مدار الساعة - تستعد المرأة الأردنية لخوض غمار الانتخابات البرلمانية في ظل التعديلات الدستورية التي منحها إياها قانون الانتخاب الجديد، بدءا بالاشتراط لترخيص الحزب ألا تقل نسبة عدد السيدات الأعضاء فيه عن 20 بالمئة من كامل عدد أعضاء الحزب، مرورا بإضافة بندين أساسين على المادة السادسة لدعم المرأة، فأصبحت الكوتا على مستوى الدائرة الانتخابية بدل المحافظة، ما يعني أن الحد الأدنى لوجود النساء في مجلس النواب المقبل سيكون 18 على عدد الدوائر الانتخابية، وليس 15 كما كانت سابقا، وعلى مستوى القائمة الحزبية من أول 3 مترشحين يجب أن تكون امرأة، ومن أول 6 يجب أن تكون امرأتين.
ووصفت حزبيات في أحاديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا ) التعديلات الدستورية على القانون الجديد بالدفعة القوية للنساء في العمل السياسي، ما يفرز عددا غير مسبوق من النساء في مجلس النواب الـــ 20.
وقالت مساعد الأمين العام لشؤون الإعلام في حزب نماء، لبنى الفقهاء: إن المرأة الأردنية تحظى بمتابعة حثيثة من لدن جلالة الملك عبد الله الثاني لتعزيز حضورها في جميع الميادين، والمشاركة الفاعلة في عملية النهضة البنيوية والحضارية والاقتصادية والعلمية والتنموية، ما ينعكس إيجابا على استعدادها لخوض انتخابات 2024.
وأضافت إن السنوات المقبلة ستؤدي إلى طريق التحديث الذي حددت أولوياته ومساراته من قبل الأردنيين أنفسهم، وفق تطلعاتهم المستقبلية، ورؤية التحديث السياسي التي تدفع الأردن باتجاه 3 مسارات متوازية "السياسية، والاقتصادية، والإدارية"، بهدف تحقيق المنفعة العامة، والتمهيد لبيئة مناسبة للعمل السياسي المبني على الأحزاب البرامجية القادرة على تشكيل حكومات حزبية مستقبلا، وتوفير مختلف متطلبات تحقيق التنمية المستدامة.
وبينت الفقهاء أن انتخابات 2024 ستشهد الامتحان الأول للمشهد الحزبي في ظل قانون يعطي الأحزاب نسبة 35 بالمئة من مقاعد مجلس النواب على صعيد القائمة الوطنية، ما يتيح التنافس على صعيد القوائم المحلية على مستوى محافظات المملكة أيضا.
وأشادت الفقهاء بالجهود السياسية الكبيرة التي تبذلها المرأة الأردنية، ولا سيما مشاركتها في انتخابات 2024، ما أثبت قدرتها على العطاء، وأهمية دورها في خدمة المجتمع من خلال دور تنموي فاعل يشمل هموم الأسرة والشباب والطفولة والشيخوخة، لتسهم بشكل كبير في تطوير المجتمعات المحلية في المناطق الأقل حظا داخل المدن والأرياف والبوادي.
وأكدت الفقهاء أن الحزب يعد العدة لتقديم كل ما يمكن لوضع المرأة على سلم القرار، والانطلاق بها نحو منصة التغيير السياسي والاقتصادي المنشود في ظل قانون الانتخاب الجديد الذي أنصف المرأة، مبينة أن الحزب خلال الأشهر الماضية وضع خططا في مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية تستند إلى 3 محاور أساسية "محلية التنمية"، وهو مشروع وطني يهدف إلى التنمية على مستوى القرية بدلا من المحافظة بهدف تشغيل أبناء القرى، وإنشاء مشروعات تنموية على مستوى كل قرية في المملكة، ودراسة محفزات النمو لمعظم القطاعات الاقتصادية بهدف زيادة معدلات النمو الاقتصادية، ومنصات التأهيل والتدريب والتشغيل التي تشكل العمود الفقري لبرنامج الحزب الاقتصادي.
بدورها، قالت أمين عام حزب الشعب الديمقراطي الأردني (حشد) عبلة أبو علبة إن انتخابات 2024 ستجري وفقا لقانون انتخاب جديد ضمن مواد متطورة، تتعلق بمشاركة المرأة بصورة أوسع في الحياة السياسية والبرلمانية، سواء بالنسبة للكوتا أو بالنسبة لترتيبها في القائمة الحزبية على أساس مبدأ التنافس، ما يرفع وتيرة الاستعدادات بالنسبة للنساء الراغبات في المشاركة، وترشيح أنفسهن لخوض انتخابات 2024، ولاسيما من خلال القائمة الحزبية نظرا لكونها تجربة جديدة، تحمل في طياتها أفقا لتطور الحالة السياسية في المملكة.
وأضافت أبو علبة إن أهم ما يتوجب على المرأة الأردنية الاستعداد له في انتخابية 2024، هو رفع مستوى كفاءتها السياسية، وقدرتها على الدفاع عن البرنامج الذي تتبناه القائمة التي تشارك فيها.
من جهتها، قالت مساعد الأمين العام لشؤون المرأة في حزب الميثاق الوطني سناء مهيار إن الحزب يعمل على استقطاب سيدات ذات كفاءة عالية للانتساب للحزب، حيث بلغت نسبة السيدات في الحزب 36 بالمئة من مختلف شرائح المجتمع، مشيرة إلى إشراك عدد كبير ممن ترشحن للمناصب القيادية المختلفة، سواء في المكتب السياسي أو المجلس المركزي أو المجلس الاستشاري، بالإضافة إلى اللجان القطاعية ولجان النقابات المهنية، كما ضمت الهيئات الإدارية التي جرى تشكيلها في 14 فرعا للحزب في الدوائر الانتخابية المختلفة في المملكة عضوات فاعلات، بالإضافة إلى عضويتها في اللجان القطاعية في جميع الفروع.
وأضافت مهيار، إن الحزب يستعد للمشاركة في انتخابات 2024 من خلال تشكيل لجنة عليا برئاسة رئيس المجلس الاستشاري، واعتماد أسس ومعايير واضحة لاختيار مرشحي الحزب لخوض انتخابات 2024 على القائمة الحزبية الوطنية، مشيرة إلى أن الحزب يهدف إلى مأسسة عملية الترشح للانتخاب، وإعطاء دور فاعل لكل عضو في الحزب رجلا كان أو امرأة في حال انطبقت عليه الشروط بكل شفافية وحيادية، بما يحقق المصلحة العامة للحزب.
وأكدت مهيار أن هذه الأسس والمعايير تطبق على المرأة والرجل للتقدم والترشح عن القائمة الحزبية، مشيرة إلى أن المجال مفتوح أمام من تجد في نفسها القدرة على التنافس على الكوتا المقررة لكل دائرة انتخابية عن طريق القوائم المحلية، ولا يخلو أي لقاء مع سيدات في الحزب من التذكير بمسار التحديث السياسي، وشرح وإبراز المواد التي جاءت في قانوني الانتخاب والأحزاب المعدلين لصالح زيادة فرصة المرأة في الوصول إلى مجلس النواب الــــ 20.
بدورها، قالت النائب الثاني لأمين عام حزب تيار الإتحاد الوطني الأردني الدكتورة ريما العمري، إن العالم يشهد تطورا ملحوظا في دور المرأة في المجتمعات، والمشاركة السياسية، وتأثيرها في القرارات الحكومية والسياسية، ويبرز الأردن كأنموذج رائد في توفير الفرص المتساوية للمشاركة السياسية للمرأة من بين البلدان التي تسعى إلى تعزيز دور المرأة في الساحة السياسية.
وأضافت إن الحزب يسعى إلى ترسيخ أسس الديمقراطية، وتشجيع جميع شرائح المجتمع على التمثيل الحقيقي في البرلمان المقبل، والحياة السياسية بما في ذلك المرأة التي تعد عنصرا أساسيا في بناء المجتمع وتطويره، فدورها لا يقتصر على القضايا الاجتماعية فحسب، بل يتعداها ليشمل المشاركة في صنع القرار السياسي وتشكيل السياسات، مشيرة إلى أن الحزب يسعى إلى تعزيز دور المرأة في الساحة السياسية من خلال تشجيعها على الترشح في انتخابات 2024، وتقديم مشروعات وأفكار تخدم مصالح المجتمع بشكل عام.
وأكدت أن الحزب يعمل على توعية المجتمع بأهمية دور المرأة في السياسة والحكم، ويسعى لتغيير الثقافة السائدة التي تقيد قدرات وإمكانيات المرأة في المجال السياسي، بالإضافة إلى تشجيع المرأة على المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية من خلال توفير الدعم اللازم للوصول إلى المناصب القيادية.
من جهتها، قالت مساعد الأمين العام للشؤون السياسية والثقافة الحزبية في حزب عزم الدكتورة شذى العيسى إن الأحزاب السياسية بدأت تعي الأهمية الكبرى للمرأة في الحياة السياسية والعامة نتيجة التوجيهات الملكية، فعملت على استقطاب السيدات الفاعلات في المجتمع لنجاعة وجودها في التركيبة السياسية.
وأضافت العيسى إن الحزب اهتم بالمرأة من خلال تسليم أغلب المناصب القيادية للسيدات، الأمر الذي جعلهن في مقدمة أولوياته، مؤكدة أن الحزب يعمل وبشكل حثيث على إعداد السيدات لانتخابات 2024 من خلال مركز إعداد القيادات السياسية للحزب، وتدريب السيدات على آليات الخطاب السياسي والمهارات الشخصية، ومهارات الريادة والقيادة، وكل المهارات اللازمة للمرحلة المقبلة، وتقديم كل وسائل الدعم والتثقيف، والإعداد الجاد لإفراز سيدات قادرات على إحداث الفرق تحت القبة بنساء قويات قادرات، متمكنات من كل الأدوات للمرحلة المقبلة.بترا