الذاكرة المغلوطة؛ هي حالة صحية تشير إلى الحالات التي قد يتذكر فيها الأشخاص الأحداث بطريقة مختلفة عن الطريقة التي حدثت بها من الأساس، وقد تنجم عنها تذكر مواقف لم تحدث على الإطلاق في بعض الحالات الأخرى !
لكنها تبدو لدى البعض أنها حقيقية وواقعية جداً في الأذهان لكنها في الواقع مشوهة وحتى ملفقة سواء جزئيًا أو كليًا، فعلى سبيل المثال قد يعتقد البعض أنه قام باغلاق الباب الرئيسي بالمفتاح قبل مغادرته المنزل وعند عودته إليه يجد أنه لم يفعل ذلك.
الذي لا بدّ من معرفته أن معظم الذكريات المغلوطة ليست خبيثة أو مؤذية أي ليست عن سبق اصرار وترصد ؛ ليست عمدًا، هي فقط تحولات أو إعادة بناء للذاكرة بحيث أنها لا تتماشى مع الأحداث الحقيقية والواقع(فالمصاب لا يعي ذلك غالباً).
من الممكن أن تنشأ الذاكرة المغلوطة من مجموعة أسباب مختلفة المصادر، وفيما يأتي بعض منها:
1. التشويش (Interference):
يمكن وصف تشوه ذاكرة الحدث الحقيقي بالمعلومات الجديدة على أنه تدخل رجعي، أيّ قد تتداخل المعلومات الجديدة مع المحفوظة سابقاً.
كما يتم هنا كشف خطأ الإسناد الخاطئ كيف يمكن للذاكرة أن تخطئ في تحديد حقيقة هذه الذكريات.
2. المعلومات المضللة (Misleading information):
هي المعلومات الغير حقيقية والتي تُعط للشاهد عادةً بعد وقوع حدثٍ ما، ومن الممكن أن يكون لها العديد من المصادر كالتي يتم الحصول عليها من خلال بعض المناقشات التي تتم بعد وقوع الحدث مع بعض الشهود الآخرين.
فعند استجواب شهود العيان لحدث ما مباشرة بعد الحادث ذي صلة من الممكن بشكل كبير تغيير التمثيل التذكاري لما حدث للتو بشكل كبير، وبذلك ينجم عنها الحالة التي تعرف باسم الذاكرة المغلوطة.
3. اضطراب الوسواس القهري:
من الممكن أن يعاني بعض الأفراد المصابين باضطراب الوسواس القهري من عجز في الذاكرة، أو من ضعف الثقة بالذاكرة من الأساس.
فهذا الاضطراب ينجم عن الاستجابات غير الطبيعية لبعض مناطق الدماغ للسيروتونين، وهي حالة تتميز بدوافع غير عقلانية ومفرطة للتصرف بطرق معينة، بالإضافة للاستسلام للأفكار المتكررة وغير المرغوب بها.
كما قد تنجم كذلك حالة الذاكرة المغلوطة بسبب بعض الحالات والعوامل المؤثرة الأخرى، مثل؛
- تكوّن بعض الذكريات الزائفة غير الصحيحة بسبب القلق او الاكتئاب او كثرة التفكير .
- التصور غير الدقيق.
- الإسناد الخاطئ.
- العواطف.
- الحرمان من النوم (Sleep Deprivation).
الجدير بالذكر أنه غالبًا لا تكون لهذه الذكريات المغلوطة أيّ تأثير، إلا أن في حالات قليلة وجد أنه من الممكن أن يكون للذاكرة المغلوطة بعض الآثار الخطيرة في العلاقات الشخصية والمهنية.
كما هنالك مجموعة من الفئات التي تُعد الأكثر عرضة للمعاناة من حالة الذاكرة المغلوطة، وذلك استنادًا للأسباب التي تم طرحها في الفقرات السابقة.
ومن أشهر الأمثلة على هذه الفئات ما يأتي:
- الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الصدمة أو الاكتئاب أو التوتر.
- الأشخاص الذين يعانون من حالة اضطراب الوسواس القهري.
- كبار السن، فمع تقدم العمر تبدأ بعض التفاصيل الموجودة في الذاكرة بالتلاشي شيئًا فشيئا.
هل يوجد علاج لذلك ؟
نعم؛ تُستخدم مجموعة من تقنيات العلاج النفسي مثل التنويم المغناطيسي والتأمل المُوَجه وجلسات العلاج السلوكي وجلسات الدعم كوسيلة لاستعادة الذكريات المكبوتة، وغالباً ما تكون هذه الذكريات أليمة مثل صدمات الطفولة المختلفة من معاملة سيئة ، إهمال ، عنف لفظي، جسدي وحتى الاعتداء الجنسي في سن الطفولة والمراهقة. وترتبط هذه الذكريات مباشرة بالسلوك الحالي للأشخاص، حيث قد يقومون بالإبلاغ عن هويتهم وعلاقاتهم.
لا تتردد بمراجعة مختص في حال شعرت انت او احد من محيطك بأعراض الذاكرة المغلوطة .