أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات وفيات جامعات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

السيارات الكهربائية الصينية هل ستشُعل أزمة مع الغرب؟


م. مهند عباس حدادين
خبير ومحلل استراتيجي في السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا

السيارات الكهربائية الصينية هل ستشُعل أزمة مع الغرب؟

م. مهند عباس حدادين
م. مهند عباس حدادين
خبير ومحلل استراتيجي في السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
تتربع الصين اليوم على عرش صناعة السيارات الكهربائية وبلا منافس،حيث تستحوذ على قرابة 70% من الأسواق العالمية.
إن السبب الرئيسي وراء هذا التقدم الهائل في هذه الصناعة هو أن الصين أصبحت تعاني من خطر التلوث البيئي وخصوصا في المدن الكبرى نتيجة لإنبعاث الغازات السامة من عوادم السيارات التي تستخدم الوقود الإحفوري,، إضافة الى إرتفاع أسعار النفط العالمية والتي شكلت عائقاً على المواطن الصيني الذي يستخدم سيارته، مما دفع بالحكومة الصينية بتنفيذ عدد من الإجراءات لتشجيع إنتاج وشراء السيارات الكهربائية، بما في ذلك الحوافز الضريبية،ودعم لشركات تصنيع السيارات الكهربائية ومعاملتها التفضيلية في وسائل النقل العام, إضافة الى ضخ مليارات الدولارات للإستثمار في سوق صناعة السيارات الكهربائية الصينية من مختلف أنحاء العالم, حيث أصبح اليوم قرابة 400 ألف شركة صينية تصنع السيارات الكهربائية أو قطع لها.
لقد قفزت مبيعات السوق الصيني من السيارات الكهربائية آخر ثلاث سنوات أضعاف ما خطط له, حيث تصل تكلفة صناعة السيارة الكهربائية إلى الثُلث مقارنة بأسعار السيارات الكهربائية الغربية, بسبب الأيدي العاملة الرخيصة في الصين ووجود بعض العناصر النادرة والنبيلة التي تمتلكها الصين وحليفتها روسيا والتي تدخل في صناعة السيارات الكهربائية مثل: البطاريات والإضاءات وبعض الرقاقات الإلكترونية, فعلى سبيل المثال لا الحصر تمتلك الصين 90% من صناعة البطاريات العالمية نتيجة لذلك, ولا ننسى المنافسة الشديدة بين الشركات الصينية نفسها في التصنيع وتطوير المواصفات والأداء والتي ترجح مزيداً من الإنخفاض في أسعار السيارات الكهربائية الصينية.
كل ذلك جعل الخوف الغربي يبدو جلياً للسببين التاليين:
السبب الأمني:
الخوف من التجسس الصيني على الغرب كون تقنية البرامج التي تستخدمها الصين كأنظمة التشغيل والملاحة والتتبع ووسائل الترفيه مبنية على نظام مفتوح قابل للتحديث والتطوير، مما تجعل من الجهات الإستخبارية الصينية تصل الى أهدافها بسهولة في الغرب من خلال تعقب وجمع معلومات وإختراق للأجهزة الخلوية لمن يستخدم تلك السيارات الصينية في الغرب.
السبب الاقتصادي:
أولاً: سيُعرّض إغراق السيارات الصينية في الغرب شركات تصنيع السيارات الغربية الى خطر الإفلاس ونقصان كميات التصنيع لعدم قدرتها على منافسة السيارات الكهربائية الصينية, وهناك شواهد على ذلك أدت الى دق ناقوس الخطر, حيث انسحبت شركة ابل الأمريكية من برنامج صناعة السيارات الكهربائية بعد دفعها أكثرمن مليار دولار، في حين قامت شركة مرسيدس الألمانية بتأجيل خطوط تصنيع السيارات الكهربائية لعام ٢٠٣٠، وأخيراً تكبدت شركة تسلا الأمريكية خسائر بسبب تفوق الشركات الصينية مثل BYD على شركة Tesla الأميركية في أنواع معينة من السيارات الكهربائية.
ثانياً: الخوف من أن تقوم الصين بإغراق السوق الأمريكي بالسيارات الكهربائية بطريقة غير مباشرة عن طريق إنشاء مصانع في المكسيك. ثالثاً:الخوف من هروب المستثمرين الغربيين إلى الصين.
إذن ما هي الإجراءات الغربية التي قد يقوم بها الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة لإيقاف ذلك التفوق الصيني في صناعة السيارات الكهربائية؟ هناك عدة إجراءات قد يقوم بها الغرب: أولاً: منع تكنولوجيا الرقاقات المتقدمة عن الصين وهذا بحد ذاته سيزيد التوتر بين الصين والغرب.
ثانياً: منع البرامج المتقدمة وحجب الأنظمة العالمية الخاصة بالملاحة والتتبع والإتصالات الفضائية عن السيارات الصينية التي تُستخدَم في الغرب عن طريق بيع برامج خاصة بتلك الأنظمة أو الاشتراك فيها بأسعار باهضة الثمن، ليتم احتسابها من سعرالسيارة التي تصل للعميل وبالتالي سيكون سعر السيارة الصينية قريب من أسعار السيارات الغربية الكهربائية.
ثالثاً: وضع شروط قاسية ومعوقات على إستيراد السيارات الصينية التي تدخل الغرب، وهذا الإجراء قد تلتف عليه الصين بعمل شراكات لمصانع في دول حليفة لها في العالم, وخصوصاً أن الصين تتسيد مجموعة بريكس والتي يتزايد اعضاؤها بسرعة فائقة.
في الختام نرى أن إنشغال الغرب بالحرب الروسية–الأوكرانية وحرب غزة, دفع بالصين الى تطوير صناعاتها وخصوصاً صناعة السيارات الكهربائية، وكذلك إتخاذ بعض الدول المستهلكة للسيارات الكهربائية قرارات مقاطعة للغرب لإنحيازهم في مواقفهم السياسية، وخصوصاً أن العرض الصيني أكثر إغراءً من ناحية السعر وتحسن الجودة التي أصبحت تضاهي السيارات الكهربائية الغربية.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ