مدار الساعة - كشف استشاري أمراض العقم وأطفال الأنابيب، استشاري النسائية والتوليد، الدكتور مازن الرواشدة، عن تدمير الاحتلال الإسرائيلي لكافة المراكز الطبية التي تعنى بأطفال الأنابيب وأمراض العقم في قطاع غزة. حيث تم تدميرأكبر مركز للاخصاب والوراثة مركز بسمة حيث كان يحتوي على أكثر من 5 الاف من الاجنة المجمدة
وبين الرواشدة أن القطاع في ظل الحصار الذي كان يتعرض له قبل السابع من تشرين أول العام الماضي كان لديه مراكز تعمل بالحد الأدنى وتقدم كافة الخدمات العلاجية التي يحتاجها سكان القطاع في هذه التخصصات، وقد شهد القطاع خلال تلك الفترات رحلات علاجية لمواطنيه إلى عدد من الدول، رغم ارتفاع كلفها المالية عليهم وصعوبة السفر، ولكن حاجة العائلات هنالك للإنجاب حق مشروع كبقية الشعوب.
وأوضح الرواشدة أنه بحسب البيانات المتوفرة، فإن المراكز الطبية التي توفر هذه الخدمات العلاجية والمتابعات الطبية وإجراء العمليات لمحتاجيها دُمِّرَت على بكرة أبيها، دون أدنى احترام للمواثيق الدولية التي تحرم الاعتداء على المرافق الصحية والطبية.
وبين الرواشدة أنه وبرغم النداءات الإنسانية التي أطلقتها عديد الدول للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية، إلا أن هذا الجانب أُغْفِل كليا، ولم يجد تفاعلا، واُقْتُصِر الأمر على المعالجات الجراحية وغيرها نتيجة الإصابات جراء الحرب، في حين أن الجانب العلاجي المتعلق بتخصصات النسائية والعقم والإخصاب ذات أهمية قصوى، وفي حال التأخر في تقديم المعالجات، فسيكون لها مضاعفات كبيرة في المستقبل سواء على السيدات أو الرجال، وهذا الأمر لا يقتصر على أفراد معينين، بل يحظى باهتمام الآلاف من العائلات الغزية التي كانت تتطلع إلى الإنجاب وحلم الأبوة الذي قتله الاحتلال.
وأشار الرواشدة إلى ضرورة منح هذا الجانب الطبي والإنساني الأهمية الكبرى في أسرع وقت، حيث أن هذا الاختصاص والمراكز الطبية الاخصابية العلاجية تحتاج إلى إنشائها مجددا، خصوصا بعد تدمير بنك الأجنة في القطاع، والذي كان يضم حلم العائلات الغزية في الإنجاب.
وطالب الرواشدة أن تُشَكَّل منظومة عربية وعالمية متكاملة لتقديم العون للعائلات في غزة بهذا الاختصاص، سواء كان ذلك من خلال إقامة مراكز إنسانية يشرف عليها أطباء من ذوي الاختصاص والطاقم الفني كذلك، أو من خلال تقديم هذه الخدمات من ضمن المستشفيات الميدانية الموجودة في القطاع إلى حين وجود دعم إنساني حقيقي في إعادة بناء المراكز الطبية المدمرة وكذلك توفير الأدوية والعلاجات اللازمة لمثل هذه الحالات، ولا أعتقد أن بمقدور المرضى الغزين القدرة على توفيرها حاليا، سواء من حيث توفيرها من الخارج أو حتى توفير ثمنها المالي، فجميعنا نعلم أن العون الإنساني الآن يجب أن يكون في أعظم مرحلة، فمثل هذه الكارثة الإنسانية لم يشهدها العالم منذ عقود.
وناشد الرواشدة الأطباء زملاء المهنة في هذا الاختصاص بتوحيد جهودهم لتقديم العون الطبي والإنساني للأهل في قطاع غزة، خصوصا الفئات التي تحدثنا عنها أعلاه فجميعنا يعي كأطباء خطورة التأخير في علاج هذه الحالات التي قد تتطور وتصل إلى مراحل متقدمة تصبح عملية علاجها معقدة، وبما أن الأردن له الدور الطليعي في تقديم المساعدات الطبية ولديه مستشفيات ميدانية، أرى أن يكون هنالك فريق طبي مختص يلتحق بهذه المستشفيات، أو التواصل مع المنظمات الإنسانية العالمية لتكوين فريق طبي عالمي يقدم هذه المهام الإنسانية الجليلة، ولابد للشركات المصنعة ووكلاء المستلزمات والأجهزة الطبية أن يكون لهم دور أكبر في هذه المبادرة، ونحن على ثقة بأن عدالة هذه القضية سيكون حافزاً كبيراً لمساندة أصحاب الاختصاص لهذه المبادرة وتقديم الممكن في هذه الظروف.
يذكر أن استشاري أمراض العقم وأطفال الأنابيب، استشاري النسائية والتوليد، الدكتور مازن الرواشدة، قد قام سابقا بمناشدة عدة منظمات دولية لتقديم العون الطبي والإنساني للأهل في غزة وقدم عدة طرق وآليات لعلاج المرضى في غزة منها من خلال تقديم الاستشارات الطبية عبر فريقه المختص من خلال عدة طرق اُسْتُحْدِثَت لتتوافق مع مثل هذه الظروف.