المنتظر: لماذا يحفرون هنا؟ هل لا يوجد تنسيق بين الهيئات لإنشاء البنية التحتية قبل تعبيد الشارع؟ طنشت، لأن زوجته كادت أن تسقط في حفرة مياه خلفتها الأمطار، فكنا نتنطط بسبب تضاريس الشارع وأرصفته غير المكتملة.

> هل المسألة صعبة ومعقدة إلى هذا الحد؟ هل التنسيق بين الهيئات معقد للغاية؟ لا أعرف، لأنني لست متخصصًا في هندسة المدن الحديثة أو القديمة، ولكنني أتمنى، كما يتمنى بروفسور محمد الفرجات وكل مواطن حريص على وطنه وصحته."

*رد المهندس رائد الصعوب والتحليل:*

في تحليل سريع للموقف، يصف المهندس رائد الصعوب التحديات والأخطاء الواضحة في تخطيط البنية التحتية. يؤكد على أهمية التعاون بين البلدية، وأصحاب المحلات، وشركات البنية التحتية، لتحسين تجربة المشي وجعلها أكثر أمانًا:

- *التنسيق المسبق:* تعزيز التنسيق بين الهيئات لتفادي تكرار الحفر.
- *الأرصفة:* توحيد مستويات الأرصفة مع تحفيز أصحاب المحلات للحفاظ على نظافتها.
- *النفايات:* توفير صناديق قمامة بجودة تضمن تفريغها باستمرار.

إذا أرادت المدن الحديثة أن تكون صديقة للمشاة، فإن توفير بنية تحتية آمنة ومناسبة يعد خطوة أساسية لتلبية دعوات بروفسور محمد الفرجات وآمال جميع المهتمين بصحتهم.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/07 الساعة 14:12